يبدأ منتخب اليابان مشواره نحو لقب ثالث على التوالي ورابع في تاريخه بمواجهة قطر الباحثة عن انطلاقة قوية اليوم الاثنين في هانوي ضمن منافسات المجموعة الثانية من الدور الأول لكأس آسيا الرابعة عشرة في كرة القدم التي افتتحت السبت في بانكوك وتختتم في التاسع والعشرين من الشهر الجاري في جاكرتا.
احتكر المنتخب الياباني اللقب في النسختين الماضيتين، ففاز في نهائي الدورة الثانية عشرة في بيروت على السعودية 1 - صفر في مباراة اهدر فيها المهاجم السعودي حمزة ادريس ركلة جزاء، ثم تغلب في نهائي الدورة الثالثة عشرة في بكين على اصحاب الأرض 3 -1 .
ويتضمن رصيد منتخب اليابان لقبا ثالثا ايضا تحقق في النسخة العاشرة على ارضه عندما تغلب على نظيره السعودي بهدف للا شيء في المباراة النهائية.
وتتساوى اليابان مع السعودية وايران برصيد ثلاثة القاب لكل منها، لكن ايران وحدها التي نجحت حتى الان في الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية اعوام 1968 و1972 و1976 ، فيما كانت القاب السعودية اعوام 1984 و1988 و1996. تاريخيا، تميل الكفة بشكل واضح لليابان لان افضل نتيجة لقطر في النهائيات الآسيوية التي تشارك فيها للمرة السابعة في تاريخها كانت وصولها إلى الدور ربع النهائي في لبنان.
يذكر ان قطر هي مرشحة وحيدة لاستضافة نهائيات كأس آسيا عام 2011 بعد انسحاب ايران والهند من دائرة المنافسة، وسيعلن الاتحاد الآسيوي رسميا اسم الدولة المضيفة اواخر الشهر الحالي. وتعتبر اليابان مرشحة بارزة للقب الآسيوي منذ اكثر من 15 عاما بعد التطور الملحوظ الذي طرأ على كرة القدم فيها، لكنها هذه المرة ستلقى مزاحمة قوية من المنتخب الاسترالي الوافد الجديد إلى القارة، فضلا عن المنافسة التقليدية مع منتخبات السعودية وايران وكوريا الجنوبية والصين.
ولكن وباعتراف مدربي معظم المنتخبات وخصوصا التي تلعب في المجموعة الثانية، فان منتخب اليابان مرشح لحجز احدى بطاقتي التأهل إلى ربع النهائي، على ان تكون الثانية محصورة بين فيتنام والامارات وقطر. وارتفاع اسهم اليابان في الترشيحات تجعل المنتخبات الثلاثة الاخرى تتبع اسلوبا مختلفا لدى مواجهتها، ويمكن القول ان الخروج بنقطة التعادل مع اليابان يعتبر خطوة جبارة لاي منها نحو التأهل، وهذا ما يأمل منتخب قطر في تحقيقه خصوصا انه يبحث عن انطلاقة قوية في هذه البطولة يعوض فيها (النكسة) التي تعرض لها في الصين. فقبل ثلاثة اعوام، توجه منتخب قطر إلى بكين بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه وكان هدفه واضحا بالذهاب بعيداً في البطولة نحو ادوار متقدمة، لكنه تعرض إلى صدمة في مباراته الأولى بخسارته امام اندونيسيا 1 -2 ، فدفع تروسييه الثمن واقيل من منصبه فاسندت المهمة إلى القطري سعيد المسند الذي نجح باعادة التوازن إلى المنتخب فتعادل مع البحرين 1 -1 قبل ان يخسر بصعوبة امام اصحاب الأرض صفر -1.
واختلف (العنابي) كثيرا بعد هذا التاريخ، فهو يعيش استقرارا فنيا من حينها بقيادة المدرب البوسني جمال الدين موسوفيتش الذي حققت الكرة القطرية تحت اشرافه لقبين، الأول في كأس الخليج السابعة عشرة اواخر 2004، والثاني في دورة الالعاب الآسيوية في نهاية 2006 . موسوفيتش كان واقعيا بقوله (ان مباراتي فيتنام والامارات ستكونان اهم بالنسبة الينا من لقاء اليابان في السعي للتأهل إلى ربع النهائي).
عمل موسوفيتش لفترات طويلة على ايجاد التفاهم والانسجام بين صفوف منتخبه الذي ضخه بدماء جديدة، وابرز عناصره الحارس محمد صقر والمدافعون عبدالله كوني وسعد سطام وابراهيم الغانم ومشعل مبارك ولاعبو الوسط محمد غلام ووسام رزق ويونس علي والمهاجمون سيد بشير وحسين ياسر والاورغوياني الاصل سيباستيان سوريا.
هذا فضلاً عن عناصر المنتخب الأولمبي وابرزهم وليد جاسم ومسعد الحمد وإبراهيم ماجد وطلال البلوشي. كما اختلف وجه المنتخب الياباني ايضا بعد اللقب الاخير، فتعاقد الاتحاد المحلي مع البوسني ايفيكا اوسيم خلفا للبرازيلي زيكو، واجرى الأول تعديلات شبه جذرية على التشكيلة معتمداً على عناصر جديدة واخرى كان استبعدها سلفه. وتتخذ المواجهة بين المنتخبين غدا طابعا خاصا بين المدربين اللذين عملا معا في الجهاز الفني لمنتخب يوغوسلافيا سابقا. وللمصادفة ايضا، فانهما لعبا معا في فريق فالنسيان الفرنسي، وضم الفريق حينها ايضا الفرنسي برونو ميتسو مدرب الامارات حاليا واحد المنافسين البارزين على احدى بطاقتي المجموعة.
ابرز التغييرات في المنتخب الياباني اعتزال أفضل لاعب في آسيا مرتين هيديتوشي ناكاتا، وضم ماركوس توليو تاناكا وكيتا سوزوكي ويوكي ابي من فريق اوراوا رد دايموندز. وتعرض منتخب اليابان إلى بعض الاصابات قبيل انطلاق البطولة كانت ابرزها لباندو ريوغو مهاجم غامبا اوساكا حيث تم استدعاء اينوها ماساهيكو نجم كلوب طوكيو بدلا منه.
لكن اوسيم يعتمد بدرجة كبيرة على كتيبة اللاعبين المحترفين في الخارج ابرزهم شونسوكي ناكامورا الذي خاض موسما ناجحا مع سلتيك الاسكتلندي، وناوهيرو تاكاهارا نجم اينتراخت فرانكفورت الالماني، فضلا عن زميله في الفريق جونيتشي ايناموتو وكوجي ناكاتا لاعب بال السويسري اللذين ابتعدا عن المنتخب منذ كأس العالم الأخيرة.