أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المنتخب السعودي عن أمله في أن يظهر المنتخب السعودي في كأس الأمم الآسيوية التي تقام منافساتها حالياً في العاصمة الإندونيسية بالمستوى الذي يتطلع إليه الجميع، مؤكداً أن المنتخب السعودي يمتلك كافة المقومات الكفيلة بتأكيد إنجازاته في هذه البطولة التي حققها ثلاث مرات.
جاء ذلك في حديث شامل أجرته مع سموه مجلة اليقظة الكويتية في عددها الأسبوعي الذي يصدر يوم غداً الأربعاء، مشيراً سموه إلى أن نتائج برنامج إعداد المنتخب لهذه البطولة كانت مطمئنة بعد أن شهد البرنامج الذي أقيم على ثلاث مراحل تحت إشراف المدرب (هوليو سيزار انجوس) شملت معسكرا في مدينة الرياض بعد نهاية الموسم الرياضي ثم دخل معسكراً إعداديا في تركيا أجرى خلاله مباراتين تجريبيتين.. أما المعسكر الرئيسي قبل المشاركة فقد أقيم في سنغافورة وتخللته (4) مباريات تجريبية مع منتخبات تتشابه في طريقة لعبها مع المنتخبات التي سيقابلها المنتخب السعودي وهي منتخبات كوريا الجنوبية والبحرين وإندونيسيا.
وأكد سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز أن الرياضة السعودية ستواصل إنجازاتها وحضورها المشرف في كافة المحافل الرياضية القارية والدولية التي كانت محل تقدير كافة المراقبين الدوليين في ظل الدعم والتشجيع الذي يجده قطاع الشباب والرياضة ومنسوبوه من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظهما الله - وتوفر المنشآت والمدن الرياضية العملاقة التي تلبي متطلبات الحركة الشبابية والرياضية في كل منطقة ومحافظة إلى جانب العمل المستمرة في تطوير الأنظمة واللوائح لمواكبة التطورات التي يشهدها العمل الشبابي والرياضي العالمي وتحوله إلى صناعة حقيقية تؤثر في الاقتصاديات الوطنية.
وقال سمو الرئيس العام لرعاية الشباب في حديثه للمجلة: إن البرنامج الجديد للمسابقات الكروية المحلية سيضفي المزيد من القوة والإثارة والاهتمام الجماهيري والإعلامي على الموسم الرياضي القادم، معتبراً سموه بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال أهم المسابقات الكروية التي سيشهدها الموسم وهي بمثابة تتويج لجميع المسابقات والبطولات المحلية التي من ضمنها بطولة الدوري السعودي لفرق الدرجة الممتازة.
وحول عملية الاستثمار في الأندية السعودية أكد سموه أن الأندية تنهض برسالة هامة وحيوية تجاه شبابي ورياضيي الوطن، وقد اعتادت في تمويل برامجها وأنشطة منذ إنشائها على الإعانات الحكومية ودعم أعضاء الشرف ولذلك فإن عملية تحويلها إلى مؤسسات استثمارية تحتاج إلى وقت ودراسة متأنية وإلى تطوير في الهياكل الإدارية وتهيئة المجتمع لتقبل هذا التحول بما يكفل إحداث النقلة المطلوبة في تحويلها إلى مؤسسات استثمارية رابحة ومغرية لرؤوس الأموال والمستثمرين وبالشكل الذي لا يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف.
ونفى سمو الأمير سلطان بن فهد أن تكون الاتحادات الرياضية للألعاب الفردية تحظى باهتمام ودعم أقل من اتحادات الألعاب الجماعية، مؤكداً سموه أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية عندما تضع خططها وبرامجها التطويرية تراعي أن تكون شاملة لجميع مكونات الرياضة السعودية دون تمييز لألعاب دون أخرى، واستدل سموه على ذلك بالإنجازات المشرفة التي حققتها ألعاب الفردية السعودية على المستويات الإقليمية والقارية والدولية.
وحول الاحتراف المطبق في الملاعب السعودية أبدى سموه رضاه عن النتائج التي حققها نظام الاحتراف حتى الآن، على الرغم من أن عمر التجربة السعودية مع الاحتراف لا يزيد عن 15 عاما ومرت بمراحل شابها بعض الصعوبات نظراً لكون الأندية في المملكة التي يتراوح عمرها بين 50 و60 سنة وهي أندية هواة ومن الصعب أن تتأقلم سريعا مع نظم ولوائح لم تعتدها.. ملمحا سموه إلى أن نظام الاحتراف في المملكة لا زال في البداية ويحتاج إلى المزيد من الصبر حتى يكون هناك جيل من الرياضيين يستوعب الثقافة الاحترافية.
وأكد سموه أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ترفض جميع التجاوزات والانفعالات التي تعكر صفو العلاقة الاخوية بين الأندية ومنسوبيها وتنعكس سلبا على مناخ العمل الرياضي وتخرج بالمنافسات عن روحها الرياضية ولذلك فهي تتعامل معها بحكمة ومسؤولية.. محملاً سموه الإعلام بكافة فئاته من إذاعة وتلفزيون وصحافة جزءاً من المسؤولية تجاه كبح جماح مثل هذه الممارسات غير المسؤولة التي لا تضع حساباً للمصالح الوطنية العامة عند التعبير عن انفعالاتها.
وحول عدم استقرار الأجهزة الفنية للمنتخبات قال سموه: أنا ضد التغيير في الأجهزة الفنية ولكن عندما تكثر الأخطاء ونرى عدم جدوى استمراره يصبح الاستغناء عنه أمراً لا بد منه.. وإن تغيرت الأسباب لإقالة المدرب واستبداله فهي في محصلتها بسبب وجود قناعة تامة بأن استمراره غير مفيد للمنتخب حتى وإن كان اسم هذا المدرب كبيراً في عالم التدريب.
وعن مكانة الحكم السعودي أكد سموه أن الحكم السعودي لا زال يحظى بثقة الجميع معتبراً سموه اختيار الحكم خليل جلال من بين أفضل (30) حكما على مستوى العالم ال(فيفا) رد كافٍ على كل من يحاول التشكيك بمدى الثقة التي يتمتع بها الحكم السعودي على المستوى الدولي.. إلى جانب الطلبات التي ترد تباعاً من معظم الدول الشقيقة والصديقة لفرص الاستفادة من الحكم السعودي.
وعن رأيه في الكرة الكويتية قال سموه: الكرة الكويتية ستظل مميزة ولها بصمتها ونكهتها وإن كانت تمر في الآونة الأخيرة بضعف في النتائج فأعتقد أنها تمر بمرحلة انتقالية.. وأنا على ثقة تامة بأن الكرة الكويتية ستعود وبقوة لتستعيد مكانتها على كافة المستويات الإقليمية والقارية والدولية وهي بأيد أمينة بحمد الله.
وحول مستقبل الرياضة العربية أكد سموه أنها بحاجة إلى المزيد من التطوير والتجديد في آلياتها حتى تستطيع أن تنافس بقوة وخاصة في ظل التطورات التي تشهدها الرياضة العالمية وما يطرأ على مفاهيمها من تحديث مستمر.. قد لا تستطيع اللحاق بها لو لم تكن خطوات التطوير مواكبة لهذه الوتيرة المتسارعة الذي تشهدها الرياضة العالمية.. وقال سموه: نحن في الاتحاد العربي نعتبر أنفسنا في ورشة عمل مستمر ونسعى دائماً على كل ما من شأنه تطوير العمل الرياضي في الوطن العربي والسير بالرياضة العربية نحو المزيد من التقدم والرقي.