Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/07/2007 G Issue 12708
رأي الجزيرة
الأحد 01 رجب 1428   العدد  12708
لبنان ولقاء باريس

لقاء باريس التحاوري بين الفرقاء اللبنانيين الذي يرجى أن يكون خطوة جديدة على طريق تحريك عجلة الحوار المتوقفة بين أقطاب الساحة السياسية في لبنان، وبارقة أمل جديدة من أجل الحفاظ على لحمة لبنان وصون وحدته الوطنية من مزايدات المنتفعين.

ما هو مطلوب من متحاوري باريس، وفي هذه المرحلة الحساسة من مسيرة لبنان يتمثل في التشبث بالحوار الوطني، وجعله آلية وحيدة لحل المعضلات السياسية والاختلاف التي تعصف بالمجتمع اللبناني بمعزل عن أية تحالفات أو ارتباطات إقليمية جعلت من لبنان الوطن رقعة شطرنج لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية على حساب مصلحة اللبنانيين ذاتهم وليس لشيء سوى خدمة مصالح، وتنفيذ استراتيجيات قادمة من خلف الحدود.

ولعل في الذكرى الحالية والأولى لحرب تموز خير دليل على كارثية التحالفات الإقليمية والخارجية المارقة من بوتقة المشروع الوطني الشامل والمنبثق من فلسفة الدولة ومصالحها العليا, ولم يعد أمام اللبنانيين بعد أن أثقلوا وأثخنوا بعضهم بالجراح التنافسية والتشرذمية التي وللأسف الشديد إنها تغلغلت إلى الشارع متجاوزة الخطاب السياسي لتستوطن في قارعة الرصيف الطائفي إلا التقدم إلى الأمام للحوار من خلال عقد المزيد من الحوارات التصالحية، وفتح قنوات جديدة لبناء جو سياسي يجمع في عباءته الديمقراطية والمدنية التي تقوم على الشرعية وقناعات الداخل اللبناني المستقلة والبعيدة كل البعد عن مصالح الداخل واستراتيجياته وتدخلاته, فالبلاد مقبلة على مزيد من المفاجآت، إذا ما نظرنا إلى الأجواء الدولية، والمتنفذ طبعاً بعض المعنيين فيها بلبنان، وفي الداخل الأزمة مرشحة لمزيد من التفاقم مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، والتحقيق في اغتيال الرئيس الحريري يشير بإصبع الاتهام إلى أشخاص جدد, وهذا ما يحتم على اللبنانيين مزيداً من العقلانية المقرونة بالتضحية الوطنية من أجل الحفاظ على استقرار لبنان وصون وحدته وسلمه الأهلي المشترك من خلال الاحتكام إلى القانون والشرعية وإعادة محورية مؤسسات الدولة والاحتكام إليها، وجعل الحوار الآلية الأولى والأخيرة لحل الاختلافات والابتعاد عن الشارع وضوضائه، وعدم استخدامه كأداة ضغط من حين إلى آخر قد تنطلق منها شرارة الحريق لا قدر الله.

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد