Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/07/2007 G Issue 12708
الريـاضيـة
الأحد 01 رجب 1428   العدد  12708
هدف قاتل يضع حداً للمقاومة الإندونيسية
منتخبنا بمهارة في الصدارة

جاكرتا- «» AND

أنقذ البديل سعد الحارثي الأخضر من تعادل غير عادل كان يسير نحوه أمام صاحب الأرض إندونيسيا أمس في إطار الجولة الثانية من سباق نهائيات كأس آسيا 2007 عندما سجل (الذابح سعد) الذي حل بديلاً للقائد ياسر القحطاني في الدقيقة 88 هدف الفوز السعودي في الدقيقة 94 ليخرج الأخضر فائزاً ( 2 - 1) في مباراة غريبة تساقطت خلالها فرص التسجيل أمام السعوديين حتى جاء البديل (سعد) ليمنح السعادة لأبطال آسيا في 3 بطولات سابقة وكذلك صدارة المجموعة بـ 4 نقاط معززاً تقدمه لربع النهائي.

كان الشوط الأول قد انتهى بالتعادل ( 1- 1) سجل للأخضر ياسر القحطاني برأسية هائلة في الدقيقة 12 وتعادل الإندونيسيون عن طريق إيلي (16)، وسيطر الأخضر في الشوط الثاني حتى أطلق الحارثي صرخة الفرح في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء..

قاد المباراة الإماراتي علي حميد بدرجة امتياز وحضرها 80 ألف متفرج إندونيسي تقدمهم في ملعب جيلورا رئيس الوزراء سوسولي لكنهم في النهاية غادروا بصمت بعد أن قلب السعوديون طاولة الفرح بجدارة لصالحهم محققين ثاني انتصار عربي في البطولة القارية الأهم.

الشوط الأول

عنوّن المنتخبان البداية بعنوان الإثارة الحقيقية عندما تبادلا الهجوم بحثاً عن هدف يرضي طموح كل جانب، وكان للشحن الشعبي الكبير الذي حظي به أصحاب الأرض (إندونيسيا) مفعوله على المنتخب الذي تحدى إمكاناته وحاول بكل الأساليب بما فيها الأداء العنيف عرقلة الخبرة والتفوق السعودي.

منتخبنا دخل المباراة بنفس التشكيل الذي لعب المباراة الأولى أمام كوريا الجنوبية والمكوّن من المسيليم والهوساوي والجحدلي والبحري والموسى وعزيز وكريري والموسى والقحطاني ومالك وياسر.

اعتمد منتخبنا على طريقته الخاصة (4-4-2) لكن الجديد كان مساندة أحمد البحري من الطرف الأيمن بعكس حالة الانضباط الدفاعي التي تفرغ لها في المباراة الماضية، في المقابل لعب الإندونيسيون بتحفظ دفاعي يتحول مع كسب الكرة لهجوم شامل مستغلين سرعة العناصر والمساحات التي كان منتخبنا يتركها عندما يتقدم للهجوم.

بدأ الأخضر بداية واعدة في الدقيقة 4 عندما حصل على خطأين شكل أحدهما خطورة حقيقية، وتهيأت جراء السيطرة الجيدة للاعبينا فرصة تحقيق هدف السبق عند الدقيقة التاسعة حين استطاع ياسر القحطاني تخطي كل من يقابله قبل أن يمرر لمالك داخل ال6 أقدام لكن الأخير يسدد عالياً مفوتاً هدفاً للأخضر.

الأندونيسيون كادوا أن يشقوا جدار التفوق السعودي بعد دقيقة من فرصة مالك الضائعة وذلك عبر ثابتة أطلقها سودار سون وأفلتت من المسيليم لتجد الخطر (إيلي) لكنه سدد بسلام إلى خارج المرمى.

ياسر يسجل وإيلي يعادل

بعد 10 دقائق من الانطلاق دخلت المباراة دقائق ساخنة حقيقة، جاءت البداية من طرف الأخضر عندما أرسل البحري (عرضية) بالمقاس لياسر الذي طار لها بطريقة (القناص) ووجهها هائلة إلى الزاوية اليسرى لمرمى إندونيسيا واضعاً الأخضر في المقدمة عندما الدقيقة 12.

وكان يمكن أن يهدئ الأخضر من رتمه ويعيد صياغة التعاطي مع المباراة لكنه لم يفعل فجاءت الإجابة من إندونيسيا مفاجئة في الدقيقة 16 عندما استغل المهاجم إيلي خطأً دفاعياً فادحاً أعاد أصحاب الأرض بهدف التعادل الذي أعطى الأندونيسيين شحنة جديدة من الثقة أمام بطل آسيا في 3 بطولات ماضية.

بعد التعادل شهد الشوط الأول سيطرة سعودية على الكرة، قابلها تراجع أندونيسي يعتمد على الكرات المضادة والضغط على حامل الكرة، الأمر الذي كلف الأخضر، فقد أكثر من كرة، بل وهدد مرمى المسيليم عند الدقيقة 25 بعرضية من كاسي، وحاول المدافع محمد رضوان مفاجأة الحارس السعودي بتسديدة لكنها ذهبت بعيدة (38)، وساد الارتباك خطوطنا الدفاعية في آخر 5 دقائق، لكن تألق المسيليم أفسد المخطط الإندونيسي لخطف التقدم عندما حول تسديدة من إيلي ورأسية من كاسي إلى ضربتي زاوية في ظرف الدقيقة 43.

إجمالاً كان الشوط سعودياً في أول 10 دقائق وتبادل المنتخبان الأداء بعدها حيث سجلا هدفين ثم انحصر اللعب حتى الدقيقة 35 في وسط الميدان، وبسط أصحاب الأرض تفوقاً نسبياً في آخر 10 دقائق، وشهد الشوط إبراز 3 بطاقات صفراء من حكمها الإماراتي علي حميد بحق لاعبي إندونيسيا إيكا رمضاني (2) واوتيلا (13) وسودار (34).

الشوط الثاني

بعد الاستراحة مباشرة حاول أصحاب الأرض خطف هدف ثان لكن تماسك منتخبنا وتعامله مع الوضع بهدوء وعقلية الخبراء أسقط الورقة المفاجئة التي كان ينوي المدرب البلغاري إيفان كونييف، وكاد عبدالرحمن القحطاني - لو فضل المنظومة الجماعية على الحل الفردي - يضع الأخضر في المقدمة في الدقيقة 49 بيد أنه فضل التسديد بنفسه لكرة شق بها دفاعات إندونيسيا قبل أن يسدد بجانب المرمى.

المدرب السعودي أنجوس فطن إلى وجود خلل في أداء لاعبي الوسط وحاجة منطقة المناورة للاعب جديد فأدخل على التوالي عبده عطيف بدلاً من أحمد الموسى (57) وتيسير الجاسم بدلاً من كريري (65) وساهم ذلك العمل في تحرك سعودي وصل لحد الهيمنة المطلقة على المباراة خصوصاً وأن قوى أصحاب الأرض قد انهارت لياقياً.

الفرص تتساقط

منتخبنا الأفضل ميدانياً حصل على أكثر من فرصة لإخراج المباراة من التعادل لكن التسرع والحظ وسوء التركيز سرب على الأقل ثلاث مناسبات كان أبرزها تسديدة عبدالرحمن القحطاني بغير تركيز في الدقيقة 68 بعد منظومة بطلها كامل الموسى الذي هيأ لياسر فسدد الأخير وأنقذها الحارس عادت بعد ذلك لعبدالرحمن الذي يطلقها بعيداً، وحاول مالك معاذ فعل شيء بتسديدة عالية وأخرى رأسية اصطادها الحارس الإندونيسي، وحصل ياسر على ثابتة لم يحسن توجيهها.

وتسقط من ياسر القحطاني فرصة هدف آخر عند الدقيقة 78 حين تسلم من مالك معاذ كرة الرد وسار منفرداً بالحارس لكنه يؤجل اللمسة الأخيرة فتدخل قدم مدافع إندونيسي تسرب فرصة هدف كان سيأتي في وقته.

أصحاب الأرض عملوا بكل الوسائل لبلوغ التعادل حيث أجرى المدرب إيفان 3 تبديلات لاستهلاك الوقت بدخول سوباري وأتيب وسفيان بدلاً من إيلي وأوتيلا وسودار.

مالها إلا رأس سعد

وبعد انتظار أدخل المدرب أنجوس المهاجم المطلوب في الشوط الثاني (سعد الحارثي) بدلاً من القائد المجهد ياسر القحطاني وعلى الرغم من تأخر التغيير الذي جاء في الدقيقة 88 ومحاولة أصحاب الأرض قتل الوقت إلا أن الحارثي الذي رد بطريقته على فرصة الهدف المهدر أمام كوريا الجنوبية في الدقيقة الأخيرة عندما خطف برأسه في الدقيقة 94 هدفاً سعودياً بعد تنفيذ زميله عبدالرحمن القحطاني ضربة ثابتة بالمسطرة ليحولها (الذابح سعد) في قلب المرمى الإندونيسي مصححاً معادلة النتيجة بفوز سعودي أنقذ الأخضر ومدربه من حسابات كان في أشد الغنى عنها وأعاد للحارثي نفسه ثقته التهديفية ما يعزز قوة هجومنا في بقية المشوار.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد