Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/07/2007 G Issue 12704
الريـاضيـة
الاربعاء 26 جمادىالآخرة 1428   العدد  12704
السهل الممتنع
ابن بخيت.. وعقدة الصحوة..
صالح السليمان

من يدخل بقدمه (عش الدبابير) فلا يحق له أن يشتكي، ولا بد أن يتحمل اللسعات والوخزات.. في الشأن الرياضي وتحديداً الإعلام الرياضي الذي يتمتع بسقف حرية مرتفع نسبياً لا أحد يتمتع بحصانة أو تمييز ضد النقد والمحاسبة.. لست بصدد التعليق على إجابات الكاتب عبدالله بن بخيت الذي حل ضيفاً على الزاوية الرياضية (السلطة الرابعة).. وإن كانت إجاباته بالمقياس الرياضي تذكرنا ب(تجنيحات أبوحطبه) من خلال تعليقه على أحداث رياضية معاصرة بلغة قديمة.

** إجاباته في تلك الزاوية الرياضية أكدت أن (الصحوة) أو ما يعرف بمصطلح الصحوة (والذي يعبر عن حقبة دعوية وفكرية معينة) صارت تأكل وتشرب معه.. وغدت شماعة جاهزة لتعليق المشكلات وتفسير المصائب وتحميلها بلاوي وكوارث الدنيا بما يذكرنا بذلك الكاتب الذي علق خسارة المنتخب في كأس العالم على هذه الشماعة السحرية.

** ولست هنا ألبس ثوب المحاماة عن فترة الصحوة، فلها مالها وعليها ما عليها.. فلم تكن خيراً كاملاً ولم تكن فترة شيطانية كما حاول البعض إيهامنا.. ولكن في تعليق على التعامل بالدنبوشي رياضياً هرول كاتبنا إلى شماعته المفضلة ليقول (في زمن الصحوة توسع الناس في السحر)!.. ومن الغد يفسر من خلال زاوية (يارا) ما يرمي إليه عندما نفى كون السحر عملاً شيطانياً في سقطة غير محسوبة عندما يقول (اخترع الذكاء القمعي الذي يتمتع به رجال الدين عادة فكرة ربط السحرة بالشيطان.. روجوا أن الساحر لا يعمل وحده وإنما بأمر من الشيطان ولمصلحة الشيطان)، ويقول (فانتشرت خرافة أن الشيطان يطلب من الساحر بعض الأعمال الشركية عربوناً على ولائه له).. حسناً وماذا يقول الأستاذ عبد الله في هذه الآية {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} الآية.. هل اتضح لك أيها القارئ العزيز خطورة من يتصدر منبراً إعلامياً ليتحدث دون علم ومعرفة.؟!

** ومن الغد يصف برنامج (99) الناجح جداً أنه (برنامج كوميدي) لأنه ناقش موضوع السحر ويقول (معظم جوانب هذا الموضوع تعكس نوعاً من السخرية بعقل الإنسان، عندما تستمع إلى شخص يعتقد انه مسحور أو يعتقد أن زوجته صرفت عنه)... السؤال الهام كيف غابت الآية التالية عن الأستاذ.. {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ}الآية.. ننتظر من الأستاذ عبدالله قراءة الآية 102 في سورة البقرة ليجدد على ضوئها كتابته عن السحر!..

** أيضاً خلال حواره الرياضي يقول (عصر الصحوة الذي أعاد البلاد والعباد إلى العصور الوسطى).. وهذا يكشف عن جهل مركب عندما لا يعرف لماذا أصبحت (العصور الوسطى) مثالاً سيئاً للعصور البشرية عند الأوروبيين!.. لأنها ببساطة تعتبر عصور تخلف وظلامية ومحاكم تفتيش.. لكنها ليست كذلك بالنسبة للعالم الإسلامي الذي كانت تمثل له تلك العصور ذروة التقدم والحضارة الإسلامية.. وإذا كانوا في الغرب ينظرون للعصور الوسطى بعين السخط والذم فلسنا معنيين بهم.. فهي في أعيننا عصور عز وعلو وظهور للمسلمين.

منتخبنا الله يعينه

كأن منتخبنا تنقصه المزيد من العثرات والعقبات.. لتأتي إصابة محمد الشلهوب كضربة موجعة عندما اضطر مدرب المنتخب لاستبعاده رغم كل المحاولات الحثيثة لتأهيله.. أيضاً يحتمل أن يفقد المنتخب اللاعب الغامدي وبسبب الإصابة أيضاً!.. كما أن المدرب تعيس الحظ يواجه نذر حرب إعلامية لا نقول إنها وشيكة بل بدأت نذرها مع عدم ضم محمد نور واستعر شررها عقب استبعاد المدافع الخبير حمد المنتشري والذي برره المدرب لأسباب فنية ووجود مدافعين أفضل منه.

المستويات التي تابعناها للمنتخبات المرشحة للبطولة.. كالمنتخب الاسترالي الذي نجا بأعجوبة من هزيمة محققة أمام منتخب عمان.. ومستوى اليابان الذي لعب بثقة زائدة مع قطر.. هذه المستويات والبدايات تمنح شيئاً من التفاؤل في أن يتمكن منتخبنا وأن لم يكن مرشحاً وليس في أفضل حالاته في أن يتقدم في مراحل المنافسة أكثر مما نتوقع وينافس على البطولة على الطريقة الإيطالية.

رسمياً.. الدكتور يؤكد ما قلناه!.

منذ الموسم المنصرم ونحن نتحدث عن التشويه الذي تتعرض له سمعة الكرة السعودية دولياً بسبب القضايا والشكاوى التي تتكاثر في أروقة الفيفا من المحترفين الأجانب وبالذات ضد أحد الأندية.. وكم تساءلنا عن كيفية تسجيل نادٍ لمحترفين جدد في حين تترتب عليه مطالبات مالية لمحترفين سابقين!.. ويزداد الأمر غموضاً تأكيد لجنة الاحتراف أن هذا النادي قدم مخالصات مالية مع هؤلاء المحترفين.. وتساءلنا أيضاً عن صحة ما تسرب من وجود مخالفات في تلك المخالصات!.. وفي مقالي السابق وعندما اتضح أن نادي الاتحاد مهدد بالهبوط للدرجة الأولى بسبب مطالبات مالية كبيرة تناهز الـ25 مليون.. تساءلت هل سيتدخل اتحاد كرة القدم هذه المرة لانقاذ الاتحاد النادي كما فعل مع النصر..

** الطريف أن جميع تلك التساؤلات والنقاط الغامضة وردت أجوبتها وانكشفت في تعقيب صحفي لرئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر.. فأكد بشكل رسمي صحة تلك الشكوك التي كنا نتحدث عنها.. ونُتهم بسببها أننا مدعون وأنها مجرد مزاعم.. وجلى ما غمض وخفي واستتر.. وتعقيبه الخطير وغير المعهود لم يجد صدى إعلامياً كبيراً لعدة أسباب.. منها وروده في مطبوعة مغمورة محدودة الانتشار وتصادفه مع الانشغال ببطولة آسيا.. واستحواذ رئيس ذلك النادي على قطاع عريض من الإعلام والإعلاميين والصحفيين الذين كان رد فعلهم لا يتجاوز الصمت المطبق تجاه تلك الحقائق الخطيرة..

** ولطول التعقيب يمكن تلخيص أهم ما ورد فيه في النقطتين التاليتين:

** كشف الدكتور عن وجود (14) قضية أمام اللجنة القانونية في الاتحاد الدولي ضد أندية سعودية منها (عشر) قضايا ضد نادٍ سعودي واحد.

** أخطر ما كشفه هي (قضية مخالفات) لتوقيع لاعبين أجانب!.. وهي تتعلق بما يخص المخالصات المالية! وكانت على وشك أن يحيلها (الفيفا) للمحكمة الرياضية في لوزان.. وأفصح الدكتور أنه تم التفاهم مع الفيفا على إيقافها والحيلولة دون وصولها لمحكمة لوزان حتى لا تكون فضيحة بحق الرياضة السعودية!.. وتم هذا عقب أن قام اتحاد الكرة بتحويل مبالغ تلك القضية التي تخص اللاعبين على أن يتم التفاهم فيما بعد مع النادي المحلي!..

** ما سبق أهم ما ورد في التعقيب.. ومع كل المجهودات التي يبذلها اتحاد الكرة للمحاماة والدفاع عن كوارث تلك الأندية إلا أنه يقابل بالسلبية واللامبالاة من قبل المعنيين بتلك الأندية الذين يتكلون على تدخل اتحاد الكرة لحل مشكلاتهم الدولية! التي يصنعونها بأيديهم.. فقد أوضح الدكتور أن الاتصال بمسؤول كبير في النادي الذي عليه عشر قضايا وتوضيح الخطر الذي يتهدد النادي وضرورة حل القضايا العالقة لم يكن مجدياً وأنهم ما زالوا في انتظار وعود ذلك المسؤول بسداد المستحقات وتصفية تلك القضايا!..

العجرفة والغطرسة.. فضحت ناديه

لم يكن رئيس لجنة الاحتراف يتجه إلى تلك المكاشفة والصراحة التي حاول فيها أن يخفف من لهجته رغبة في عدم فضح وكشف المتورطين بشكل صريح وإن كان اللبيب بالإشارة يفهم.. أقول: لم نكن سنحظى بهذه المعلومات الهامة لو لا الغرور والعجرفة التي اعتاد أن يكتب بها أحد الصحفيين العاملين لدى رئيس ناديه!.

** عندما طفق كعادته في تقريع وتوبيخ اللجان والجهات المسؤولة ليضمن استمرارها بمجاملة ناديه والصمت عن تجاوزاته وليظهرها وكأنها ضد ناديه بحثاً عن مكاسب أخرى.. وبهدف تحميلها تبعات قضايا ناديه المتراكمة في أروقة الفيفا بعد أن فاحت رائحتها.. وليستبق الأحداث بانتقاد لجنة الاحتراف بحجة أنها لا تدعم الأندية أمام الفيفا!!

** هذه الصفاقة من المذكور ومحاولة تحميل اللجنة أخطاء رئيسه وولي نعمته.. استفزت رئيس لجنة الاحتراف الذي اضطر إلى أن يتحدث بشكل أكثر صراحة وشفافية وإن لم يصرح بالأسماء!.. الإعلامي أسقط بيده بعد هذا التعقيب وهو الذي لم يعتد أن يرد عليه أحد.. فحاول أن يرد ويلمز اللجنة في قضايا أخرى لا علاقة لها بصلب الموضوع مثل احتجاج الفيصلي على لاعب الاتفاق!.. وأهم ما ورد في رده المهزوز اعترافه بعدم نظامية تسجيل الاتحاد للاعبيه البرازيليين للمشاركة في مونديال الأندية.. حيث حمل اللجنة المسئولية ووبخها لأنها وافقت على طلب الاتحاد!! مع العلم أن اللجنة لو رفضت وقتها تسجيلهم لاتهم المسئولين أنهم ضد الاتحاد ولا يدعمونه في مشاركته العالمية!.. ثم يقول لماذا لم تقم اللجنة بدور النصح والإرشاد للأندية ويحميها من نفسها!!.. وكأن المذكور يعتبر رئيس ناديه قاصراً وناقص الأهلية!..

** الملفت للانتباه أن الدكتور صالح بن ناصر صدر تعقيبه بمجاملة لا يستحقها ذلك الشخص عندما قال (الذي أقدره وأقدر ما يكتب ولكن هذه المرة كنت أرجو لو لمس الحقيقة لأنه على غير عادته ذهب قليلاً في اتجاه لم يتعوده القارئ منه)!.. والدكتور أكبر من أن يثني على كتابات هذا الشخص وهي كتابات ضد مصلحة الكرة السعودية. ولكن قد يكون الدكتور جامله اتقاء لشره الموقع الذي يكتب فيه!

ضربات حرة

* صحيح أن استبعاد المنتشري لم يكن متوقعاً.. ولكن يجب عدم جعلها قضية الساعة وإرباك المنتخب والمدرب بسببها خصوصاً أن المدرب له وجهة نظر يجب احترامها!

* استبعاد المنتشري ستجعل أيام المدرب معدودة فالمقصلة الإعلامية الصفراء تتأهب لالتقام رأسه.. وليس إصدار (كاريكاتير) للمدرب وهو يرتدي فانلة زرقاء إلا تدشيناً لهذه الحملة.

* أنجوش سيحل به ما حل بكالديرون الذي انزلق لسانه وصرح أن سامي سيكون معه في المونديال! فتم اسقاطه بعد حملة تشويه فخسر المنتخب كالديرون.. ولم يحققوا هدفهم عندما شارك سامي في المونديال وسجل.

* المنتخب على وشك بدء مبارياته والآن هم يجعلون من (كبيتنة المنتخب) قضية جديدة!.. وتأليب قطاعات من الجماهير ضد إدارة المنتخب والتفرقة بين اللاعبين.

* أن يكون ياسر القحطاني (كابتناً للمنتخب) فهذا شيء طبيعي جداً ولو اختير عيره فهو يستحق.. ولاعتبارات كثيرة فياسر من أكثر اللاعبين تأهيلاً للكبتنية.. وإذا كان ياسر بن سعيد القحطاني غير مؤهل لكابتينة المنتخب فمن هو المؤهل؟!

* بعد ظهور خبر المخالصات المزورة أقحم الكاتب البهلوان الهلال بهذه القضية للتغطية على المطنوخ وناديه!.. المهم هل المطنوخ يقدر فزعات البهلوان ويفهم الهدف منها.؟!

* بعد أن كانوا ينفون وجود أي مستحقات أو مطالبات مالية على النادي.. يعلنون الآن أن النادي أتم سداد جميع المستحقات المعلقة وأغلق جميع الحسابات مع الفيفا!.

* بعد التوضيح الرسمي اتضح الآن سر تلك المخالصات التي كان رئيس النادي يستعرضها تلفزيونياً وهو يتبجح أن ناديه ليس عليه مستحقات!.. فلم تكن غير مخالصات غير صحيحة!

* القناة الرياضية بوادٍ والمنتخب بوادٍ.. فتاريخ المنتخب آسيوياً اختزلته بهدف سجل قبل ربع قرن.

* القناة تجاهلت وهمشت البطولة الآسيوية التي كسبتها المملكة عام 96 بالإمارات أهدافاً ونجوماً.. في وقت أبرزت أهدافاً أولمبية لتصفيات لا علاقة لها بهذه البطولات الآسيوية!

* في تدخل مشكور أنقذ اتحاد الكرة ناديي النصر والاتحاد من الهبوط لمصاف أندية الدرجة الأولى بأمر (الفيفا).. ولكن نادي الرياض لم يحظ بمثل هذه الفزعات ليتعرض لعقوبة شطب ستة نقاط من رصيده ويفقد فرصة الصعود للممتاز!.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد