مفهوم المدرب في هذا العصر لم يعد قاصراً في عمله على تعليم كرة القدم للاعبين ومتطلباتها من لياقة بدنية ومهارات حركية وفنية وخطط وطرق وتكتيك وفنون اللعبة فحسب بل إن وظيفته تفوق تلك، أصبح مربياً هدفه الأسمى هو خلق المواطن الصالح بحيث يصل به إلى أقصى نمو بدني ونفسي وعقلي وروحي واجتماعي.
والمدرب لابد أن يوقن أن في اللعب فرصة للفرد للتخلص من الطاقة الزائدة في كيانه كذلك وسيلة الإفراج لبعض انفعالاته المكبوتة التي يضيق بها صدره لإعادة الاتزان إلى حياته النفسية، وذلك عن طريق إشباع ميوله ورغباته ولن يأتي ذلك إلا بعد أن يدرس العلوم التربوية دراسة مستفيضة حتى يمكنه من توجيه الأفراد واللاعبين التوجيه السليم.
والمدرب يبني تدريبه على عناصر يتفهمها بإمعان وتفكير عميق، هذه العناصر ضرورية لنجاحه في مهمته وهي تكمل بعضها البعض فلابد أن يكون هدفه من التدريب هو ما يرمي ويسعى إلى تحقيقه واضحاً أو معلوماً لجميع اللاعبين فهو يحدد ويوجه المجهود الذي يبذله كل لاعب لبلوغ هذا الهدف فقد يكون الهدف هو إعاقة ومراقبة خصم عنيد أو استغلال لاعب متميز بصفة احسن استغلال أو الإقلال من الأهداف على فرقه ما أمكن أو الإكثار من إحراز الأهداف على الخصم ما أمكن لأن الأمر يتطلب ذلك.
لذا وجب عليه معرفة الاستعداد من قدرات اللاعبين في وقت ما معرفة جيدة وله أن يدرك أن الاستعداد يتوقف على قوى اللاعب العقلية والجسمية والنفسية ولا يمكن تجاهل أي ناحية فيها لأن الفرد وحده متكامل في جسم وعقل وروح وعاطفة ووجدان، هذا الإدراك يلزمه أن يضع اللاعب المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب.
وإزاء هذا الموقف وفهمه بجميع أجزائه من القدرات والإمكانات الموجودة لديه فإنه يقوم بتغييره محاولاً ربط ذلك بالخبرات السابقة التي اكتسبها في هذا المضمار مع الهدف المطلوب، إذن لابد للمدرب من أن يفكر ويمعن التفكير حيث إن التفكير دون الارتجال من أهم الطرق التي تصقل ذهن المدرب وفي الوقت نفسه أصعبها لتنفيذ سياسته في التدريب لبلوغه الهدف الذي يسعى إليه، فالتدريب إنما تقدر قيمته بمدى الفائدة التي تعود على اللاعبين الذين يقوم بتدريبهم لبلوغ هدفه لذا يجب عليه أن يفكر فيما يريد أن يحققه بالنسبة للاعبين كمجموعة وبالنسبة لكل لاعب على حدة كما يجب أن تكون لديه الأسباب للتركيز على بعض أنواع التدريب دون الآخر مثل الإكثار من المهارات الأساسية وزيادة عدد ساعات تدريبها خلال العام كذا تعليم الخطة وطريقة اللعب كذلك زيادة عدد ساعات اللياقة البدنية.. إلخ ولابد له أن يلفت نظر اللاعبين إلى الألعاب الحسنة المشوقة فهو يفكر قبل الاختيار وأثناء تأدية هذه التدريبات وبعد الانتهاء منها وعليه أن يشترك اشتراكاً فعلياً في تدريب وتذليل الصعوبات وعليه أن يستمر في الاطلاع ليكون على علم ودراية بكل نواحي التدريب التي تهدف إلى تحقيق المطلوب.
ومن ذلك يتضح أن المدرب لو أخلص وأراد النجاح وجب عليه التفرغ الكامل لهذه العملية، ومن وقتٍ لآخر لابد للمدرب أن يخلو إلى نفسه ويتساءل لمعرفة مدى نجاحه أو فضله في عمله من هذه الدلائل مذيلاً إياها بتقرير مفصل.
- هل للاعبين كفاءة وقدرة على التدريب؟
- هل هناك حب للفريق وهل يتفانى جميع اللاعبين فيه؟
- هل الروح المعنوية بين الفريق عالية؟
- هل يتمتع اللاعبون بالآداب والخلق؟
- هل الحالة النفسية بين اللاعبين مطمئنة؟
فإذا كان الرد بالإيجاب فقد أدى مهمته بنجاح وإذا كان الرد بالنفي فعليه أن يعيد الموقف للوصول إلى هدفه المطلوب، والمدرب الحديث لابد له من أن يهتم بالناحية الصحية للاعبين ملماً بمبادئها التي تعود على اللاعبين بالنفع الكثير حتى يمكنه من مراقبة تنفيذها خصوصاً إذا كانت إمكانات النادي لا تسمح بوجود طبيب للفريق فله أن يتأكد من خلو الطعام من الدهنيات والنشويات ما أمكن وأن يكثر من عناصر الفواكه والبصل والذرة والتفاح ان أمكن وان يقدم القهوة والشاي وعصير الفواكه بين الشوطين وأن يتناول اللاعبون طعامهم قبل اللعب بأربع ساعات وأن تكون معدة اللاعب قبل اللعب خاوية بأن يتخلص مما فيها بالطرق الطبيعية كذلك يجب أن يتأكد من أن لاعبيه لا يدخنون ولا يشربون المشروبات الكحولية ولا يكثرون من السوائل ويتأكد من نومهم المبكر وتدليكهم المستمر.
كذلك لابد أن يكون ملماً بالإسعافات الأولية السريعة لإصابات اللاعبين في الملاعب حتى يمكنه ذلك من المحافظة على سلامتهم وسرعة شفائهم والمدرب من وقتٍ لآخر يجب أن يفهم اللاعب بأنه لن يحصل على لياقته البدنية والفنية كاملاً إلا إذا التزم بالعادات الصحية الطبية والتغذية السليمة والراحة اللازمة والتدريب المستمر المخطط المنظم، والمدرب يتعين عليه أن يكون منظماً فيكون لديه أرشيف خاص يحوي مجموعة من الملفات تحتوي المعلومات والسجلات عن نواحي النشاط ملفات بالاتحاد وبالمنظمة وبالهيئات والمؤسسات - الأندية وبيان المصروفات - الأدوات والمهمات - الملاعب - الموظفين - الحكام وقائمة بهم سواء في الاتحاد ودرجاتهم أو حكام من داخل النادي - دعوات اللاعبين - (محلي أو أجنبي) ويحوي ملف كل لاعب مراحل تدرجه في الحياة أخلاقه - عاداته - شهاداته - آدابه - حالته الاجتماعية - هل اللاعب يحب القيادة - يحب المديح - يحب التظاهر- يحب التقدير - صورة اللاعب - بعض الملاحظات - مثل الكشف الطبي - وزنه - طوله - السعة الصدرية .. إلخ.