كان العقاد - الكاتب والمفكر العربي الشهير - يتفاخر بأنه ممن قدموا استقالاتهم من العمل الحكومي حين كانت الاستقالة والانتحار على ذات الدرجة من التهور والخطورة، وكان دائماً ما يتندر بثقافة العمل التي تعتمد مقولة (إذا فاتك الميري تمرغ في ترابه!!)
ومع حوار الثقافات أو استقدامها انتقلت إلينا هذه الثقافة وتجذرت بأدوات عدة لترسخ في مجتمعنا قناعة أن العمل الحكومي أكثر ضماناً للموظف وقد يكون لها ما يدعمها في ذلك الوقت...
اليوم أصبحت الصورة مقلوبة والمؤسسات الحكومية لدينا تواجه أزمة تسرب كفاءاتها إلى القطاع الخاص بعد أن أصبح كادرها الوظيفي عاجزاً عن إدراك واقع سوق العمل وتحدياته، وأطرف ما سمعته أن إحدى المؤسسات شبه الحكومية التي تدير بلايين الريالات لمشتركيها أوقفت تواصلها وزيارات مندوبيها للقطاع الخاص بعد أن أصبحت كل زيارة تعني عروضاً وظيفية أكثر إغراء لموظفيها!!
ثمة تساؤل تفرضه المرحلة.. هل يمكن أن ننتظر خدمة أفضل للمواطن وحفاظاً على ثروة الوطن من قبل موظفين يشعرون بالغبن الوظيفي وبعضهم لا يستطيع أن يفارق عمله لأنه مجبر بالنظام على العمل في جهة ابتعاثه بمدة لا تقل عن مدة الابتعاث بمرتب يدرك أنه لا ينسجم مع قواعد سوق العمل؟!
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«959» ثم أرسلها إلى الكود 82244
alajlan.fahad@gmail.com