Al Jazirah NewsPaper Friday  13/07/2007 G Issue 12706
رأي الجزيرة
الجمعة 28 جمادىالآخرة 1428   العدد  12706
اللبنانيون بعد عام على الحرب

لا جدال في أن ذكرى الحروب مؤلمة بغض النظر عن نتائجها، ولعل أغلب الحروب كان يمكن تجنبها لو تم تغليب الحكمة والدبلوماسية على العاطفة والتهور، فقرار الحرب خطير جداً، ويعني أن هناك أرواحاً ستُزهق، ومدناً ستُدمر وأوراقاً سيُعاد خلطها وترتيبها بعد تحديد المنتصر من الخاسر، وها هو عام كامل مضى على الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان.

والسؤال الذي يطرحه اللبنانيون على أنفسهم بعد تقييم الوضع في بلادهم هو ما هي الدروس التي يمكن استخلاصها من تلك الحرب ودراسة الأسباب التي قادت إليها والنتائج التي تركتها؟.

فتلك الحرب قتلت الآلاف ودمرت قرى الجنوب وأجزاء واسعة من بيروت العاصمة شملت 107 آلاف منزل و91 جسراً ومحطات كهرباء ووقود، هذا عدا عن القنابل العنقودية التي تركتها إسرائيل ويصل عددها إلى مليون قنبلة لم تنفجر.

ولقد عملت تلك الحرب على تكريس الانقسام الداخلي اللبناني، إذ ذهب فريق إلى أن تلك الحرب كانت وبالاً على لبنان وفرصة لإسرائيل لممارسة هوايتها في التدمير، بينما ذهب الفريق الآخر إلى أنه انتصار للبنان ودحر لإسرائيل.

ومن المعروف أن مشكلة اللبنانيين المزمنة أنهم اختلفوا قبل الحرب واختلفوا أثناءها ولا يزالون مختلفين إلى حد القطيعة، تلك القطيعة التي لا تقود إلا لمزيد من التأزم.

ولا يمكن حل أية أزمة إلا عبر اللقاء والتواصل والحوار، ولذلك فإنه في غاية الأهمية اللقاء المنتظر بين الفرقاء اللبنانيين في باريس من أجل التشاور في سبيل حل أزمة الثقة فيما بينهم التي شلت المؤسسات السياسية اللبنانية ولاسيما أن نقاط الخلاف عديدة تشمل الاختلاف حول المحكمة الدولية بشأن مقتل الحريري ومنصب رئيس الجمهورية وانتخاب رئيس جديد ومسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأيها يفترض أن يسبق الآخر.

الأمل كل الأمل في أن يخرج المتحاورون في باريس بنتائج تكون أرضاً خصبة لحلول وسط ترضي جميع الأطراف، فالاختلاف في حد ذاته ليس مرفوضاً ولكن المشكلة هي أن يكون هذا الاختلاف سبباً للقطيعة وشل الحياة السياسية وتعطيل المؤسسات الدستورية، وإن كانت الحرب سبباً لتدمير البنى والجسور فلتكن ذكراها فرصة لترميم جسور الثقة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد