إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم الكاتب والمحلل الاقتصادي راشد الفوزان يرى أن أنديتنا تحتاج إلى حوكمة.
في البداية أشكرك أستاذ سامي على هذه الاستضافة، من خلال صحيفتي«الجزيرة» التي هي كانت بدايتي في الكتابة لفترة قاربت سنتين، ولا أنسى هذا الفضل والدور لصحيفة الجزيرة من خلال الفرصة التي أتاحها لي الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير، وهذا دائما راسخ في ذهني.
* في مقالة لك في«الجزيرة» شبهت الهلال ب(سابك).. ما مبررات هذا التشبيه وهل لميولك شأن فيه؟ وهل سينصلح حال رياضتنا ببقاء الهلال قوياً على الدوام مثل سابك أيها الخبير؟
- نعم، شبهت الهلال بسابك، لأنها قائد السوق، وقائد حركة المؤشر للأسهم السعودية، والهلال هو قائد الأندية السعودية ومؤشرها وبلغة الأرقام ببطولاته وإنجازاته وأدائه ورأس ماله الكبير المتمثل في جمهوره، فمتى أنصلح حال الهلال فإن الكرة السعودية و(مؤشرها) بخير، ولك قراءة التاريخ في ذلك وكأس آسيا الحالية مقياس الآن، وهذا سيئ، لأن تعتمد الكرة السعودية على الهلال كمؤشر وقيادة لها، فلا بد من دخول منافسة حتى تتوزع السيطرة والقيادة للكرة السعودية، ولكن أعتقد هذه تحتاج زمنا ليس بالقصير. ميولي لا أنكرها أنا وعائلتي كاملة وبفروعها كلها هي زرقاء بدون توجيه أو تحفيز هي طبيعية تماما، وصدقني بدون أدني تعصب. فالهلال والكرة السعودية هي معادلة واحدة أي خلل بها سيختل الميزان, سابك من كان يملكها منذ عام 2003م وحتى اليوم هو رابح 400% على الأقل بأسعار اليوم رغم انهيار السوق، إذا هي ربح مؤكد واستثمار، وهذا هو الهلال نستثمر بحبه وميلنا له منذ عقود، فكم مرة حقق ربحا لنا أعتقد 44 مرة هي عدد بطولاته فمكرر الربحي له صفر.
* هل تتفق معي بأن المحللين الرياضيين تفوقوا على المحللين الاقتصاديين من حيث التوقع والرؤية المستقبلية والقراءة الصحيحة للواقع.. لاسيما وأن أخطاء المحلل الرياضي لا تصيب المتلقي في مدخراته المالية أو صحته أو نفسيته أسوة بأخطائكم كمحللين اقتصاديين؟
- المقارنة مجحفه أساسا، لكن نتفق على أنها لمن هب ودب، والدخلاء كثيرون في المجالين، المعلقون مهرجون والمحللون متخبطون، والمحلل الرياضي يصيب عقولنا أحيانا بالتلف، والمالي يصيب بخسارة موجعة، أذكر -زمان- مباراة للمنتخب مع الكاميرون في الكاميرون وخسرنا ثلاثة أو أربعة، ومحمد رمضان يقول (يا جماعة مطر الكاميرون غير سنغافورة) يمكن مطر سنغافورة أكثر تعقيما، وغازي صدقة مرة يعلق مباراة مع كوريا (مدري منتخب أو نادي، وكل شوي يقول (للاعب كيم، وكيم نص الفريق كيم اسمه) يعني اسم اللاعب، ويقول (هادي عائلة كبيرة في كوريا) وأنا أعرف كوريا جيدا هو مجرد اسم يتكرر.. هذه نوعية من المعلقين رغم أني أحب محمد رمضان وتعليقاته, وهي مسلية على أي حال، تنسيك المباراة إذا كانت بايخة أو ممللة، ولكن أعتقد يجب أن يكون هناك شروط ومواصفات لكل مهنة، وهذا مفقود طبعا عندنا. إذاً لا بد من التخصص والعلم والموهبة والقبول.
* يقول اللاعب والمشرف الاداري السابق وعضو شرف الاتفاق هلال الطويرقي (الأندية شركات غير ربحية) هل توافقه الرأي؟ وكيف نحولها الى ما يشبه الشركات الربحية برأيك كاقتصادي خبير؟
- والله ممكن الربح برأيي في الأندية، ولكن الوضع الحالي يقوم على (القطه والفزعة) لكن عملنا في الأندية ليس مؤسساتيا ولا منهجيا، ولا يهدف للربح.. فمن أين يأتي الربح؟ إذا زعل الرئيس مسح اللاعب وتاريخه، أو أوقفه أي قرار ممكن يتخذه من يقول له لا لأنه هو اللي يدفع، تخيل الهلال ثلاثة مدربين هذا الموسم، كم كلف هذا؟ ولم تتخيل ما هي مواصفات اختيار المدرب؟ ومن يختار؟ ومن المسؤول؟ هي تفرد بالقرار وأنا من يدفع فليس لأحد كلمة. هذه مشكلة من يدفع يسكت الآخرين، وهذه تكلفة عالية جدا، واللاعبون الأجانب، من أول مرة تشوفه تحكم عليه، وتصر الأندية عليه أشهر ويعالجونه لأنه أتى مصابا، يعني قرارات عشوائية بلا دراسة ولا تخصص ولا حساب تكلفة ولا ربحية. الأندية تنجح ماليا حين يكون هنا عمل مؤسساتي شامل وكامل ومتخصص وإدارة تهدف للربح، بالوضع الحالي خاسرة، والرئيس يدفع إذا لا أحد له كلمة، ويظل الوضع على ما هو عليه. الأندية تحتاج (حوكمة مثل الشركات) ومسألة. سؤال: كم ناديا عنده محاسب قانوني يبدو لا يوجد ميزانية إلا بيد من دفع وصرف، كم ناديا لديه دخل خارج دعم الرئيس وأعضاء الشرف وغيرهم. التخصيص سيحل وضع الأندية متى تم بدراسة بعقلية التاجر وليس الحكومية البطيئة المتأخرة في القرار، وانتخابات في اختيار أعضاء مجلس الإدارة، صدقني سينصلح حال الكرة السعودية، لكن سيأتي يوم ويتوقف الرؤساء عن الدعم، فما الحل؟.
* غزا الاحتكار بطولاتنا المحلية عن طريق art وطال الأمر مباريات المنتخب الودية ومشاركته في نهائيات كأس العالم وتحول غول الاحتكار للأندية عبر مشاركاتها الخارجية العربية والخليجية.. هل انتفت بذلك مقولة إن كرة القدم لعبة الفقراء أو اللعبة الشعبية الأولى لتتحول الى لعبة (النخبة) من المواطنين الذين يدفعون مقابل المشاهدة.. ما رأيك؟
- ابغى أعرف ليش الحساسية عالية من الاحتكار، أنا أشجع عليها وهي ممتازة، وتضيف دخلا ماديا للأندية، الأندية طفرانه محتاجة من وين طيب يوفر كل هذا؟.، وأعتقد ممكن تكون بمئات الملايين قيمة الاحتكار والرعاية وغيرها، تكلفة الاشتراك في القنوات الفضائية لا تتجاوز60 ريال شهريا، وهي تنقل كل شيء، عكس السابق مبارتين في الأسبوع، وغث تكرار وتحليل وإعادة حتى تمل. هذا ممتاز تغطية شاملة وكافية، وإلا الأندية كيف تستمر، وهي منهجية عالمية لم نبتدعها، لكن نريد كل شيء ببلاش وأندية عالمية ومنتخبات عالمية، كيف يحصل هذا ببلاش؟ الاحتكار للارتقاء. الموهبة لا تكفي في الكرة، تحتاج المال وتحتاج التخطيط والعقليات الناضجة والخبرة، ولك في البرازيل والأرجنتين عبرة دول فقيرة لكن أبدعت لأنها تزخر بالمواهب وصقلها الاحتراف في أوربا، والولايات المتحدة دولة غنية تفتقد للموهبة ولم تنجح، لدينا نحن المال لكن نفتقد للإدارة والموهبة والنضج والاحتراف وغيره.
* اشتكى في وقت مضى مدرب منتخبنا الأول لكرة القدم من انعكاس خسائر الأسهم السعودية على مستوى أداء ونفسيات اللاعبين في المباريات.. ما تعليقك؟
- والله المدرب أهم شيء لا يتدخلون في عمله، كل صار مدرب الآن آخرها حين استبعد بعض اللاعبين في كأس آسيا، طيب، ليه متعبين حالهم وواضعين مدرب مكلف لهم خلاص كل واحد يدرب.
مشكلة السوق الأسهم، يحتاج متخصصين وعلم وتحليل، وأعرف كل يقول السوق لا تحليل ولا غيره، ولكن هو فعلا علم وتحليل مهما قيل، فهل اللاعبون يفهمون بالسوق مكررات ربحية ونسبة سيولة وحقوق مساهمين، ومؤشرات بولنجر وrsi وmfi، في المضاربة ما أعتقد، ولا أعمم لكن أعتقد 99% منهم، والخسارة حصلت لتجار مو للاعبين يحبون السهر والمعسل ولا يتابعون بالأساس، وتسمع حواراتهم التلفزيونية وتغير القناة لأفلام كرتون أحسن، يعني ثقافة ما فيه، فطبيعي اللي حصل، وأكرر ما أعمم. فأعطي الخبز لخبازه لو أكل نصفه... لأن مشكلتنا ما نقول لا نعرف... كل شيء نعرف له...
* لو تحولت الأندية السعودية إلى ما يشبه الشركات في قطاع الأسهم فأي منها سيكون مؤشره قياديا وأخضر على الدوام برأيك (سؤال افتراضي لكنه يبحث عن إجابتك)..؟
- والله ما فيه شيء أخضر على طول، حتى الورق الأخضر يصفر، لكن أولا الهلال كقيادي، ومستثمرون كبار موجودون، ورأس مال كبير، وتخصيصه سينجح، لكن مشكلة التخصيص القادمة إن حصلت، من سيكتتب بسهم أندية القرى والهجر... أسهم وأندية النمو دائما الأكثر جاذبية وإلا لماذا تستمر جماهيريتها مرتفعة ولا تتآكل مع الزمن؟.
* تحدثت معي عن رؤساء الأندية من رجال المال والأعمال وقلت عبارة (الأندية الغنية) التي يستطيع رئيسها أن يحول خسائره إلى مكاسب بقوته الشرائية للاعبين والمدربين في مجال التعاقدات.. الى أي مدى أثر رجال المال والأعمال في مستوى وإدارة أنديتنا والمنظومة الرياضية لدينا؟
- رجال الأعمال أثروا إيجابا على أنديتهم بالدفع وإنهاء كل مشاكلها، وكارثة بعضهم على المنتخب الوطني أن يريد (جمع) كل اللاعبين لديه، وإدارة التاجر أو رجل الأعمال، لا تقارن بإدارة غير التاجر، السبب أن التاجر ممارس، ويعرف الخسارة والربح، ويعرف كيف يعوض خسارته، ويعرف أين يضع أمواله, وصيغة العقود وحماية نفسه، ولك في البلوي والبلطان والتونسي عبره، نجحوا مع أنديتهم وحققوا بروزا شخصيا كبيرا لهم (وهذا تكلفه لهم يدفعوه وهذا جيد) وأبرزوا أنديتهم بمالهم الخاص، لاحظ الخاص. غيرهم غير التجار ماذا فعلوا؟ لا شيء لأن هذا المتوفر لديهم وهذه قدراتهم، وبقيت أنديتهم كما هي محلك سر. المال هو المحرك الأساسي متى أجيد توظيفه من قبل الماهرين به.
* إدارات الأندية في مصر والمغرب العربي تستثمر أموالها في مشاريع مختلفة الحجم (مقاهي، فنادق.. الخ) تهم المجتمع كالأهلي المصري والأفريقي التونسي.. بينما أنديتنا متأخرة كثيرا في هذا الجانب.. المشكلة برأيك في العقول التي تدير المنشأة أم في مرجعية الأندية أم في فكر المجتمع وثقافته الاقتصادية؟
- أنت كيف تطالب أنديتا بالاستثمار وهي مديونه ولا تسدد؟ لا تدفع رواتب؟ ولا فواتير؟ ولا مصادر دخل غير الإعانه السنوية والأعضاء. وتعثر كبير تواجهه الأندية مثال القنوات الخاصة بالأندية متعثرة. ومقدمات العقود على (الفزعة) أنديتنا لا تقارنها بأندية خارجية فلديها انتخابات ومحاسبة واختيار، نحن الكل هرب من الرئاسة الآن، لأن فيه (دراهم) لازم تدفع من أجانب وعقود ومدرب يغير كل ثلاثة أشهر، ومقدمات عقود للاعبين مبالغ بها جدا، يعني ما فيه عقلية استثمارية ممارسة أبدا، مجرد تحديات بين الأندية بلا معنى، وكل البناء قصير الأجل كل رئيس يريد مجدا شخصيا له، في السابق لا رواتب ولا مقدمات عقود ولا شيء مجرد مكافآت، من أجل هذا وجدنا رؤساء أندية يتمسكون بالكرسي عقوداً من السنوات، وحين أتي (الدفع المادي) الكل يهرب ولا لوم عليهم، ولكن مصادر الدخل عديدة ووفيرة متى أرادوا ذلك وسهلت الإجراءات. المشكلة في رأيي في كل شيء، من الأنظمة واللوائح والرؤساء والإدارات وغيرها ويصعب علي التوسع في هذه المساحة.
* هل حان وقت الخصخصة؟ وما العوائد التي ستجنيها الرياضة السعودية والشباب من وراءها؟
- الخصخصة من المفترض أن تكون بدأت منذ سنوات، السؤال لماذا التأخير؟ حتى تتحرر الأندية من الرؤساء المسيطرين، وتوفر مصادر دخل حقيقية دائمة، وتحكمهم بالأندية لأنهم يملكون المال، لأن بدونهم لن تستمر الأندية بنفس القوة، فرغم إيجابيتهم الآن لكن المستقبل لا ينبئ عن إيجابية. العوائد كبيرة ومميزة وأهمها تنويع مصادر الدخل وعدم احتكار القلة على رئاسة الأندية الكبيرة. لاحظ كم رئيس يذهب ويعود بعد فترة لماذا؟ ألا يوجد غيره؟ هي فقط لمن يوفر الدفع هو أوغيره.
* هل مارست الرياضة في الأندية؟ وما هي ميولك الحقيقية؟
- لا.. الحمد لله.. لم أمارس الرياضة في الأندية نهائيا، أمارس الصيد والقنص أفضل كثير. وميولي يعرفها الجميع هلالي.
* ماذا تتوقع للأخضر في كأس أمم آسيا في اندونيسيا؟
- أتمنى يفوز بالكأس، لكنه لن يفوز برأيي، المهم المستوى الطيب أن حصل. ويتركون المدرب في حاله، المحاسبة على النتائج فقط.
* بمناسبة الحديث عن كأس آسيا من تتوقع أن يحقق اللقب؟
- أستراليا إن شاركت بقوتها الحقيقة ثم اليابان ثم كوريا الجنوبية.
* بصراحة.. مستوياتنا ونتائجنا في نهائيات كأس العالم 2002 و2006 بأي الأسهم في المؤشر تشبهها؟
- أسهم النمو المتعثرة، عندها شيء ممكن تقدمه لكن المشكلة متعددة، تحتاج غربلة شاملة.
* هل تؤيد اعتزال النجم سامي الجابر أم تطالبه بالاستمرار حتى نهاية مشاركة الهلال في دوري أبطال آسيا؟
- والله رأيي يكثر خيره، ويفتح المجال لغيره، إذا بهذا المستوى اللي نشوف، ولكن الفراق صعب للكرة وهذه مشكلة له... لكن لا بد من الرحيل وفتح المجال.. لا يصير مثل الرؤساء السابقين متشبثين... وهذا لمصلحته الشخصية قبل الهلال. ولو دامت لغيره ما وصلت له.
* برأيك من هو أو من هي الجهة المتسببة في تعطيل إقامة حفل تكريم النجم السابق ماجد عبدالله؟ وهل تؤيد إقامة هذا الحفل المنتظر حاليا أم صرف النظر عنه؟
- الجهة المسؤولة (الدراهم). والله يستاهل (فزعة) للاعتزال، واستغرب أن النصر لم يكرمه إلى الآن، مع أنه ماجد قدم ما لم يقدمه غيره لناديه، والدليل من اعتزل وهم في حالة جفاف تامة... ما يستاهل حقيقة... ياريت يعملون له حفل اعتزال على الأقل لحفظ تاريخه.
* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساءً.. وقال (ليس ثمة ما يمنع منها شرعا وعقلا لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟
- أيه ليش لا نخليها تمارس الرياضة واللياقة مهمة، ما شاء الله الأوزان عندنا ذات حجم كبير، ومرض السكر لا يخلو منه بيت، وعادات غذائية سيئة، وجو غير مشجع، فلا بد من رياضة لها... لكن المشكلة ثقافية وليست بدنية.
* في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجية والدولية نشاهد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيد تواجدها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا؟
- أنا أويد بصراحة، يعني هي موجودة بالطائرة والشارع والأسواق والمستشفى والحديقة، يعني ليه المدرجات لا؟ إذا وضعت بإطار مقبول... السؤال هل الرياضة هي رجالية يعني؟ اعتقد ولاء المرأة أكثر من الرجل في الكرة..
* يعجبني فيك انضباط جدول النوم لديك فأنت تنام وتصحو باكراً بما يعطي مؤشرا على التزامك وجديتك وأنك من ممارسي الرياضة خاصة في الصباح الباكر.. هل هذا صحيح؟
- طبعي جدي ولا أضيع وقتي، وليس غيره. لأننا نعيش حالة عبث برأيي في حياتنا، دائما نبحث عن الراحة وأكبر العوائد، وهذا لا يستوي... تعودت أصحي من الفجر، وأقرا بلا حدود ثم عملي الخاص بالشركة.. وأعيش حالة الهدوء والطبيعة في بيتي وسط الماء والشجر والقراءة المستمرة، نحتاج الهدوء في حياتنا وفي الرياض لا أجده إلا الفجر، وفجر كل جمعة خصوصا وهي متعة لي لا استطيع وصفها.. وطبيعتي لا أحب النوم لأني أعتبره تضييع وقت.. وهذا طبيعتي من عشرين سنة. وأستغرب من ينام عشر ساعات أو أكثر!!.
* ما هي ملاحظتك على اللاعب السعودي؟
- عبثي وعشوائي, غير جاد، قليل الثقافة، غير متحدث، مهمل في حياته الشخصية، غير منظم، يستخدم يديه أكثر من قدميه، يعني يحتاج غربلة كاملة، وأتحاشى أي مقابلة تلفزيونية للاعب السعودي وطبعا أتحدث عن اللاعبين الدوليين، عدا البعض منهم طبعا وهم قلة القلة.
* وما نصيحتك للاعب السعودي؟
- يهتم بمستقبله، وأن الكرة مصدر رزق له، لذا يجب أن ينظم يومه وحياته، وعقله، وينمي جسمه وفكره، ويتصف بالالتزام والغذاء والتدريب والجدية، وأن يدخر ماله لمستقبله، وأن يتعظ من بعض اللاعبين الذي اعتزلوا، والذين أصبح بعضهم بالكاد يجد قوت يومه، منهم حارس أمن وآخر سائق وآخر بلا عمل، فليعمل ويعرف أن هذا مصدر رزق له، إن لم يحم نفسه بوظيفة أو علم يسنده، وعلى الأندية أن لا تمتص اللاعبين لمجرد بطولة وكأس ثم ترمي به بلا عيش بل تشجعهم على التعليم والعمل والحزم وتشد عليهم لمصلحتهم، صدقوني هؤلاء اللاعبون الذين يعتمدون على الرياضة فقط سيكونون محتاجين وأصحاب حاجة مستقبلا إن لم يتداركوا أنفسهم، ويجب أن يكون التوازن والإصرار على التعليم والجدية والادخار وأن الكرة بغمضة عين قد تبعده بسبب إصابة أو الرئيس زعل عليه؟ احم نفسك أولا، أما الأندية فلا تخف عليها، يذهب سيد ويأتي خر.
* سؤالي الأخير.. لماذا لم لا نرى ابتسامتك في طلتك التحليلية عبر (العربية)..
- طبيعتي هي الجدية تماما, وأن ابتسمت قال الآخرون (ربحان بالسوق) وأن كنت غير مبتسم أو مبتهج بحواري (قالوا خسران مسكين)، فأصر على طبيعتي الشخصية مهما فسر الآخرون لأنها هي الباقية لي، وللآخرين التعليق... ولكن هي جدية وطبيعتي لا أكثر. ونحن حوارنا اقتصادي وأرقام من أي باب يمكن الابتسام أو الضحك لا أعرف.
* كلمة أخيرة؟
- دعواتي اليومية والخالصة للشيخ عبدالرحمن بن سعيد بأن يلبسه لباس الصحة والعافية يارب العالمين، وأنا مقصر في حق هذا الشيخ الكبير مقاما لدي، فهو إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى متعة الله بالصحة والعافية.
وأشكرك سامي جدا على تشريفي بهذا اللقاء وتعرفي الشخصي لك، وأشكر جريدة الجزيرة (الحيادية) على هذه الاستضافة وكل ما قدمت للرياضة السعودية، من خلال ملحقها المميز، وكتابها الأميز.
بطاقة الضيف- راشد محمد الفوزان
ماجستر إدارة أعمال وبكالوريوس إدارة أعمال - المدير التنفيذي لشركة محمد راشد الفوزان وشركاه..