Al Jazirah NewsPaper Saturday  14/07/2007 G Issue 12707
رأي الجزيرة
السبت 29 جمادىالآخرة 1428   العدد  12707
العراق والزيارة الشرق أوسطية

الزيارة المزمعة لوزيري خارجية ودفاع أمريكا للمنطقة التي وصفت بأنها حملة دبلوماسية أمريكية جديدة لحشد الدعم في العراق سبقتها زيارات وجولات محمومة تنشد وتبحث عن الدعم للوجود الأمريكي المخنوق في زقاق أزمة العراق التي أضحى الأمريكان نفسهم يعترفون بين حين وآخر أن تقديراتهم المسبقة لتداعياتها لم يكن تقديراً سليماً, فحتى الآن وإن قالت واشنطن أنها قد رمت بذرة الديمقراطية للعراقيين إلا أن هذة البذرة المستجلبة من الخارج لم يجنِ منها أبناء الشعب العراقي إلا مزيداً من الديكتاتورية المُغلَّفة بمسميات الديمقراطية وقشورها التي فرَّخت وأصَّلت للطائفية السياسية والتمذهب السياسي وقناعات التقوقع الطائفي وثقافة التخندق العرقي.

وهذا ما يجعلنا أمام مُسلَّمة وحقيقة أن الحل المنشود للأزمة العراقية لا يأتي من الخارج فقط من خلال حشد الدعم الدولي وشحذ همم الحلفاء بل إنَّ الأمر يتعدى ذلك إلى ضرورة التركيز على مكامن الداء في الجسد العراقي نفسه وإعادة النظر في النظام السياسي والتنظيمي الشامل الذي تغلغلت فيه الطائفية ونخر سوس القتل على المذهب والهوية عظامه حتى النخاع.

صحيح أن هناك تقاطع مصالح لدول كثيرة إقليمية ودولية بالعراق ومن الواضح للعيان أن الأراضي العراقية قد أضحت مرتعاً للوجود الأجنبي وفي مقدمته الوجود الإيراني المؤثر على الساحة العراقية, إلا أن هذا الأمر لا يُعالج فقط بالحلول التحالفية وعسكرة القضية العراقية فقط, بل بالمزيد من الجهد لإعادة تنظيم الحياة السياسية العراقية من جديد وتنقيتها من ثقافة الإقصاء الطائفي وسيطرة الميليشيات ورصاص البندقية المذهبية الضالة وفتح قنوات اتصال ومصالحة مع كافة ألوان الطيف السياسي العراقي الموجودة على الأرض وفي مقدمتها المقاومة العراقية التي لم يعد من المجدي تجاهلها أكثرمن ذلك أو التهرب والتملص من شرعيتها الواقعية بوصمها بصفات الإرهاب والتعميم عليها كظاهرة أفرزها وجود المحتل وكانت نتاجاً طبيعياً لاحتلاله.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد