موفدا «الجزيرة» لنهائيات كأس أمم اسيا - نبيل العبودي - أحمد العجلان:
يبدو العراق مرشحاً لبلوغ الدور ربع النهائي من نهائيات كأس آسيا 2007 في كرة القدم إذ يكفيه التعادل في مواجهته مع عمان اليوم الاثنين في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى في الدور الأول، في حين تواجه أستراليا، التي رشحها النقاد لإحراز اللقب في مشاركتها الأولى، خطر الخروج بخفي حنين عندما تواجه تايلاند صاحبة الأرض. وتقام المباراتان في توقيت واحد، فيلتقي المنتخبان العربيان على ملعب سوباشالاساي في ضاحية بانكوك، في حين يتواجه المنتخب الاسترالي والتايلاندي على ملعب راجامانغالا في وسط العاصمة التايلاندية. ويتصدر العراق الترتيب برصيد أربع نقاط متقدماً على تايلاند التي تملك الرصيد نفسه في مقابل نقطة واحدة لكل من أستراليا وعمان. ولا يعمل في هذه البطولة بنظام فارق الأهداف في حال تعادل فريقين بالنقاط بل بالمواجهة المباشرة بينهما.
العراق - عمان
يدخل المنتخب العراقي مواجهته مع عمان منتشيا بفوزه الرائع على استراليا بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد والذي رفع معنويات لاعبيه بشكل كبير. ويدرك افراد منتخب الرافدين بان التعادل يكفيهم لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الرابعة على التوالي، لكنهم سيلعبون من اجل الفوز وضمان المركز الاول في المجموعة والبقاء في بانكوك. كما أن ضمان صدارة المجموعة سيجنبهم على الأرجح مواجهة متصدر المجموعة الثانية الذي سيكون أغلب الظن المنتخب الياباني حامل اللقب في النسختين الأخيرتين. وارتقى أداء المنتخب العراقي في مباراته الثانية ضد أستراليا خصوصاً بفضل تألق الثلاثي الشهير صانع الألعاب نشأت أكرم والقناص يونس محمود والهاجم الآخر هوار ملا محمد. وكان أكرم صال وجال في مواجهة استراليا وسجل هدفا من ركلة حرة مباشرة ومرر الكرة التي جاء منها الهدف الثاني بكرة ماكرة خدعت الدفاع الاسترالي، في حين سجل هوار هدفاً رائعاً وكاد يسجل من كرة لولبية سددها بحرفنة كبيرة، في حين اتعبت تحركات يونس الدفاع الاسترالي ما جعله يرتكب الاخطاء في الدقائق الأخيرة التي شهدت الهدف الثالث للعراق.
ويقينا لو أن المنتخب العراقي يواصل على تقديم الأداء ذاته فإن ذلك سيمكنه من الذهاب بعيدا في هذه البطولة، علما بأن أفضل نتيجة له في البطولة كان بلوغه نصف النهائي عام 1972 قبل أن يخسر أمام الكويت 2- 3 .
وحذر مدرب المنتخب العراق البرازيلي جورفان فييرا فريقه من مغبة اعتبار الفوز على أستراليا نهاية المطاف بل طالبهم بالمحافظة على التواضع في مواجهة عمان وقال في هذا الصدد: (حلم بلوغ ربع النهائي مشروع لكن علينا أن نبقي تركيزنا عالياً وإلا سندفع الثمن في المباراة الأخيرة).
وأضاف: (لا شك أن الفوز جعل مهمتنا أسهل في بلوغ ربع النهائي لكن يتوجب علينا تخطي عمان في مباراة لن تكون سهلة على الإطلاق خصوصاً أن أفراد المنتخب الأخير مصممون على التعويض بعد خسارتهم أمام تايلاند). وتابع: (الطريق لا يزال طويلاً أمامنا في هذه البطولة لكن نستطيع أن نحرز اللقب إذا واصلنا النسج على هذا المنوال ووقف الحظ إلى جانبنا لأنه في كل بطولة كبيرة كل منتخب يحتاج إلى بعض الحظ للفوز بالألقاب).
في المقابل يدخل المنتخب العماني المباراة ولا بديل له سوى الفوز الذي قد لا يكفيه أيضاً إلا في حال تعادل أو فوز تايلاند على أستراليا.
وهناك احتمال بأن تتساوى المنتخبات الأربعة بالرصيد نفسه أي أربع نقاط في حال فوز أستراليا على تايلاند وعمان على العراق، وعندئذ ستكون هناك حسابات معقدة. وكان المنتخب العماني استهل البطولة بتعادل ثمين مع أستراليا مقدما أداء جيدا، لكنه فشل في تكرار المستوى ذاته أمام تايلاند وسقط بهدفين نظيفين جعلا مهمته صعبة في الجولة الثالثة.
أستراليا - تايلاند
دقت ساعة الحقيقة أمام المنتخب الأسترالي الذي رشحه كثيرون ليكون ضيفاً ثقيلاً على البطولة ولكي ينتزع اللقب بسهولة في مشاركته الأولى فيها، لكن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر، وبدأ المنتخب الأسترالي متواضعاً في مباراتيه الأوليين حيث عانى الأمرين واحتاج إلى هدف في الوقت بدل الضائع لانتزاع التعادل من عمان، في حين سقط سقوطاً كبيراً أمام العراق 1 -3 في المباراة الثانية. ولا بديل لأستراليا سوى الفوز لبلوغ ربع النهائي لكن مهمتها لن تكون سهلة أمام أصحاب الأرض الذين سيحظون بمؤازرة كبيرة في ملعب راجامانغالا الذي يتسع لـ60 ألف متفرج. واعتبر مدرب منتخب أستراليا غراهام ارنولد أن الأداء السيئ لفريقه يعود بالدرجة الأولى إلى عدم الاستعداد الكافي الذي خضع له اللاعبون المحترفون وكشف (المحترفون أخذوا قسطاً من الراحة بعد انتهاء الدوري في أوروبا وليسوا بالتالي في كامل جهوزيتهم البدنية، هذه ليست أعذاراً بل الحقيقة).
وتابع: (جئنا إلى آسيا وأيقنا أن مواجهة منتخبات هذه القارة ليست سهلة على الإطلاق وهذه حقيقة دامغة أيضاً). ولا شك أن خروج منتخب أستراليا من الدور الأول سيعني إقالة ارنولد من منصبه، علما بأن الاتحاد الأسترالي سعى في الآونة الأخيرة للتعاقد مع مدرب عالمي من دون أن يصيب نجاحاً.
أما المنتخب التايلاندي فيعتمد في الأساس على سرعة تحركات لاعبيه وعلى الهجمات المرتدة السريعة لمفاجأة المنتخبات المنافسة.
قطر - الإمارات
تتنافس منتخبات قطر واليابان حاملة اللقب وفيتنام المضيفة على بطاقتي المجموعة الثانية إلى ربع نهائي كأس آسيا الرابعة عشرة لكرة القدم.
ففي الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول اليوم الاثنين، تلتقي فيتنام مع اليابان، وقطر مع الإمارات في توقيت واحد. وتتصدر اليابان وفيتنام المجموعة برصيد أربع نقاط لكل منهما، وتأتي قطر ثالثة بنقطتين، والإمارات رابعة من دون أي نقطة. وكان المنتخب الإماراتي أول المنتخبات المودعة من الدور الأول بعد تلقيه خسارتين أمام فيتنام صفر-2 واليابان 1 -3 . وتبدو حسابات التأهل إلى ربع النهائي واضحة استناداً إلى لوائح البطولة.
فالفائز من مباراة اليابان وفيتنام سيحجز بطاقته مباشرة إلى الدور المقبل، وفوز قطر على الإمارات في هذه الحال سيضمن لها البطاقة الثانية، أما في حال خسارتها أو حتى تعادلها فإن البطاقة الثانية ستكون من نصيب المنتخب الخاسر في مباراة صاحب الأرض وحامل اللقب لان كل منهما يملك اربع نقاط. اما اذا انتهت مباراة فيتنام واليابان بالتعادل سيرتفع رصيد كل منهما إلى خمس نقاط، ويتعين على قطر في هذه الحال الفوز على الامارات للتساوي معهما بنفس الرصيد والدخول في حسابات فارق الاهداف لانها تعادلت مع اليابان وفيتنام بنتيجة واحدة 1 -1 . فإذا، الأمر واضح جداً بالنسبة إلى المنتخب القطري، فلا بديل له عن الفوز في جميع الأحوال، آملا في الوقت ذاته بانتهاء المباراة الثانية بفوز أحد الطرفين على الآخر لكي يرافقه إلى ربع النهائي.
ولكن المباراتين تقامان بنفس التوقيت منعا لتأثير أي نتيجة على الأخرى، وبالتالي فإن المنتخب القطري مطالب بفوز بفارق مريح من الأهداف لكي يدخل منافسا قويا لمنتخبي اليابان وفيتنام في حسابات الأهداف لاحقاً.
وجنبت القرعة المنتخبين الإماراتي والقطري اللقاء في كأس الخليج الثامنة عشرة في كانون الثاني - يناير الماضي التي أحرز فيها اللقب للمرة الأولى في تاريخه، وفقد فيها الثاني لقبه بعد خروجه من الدور الأول.
في المقابل، يخوض المنتخب الإماراتي مباراته الأخيرة من دون ضغوط بعد خروجه من الدور الأول، لكنه سيحاول العودة بفوز على (جاره) الخليجي أفضل من تلقي ثلاث هزائم تشكل عبئاً عليه في مشاركته الآسيوية المقبلة.
وكان المنتخب الإماراتي خرج من الدور الأول في النسخة الماضية في الصين عام 2004 بعد أن حل رابعاًَ وأخيراً في مجموعته بخسارتين أمام الكويت 1- 3 وكوريا الجنوبية صفر-2 وتعادل سلبي مع الأردن.
وأكد الفرنسي برونو ميتسو مدرب الإمارات أنه (جاهز للمحاسبة)، آملاً أن (تشكل البطولة درساً للاعبين للاستحقاقات المقبلة).
اليابان - فيتنام
كانت فيتنام في طريقها إلى حجز بطاقة التأهل إلى ربع النهائي مبكراً عندما فازت على الإمارات 2 - صفر وتقدمت على قطر 1- صفر حتى ربع الساعة الأخير تقريباً، لكن وضح أن لاعبيها قدموا كل ما عندهم وأن قواهم لم تساعدهم على المواصلة بإيقاع مرتفع وسريع جداً حتى نهاية المواجهة مع قطر، فتلقوا هدف التعادل وأفلت مرماهم من هدف الخسارة أيضاً، فتأجل حلمهم بالتأهل إلى الجولة الثالثة والأخيرة. ولكن المهمة في المباراة الأخيرة ستكون الأصعب على أصحاب الأرض ضد اليابانيين الساعين إلى لقب ثالث على التوالي ورابع في تاريخهم بعد عام 1992، والذين استعادوا توازنهم أمام الإمارات حين قدموا شوطاً أول رائعاً سجلوا فيه ثلاثة أهداف وأهدروا عدداً كبيراً من الفرص.
مدرب فيتنام النمسوي الفريد ريدل أمل في أن يظهر فريقه بمستوى جيد أمام اليابان، معتبراً أن فرصته ما تزال كبيرة في التأهل. لكن البوسني ايفيكا اوسيم مدرب اليابان لن يفوت الفرصة لقيادة منتخبه إلى فوز يرفع فيه معنويات لاعبيه قبل الأدوار الأكثر صعوبة، لكنه يدرك أيضاً أن الفوز يعني تصدر منتخب اليابان مجموعته وبقاءه في هانوي لاستقبال ثاني المجموعة الأولى في ربع النهائي، ما يجنبه مشقة السفر إلى بانكوك لإكمال المهمة، وهو ما ينتظره المنتخب القطري في حال فوزه بدوره على نظيره الإماراتي. ويملك المنتخب الياباني مجموعة قوية من اللاعبين في مقدمتهم صانع الألعاب المحترف في غلاسغو رينجرز الاسكتلندي شونسوكي ناكامورا الذي يكون مصدر معظم الكرات الخطرة، والمهاجم القناص ناوهيرو تاكاهارا، فضلاً عن نجم الوسط الخطير ياسوهيتو ايندو والمدافع الصلب يوجي ناكازاوا.
يذكر أن اليابان توجت بطلة عام 1992 في طوكيو و2000 في بيروت بفوزها على السعودية بالذات بنتيجة واحدة 1-صفر، وعام 2004 في بكين بتغلبها على أصحاب الأرض 3 -1 .