Al Jazirah NewsPaper Friday  13/07/2007 G Issue 12706
الريـاضيـة
الجمعة 28 جمادىالآخرة 1428   العدد  12706
النعيمة.. أسطورة آسيا

(صالح بن محمد النعيمة) لا أعتقد أن هذا الاسم سيدخل في يوم من الأيام إلى دائرة النسيان أو يغيب عن أذهان الأجيال، لاعب من طراز نادر، قائد بروح فريق أول ركن ومخلص حتى الثمالة وفدائي لدرجة إلقاء النفس إلى التهلكة وفوق ذلك دماثة أخلاقه وهذه الصفة الأخيرة بالذات كنت شاهد عيان عليها منذ أن كان عمري 9 سنوات! فقد كنت بصحبة شقيقي عبدالعزيز في إحدى مباريات الهلال وقمت قبل المباراة بالسلام عليه فرد السلام بلطف وأريحية لم أزل أتذكرها إلى يومنا هذا. ونحن ندخل هذه الأيام المعترك الآسيوي 2007م ستظل القارة الصفراء تذكر بكثير من الفخر بأن صالح النعيمة هو اللاعب السعودي والخليجي والعربي الوحيد الذي حمل كأس أمم آسيا مرتين متتاليتين في سنغافورة 84 والدوحة 88 ولهاتين المناسبتين ذكريات عطرة تعبق بشذاها الزكي أجواء آسيا، ففي سنغافورة كان الأمير الشاب فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - تواقاً لرؤية نتائج عمله عبر المنتخب الحلم الذي اجتهد سموه في بنائه وكان ابن الوطن خليل الزياني يحبس أنفاسه في كل مباراة والأخضر يسير نحو النهائي خطوة بخطوة وكان القائد المحنك صالح النعيمة يعلم حجم الأمانة الملقاة على عاتقه هو وزملائه وهم يدركون بأن قلوب الأمة السعودية قاطبة تنبض مع كل حركة وسكنة داخل المستطيل الأخضر، ذلك الشعور جعل النعيمة لا يشعر بالألم ورأسه يثعب بالدم عقب ارتطامه بأحد لاعبي المنتخب الكويتي، ورغم المحاولات اليائسة للجهاز الطبي لإقناع الكابتن بأن يخرج من الملعب كان أبو فهد يشير بيده طالباً منهم الابتعاد وأصر على إكمال المباراة بعد أن تم خياطة الجرح على وجه السرعة ووضع اللاصق الطبي عليه! أي روح يحملها ذلك القائد وهو يعرض نفسه للخطر لكن لأنها فانيلة منتخب بلاده استرخص روحه لأجلها وهذا التصرف لم يكن مستغرباً من رجل المهمات الصعبة وكابتن اللحظات الحاسمة فكان الفوز حليف الأخضر وعاد صالح وزملاؤه يحملون الكأس للوطن والاحترام من بقية دول العالم، وعند استقبال الملك فهد - رحمه الله - للأبطال سأل الملك في لفتة أبوية كريمة صالح لدى مصافحته إياه عن إصابته فأجابه النعيمة بأنه في أفضل حال فقال الملك فهد - رحمه الله - لصالح: (أنت رجل ما ينخاف عليك)، تلك العبارات الملكية الغالية التي بالتأكيد لن ينساها أبو فهد كانت ذات مضامين ودلائل عميقة جاءت لتنصف قائد المنتخب الذي حصل أيضاً على جائزة أفضل مدافع في تلك البطولة، وفي الدوحة سار الأخضر والجميع ينظر إليه بأنه الأخطر فكان الحمل ثقيلاً على اللاعبين كونهم يلعبون وهم حاملو اللقب مما يعني أن جميع المنتخبات ستتفانى أمامهم وهذا ما حصل بالضبط فقد مرت بالأخضر لحظات عصيبة خصوصاً في مباراة البحرين وفي تلك اللحظات كان دور القائد الميداني الفذ صالح النعيمة واضحاً وهو يشد من أزر زملائه ويوجههم ويرفع معنوياتهم كلما أحس بهبوطها إلى أن سار الأخضر بخطوات ثابتة إلى معانقة كأس أمم آسيا للمرة الثانية على التوالي لتنطلق الأفراح السعودية في كل مكان، وعند لحظات التتويج أبى صالح إلا أن يضع له بصمة جديدة في طريقة الاحتفالية بالكأس ليعطي درساً مجانياً لكافة الكباتنة في كل الفرق والمنتخبات، فعندما استلم الكأس رفعه عالياً ثم قام بإهدائه للأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - قائلاً: (تستاهل يابو نواف) فكان مشهداً مؤثراً ومعبراً عن حجم الاحترام والوفاء والنبل الذي يحمله صالح الإنسان واللاعب والمواطن، وفي نفس العام حصل الكابتن صالح النعيمة على جائزة التفوق الرياضي من اللجنة الأولمبية الدولية تتويجاً لعطاءات نجم النجوم الذي حرث الملاعب بالجهد المضاعف والفدائية وسقاها بعرقه ودمه، إن صالح يملك (كاريزما) ساحرة وآسرة فلم يزل يحتفظ بشعبيته رغم مرور أكثر من 16 عاماً على اعتزاله، وإني أتمنى عودته لنادي الهلال في أي موقع لتستفيد الأجيال من خبرته ونبل أخلاقه، فصالح النعيمة ليس مجرد لاعب سابق بل ثروة وطنية يجب المحافظة عليها والاستفادة منها.

آسيويات:

* في أبو ظبي 96 خاض منتخبنا مباراة حاسمة في الدور ربع النهائي أمام الصين وشهدت تلك المباراة أحداثاً دراماتيكية ابتدأت بتأخر الأخضر بهدفين مقابل لا شيء في غضون الربع الساعة الأولى!

* بحث مدرب الأخضر آنذاك (فينجادا) عن كافة الحلول لتقليص الفارق فلم يكن أمامه سوى استخدام ورقة (الجوكر) يوسف الثنيان.

* نزل الثنيان أرض الملعب فأعاد صياغة المباراة من جديد وخلال ربع ساعة فقط من دخوله كان المرمى الصيني يستقبل 3 أهداف بإمضاء (فهد المهلل وسامي الجابر ويوسف الثنيان).

* ولأن الثنيان موهوب بالفطرة لم يكن ليدع الهدف الرابع الذي سجله ليتم دون لمحة فنية فراوغ المدافع الصيني ثم سدد الكرة بين قدمي الحارس ليعلن الثنيان رسمياً تأهل الأخضر لنصف النهائي.

* هل تصدقون أن القناة الرياضية لم تعرض هذه المباراة ولم تتطرق لها لا من قريب أو بعيد؟!!

* وبدلاً من ذلك جاؤوا بأهداف ماجد في نيوزلندا في تصفيات لوس أنجلوس!

* فهل القائمون على الإعداد صغار في السن لدرجة عدم التفريق بين أهداف كأس آسيا والتصفيات الآنفة الذكر؟!

* بعد هدوء الصخب الإعلامي المصاحب لإبعاد نور بدأ الضجيج يعود من جديد عقب إبعاد المنتشري!

* مع كامل احترامي وتقديري فمستوى المنتشري أقل من بقية زملائه في خط الدفاع وجائزة 2005م لا تعبر بالضرورة عن جودة المستوى من عدمه!!

* أما آن لأولئك الصحفيين والإعلاميين الذين يريدون من (أنجوس) استئذانهم في استبعاد أو ضم أي لاعب أن يعودوا لرشدهم ويقفوا بجانب المنتخب في مهمته الصعبة؟!

* في نهائيات أمم آسيا 92 التي أقيمت باليابان قدم الأخضر مستويات رائعة ووصل للنهائي وخسر بصافرة ظالمة ولكن للأسف لم نشاهد أي لقطة في القناة الرياضية عن تلك البطولة.

محمد السالم


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد