Al Jazirah NewsPaper Friday  09/07/2007 G Issue 12702
رأي الجزيرة
الأحد 24 جمادىالآخرة 1428   العدد  12702
أهوال الدنيا وعجائبها

بينما كان عشرات الملايين في العالم يدلون بأصواتهم على الإنترنت حول عجائب الدنيا السبع الجديدة، سجل العراق رقماً قياسياً دموياً جديداً بمقتل 150 شخصاً في انفجار واحد، وكان جدير بأولئك الملايين، وهم في غمرة حماستهم، أن يلتفتوا إلى أهوال الدنيا الفاجعة التي يتصدرها، بلا أدنى شك، العراق، فنحن أمام أكبر عدد للقتلى في حادث واحد منذ الغزو الأمريكي للعراق قبل أربع سنوات.

فقد نجح ذلك الاستفتاء حول العجائب السبع في اجتذاب مائة مليون شخص في أنحاء العالم للإدلاء بأصواتهم، وسيكون من المهم أن يستقطب حدث بمثل هذه الدموية اهتمام الملايين في أنحاء العالم بسبب بشاعته، غير أن الحدث العراقي هو شأن يومي على الرغم من فداحة الخسائر في يوم واحد.

ومن الواضح أن الوضع المتأزم في العراق يحتاج لمثل هذه الهبّة العالمية، وإلى ضغوط متواصلة تستقطب اهتمام الرأي العام العالمي لوضع حد لهذه المجازر، ومن الواضح أيضاً أن الأوضاع تزداد تعقيداً مع العدد الكبير من المدنيين الذين يسقطون في العمليات اليومية سواء برصاص المسلحين أو برصاص القوات الغازية، التي لا يقل عدد ضحاياها عن ضحايا التفجيرات التي ينفذها المسلحون بمختلف تنظيماتهم..

إن اتساع درجة العنف في ذلك البلد ينبغي أن يطلق جهداً عالمياً منظماً من خلال مبادرات دولية فاعلة تقوم بها الجهات المؤثرة في العالم، وذلك على الرغم من أن العراقيين يتحملون المسؤولية الأكبر في إعادة الوفاق إلى بلادهم..

فالوفاق المطلوب من شأنه - إن تحقق - أن يعمل على ظهور دور عراقي أكبر ومؤثر يزيح من أمامه أية تدخلات للدول العظمى من الساحة العراقية، خصوصاً وأن الوجود الأجنبي يتحمل جانباً كبيراً من الأزمة المتحققة على الأرض العراقية..

إن القوى الفاعلة في العالم التي يفترض أنها تقود مبادرات التسوية والحل في العراق هي ذاتها ضمن اللاعبين الأساسيين وطرف مهم في الصراع الدائر، فهناك حرب حقيقية تدور ضد هذا الوجود الأجنبي، ولذلك فإن من الصعب بمكان إيجاد دور توفيقي يمكن أن تقوم به مثل هذه القوى، وهذا يستوجب مبادرات من كتل دولية أخرى فاعلة للتحرك..

وبسبب القناعة التقليدية المرتبطة بالأدوار السياسية والإعلامية المؤثرة للكبار، فإن الأحوال متروكة هكذا لكي يتم حسمها على جبهات القتال، وفقاً لتلك الإرادة المهيمنة للكبار، وحتى الآن وبعد أكثر من أربع سنوات لا يبدو ثمة ضوء في نهاية النفق المظلم..

إن شعوب العالم بما فيها شعوب تلك الدول العظمى مطالبة بممارسة ضغوط واسعة يؤدي فيها الإعلام دوراً مهماً ومسؤولاً ومتجرداً، واضعاً نصب عينيه أن هناك مأساة إنسانية تتفاقم وينبغي وضع حد لها.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد