لم يكن جدي أحد الأربعين الذين قادهم الملك عبدالعزيز لفتح الرياض حين بدأ - طيب الله ثراه - غرس وحدة هذا الوطن الشامخ... لكنه كان أحد الآلاف المؤلفة من الذين ظللتهم شجرة الوطن التي غرسها عبدالعزيز في قلب هذه الأرض المباركة فأينعت أمناً ورغداً... كنت أقرأ في عينيه الغائمتين بأوجاع الحياة شموخ الملك الراحل حين أفتح الكتاب المدرسي في طفولتي فيطل الملك الشامخ بكل تفاصيل الوطن في أول صفحة منه...

لاتزال ترن في أذني عبارته حين يرى الصورة (حيا الله ذا الحجاج)... تلك العبارة العفوية والصادقة من رجل مسن هي أولى دروس البيعة والولاء التي غرسها فيَّ - رحمه الله - وغرس مثلها الآلاف من أجداد هذا الوطن في أبنائهم وأحفادهم. اليوم ونحن نشهد مرور عامين من مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز - أيدهما الله - تجري على لساني ذات العبارة حين أشاهد إشراقة المليك أو ولي العهد الأمين فأجد لساني يجري (حي الله ذا الحجاج)... هذه العلاقة الحميمة بين القيادة والمواطن ما كانت لتستمر وتقوى مع الزمن دون استنادها إلى حقيقة أن المملكة وقيادتها عهد تلو عهد جعلت من المواطن السعودي في جميع مناطق المملكة سقف إنجازاتها... وحين يوصف إنجاز بناء الإنسان السعودي كمحرك ومورد اقتصادي رئيس في مسيرة التنمية بالملحمة والمعجزة فليس ذلك من باب المبالغة أو المجاملة لأنها الحقيقة التي شهد بها من لا مصلحة له في وصفها بذلك!!

لازلت أذكر أحد أساتذتنا البريطانيين في الخارج حين قال لي إن أكثر ما أثار عجبه ودهشته هذا التنوع من الشباب السعودي المعتز بوطنه وثقافته في جميع التخصصات... أخبرته أن جل أجداد هؤلاء الشباب إن لم يكن كلهم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون... حينها وصف بناء الإنسان السعودي بالمعجزة وأكد أن أجداده هو من حملة الدكتوراه!!

هذه الملحمة في بناء الإنسان وتوظيف المقدرات والثروات في الاستثمار البشري تتواصل اليوم بزخم أكبر حين يؤكد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في أكثر من مناسبة أن المواطن السعودي وبناءه على رأس أولويات القيادة ولسان حالنا يقول ونحن نشاهد هذه البعثات العلمية المتزايدة وهذه الجامعات والكليات والمعاهد التي تنتشر وتتوسع في أرجاء الوطن وتلك المشاريع العملاقة من المدن الاقتصادية التي تؤسس للآلاف من فرص العمل النوعية المتقدمة في جميع التخصصات صدقتم الناس العهد فصدقوكم البيعة (وحيا الله ذا الحجاج)...

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 959 ثم أرسلها إلى الكود 82244