الرياض - الجزيرة
توقع تقرير حول صناعة الحديد والصلب في الخليج استمرار انتعاش السوق المحلية، وازدياد الطلب على منتجات الحديد والصلب نتيجة قيام دول المجلس بطرح مشروعات عمرانية وإنشائية ضخمة؛ ما يشكل حافزاً لتوجيه القطاع الخاص وصناديق التمويل وبنوكها المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية نحو هذه الصناعة، وهذه التوجهات مدفوعة بتأثير عاملين أساسين هما: الطلب المتزايد على منتجات الحديد والصلب الأساسية والمتوقع لها أن تزداد إلى نحو 19.7 مليون طن عام 2008، وتنامي أهمية الاستثمار في هذه الصناعة الإستراتيجية ذات الاستخدامات متعددة الأغراض.
وكان مشاركون في ندوة صناعة الحديد والصلب في دول الخليج العربية قد أكدوا على أن صناعة الصلب في الخليج ستشهد نمواً كبيراً، حيث سيضاف إلى إنتاج الصلب الخليجي الحالي 11 مليون طن سنوياً، عند اكتمال بناء 15 مشروعاً جديداً لإنتاج الصلب، وأن يرتفع حجم الاستثمار في هذه الصناعة من 6 مليارات و500 مليون دولار عام 2005م إلى نحو 10 مليارات دولار.
وكانت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية قد دعت إلى مزيداً من التكتل بين مصانع الحديد والصلب في دول الخليج العربي. وبيَّن تقرير صادر عن المنظمة أنه في ظل التكتلات الاقتصادية والاندماجات والتحالفات بين شركات الصلب العالمية، وما يترتب على ذلك من آثار على أوضاع السوق العالمية للحديد والصلب، إضافة إلى التطورات التقنية التي ستدفع بصناعة الحديد والصلب إلى مزيد من التنوع والتحسن في النوعية وكفاءة التشغيل؛ ما سيزيد من حدوث المنافسة العالمية في ظل أسواق مفتوحة. حيث تصبح المنافسة مقياساً لمدى نجاح الشركات المصدرة وتميزها. لذا تظهر وبوضوح أهمية التعاون والتنسيق والعمل المشترك بين المصانع الخليجية المنتجة للحديد والصلب سواء في مجال تبادل المعلومات، أو في مجال التسويق، أو في مجال الاستيراد الجماعي للمواد الخام وقطع الغيار.. لما في ذلك من نتائج إيجابية تؤدي إلى تعزيز الموقع الصناعي والتجاري والتنافسي وتدعيمه لمصانع الحديد والصلب وشركاته الخليجية، ولإمكانية تحقيق التكامل بين دول مجلس التعاون في هذا القطاع الصناعي المهم.
وتشهد دول المجلس حركة متسارعة للنهوض بصناعة الحديد والصلب، وذلك لمواجهة النمو المتسارع في قطاع البناء والتشييد، وإقامة عدد من مشروعات البنية التحتية الضخمة، والمجمعات السكنية والسياحية والتجارية الكبيرة، إضافة إلى توافر الأموال اللازمة نتيجة ارتفاع أسعار النفط. وتتويجاً لهذه الجهود المبذولة، فمن المتوقع أن تصبح دول مجلس التعاون في غضون السنوات القليلة المقبلة واحدة من المراكز العالمية المهمة لإنتاج الحديد والصلب في المنطقة، وذلك على الرغم من المساهمة المحدودة لهذه الصناعة في الإنتاج العالمي التي لا تشكل سوى 1% تقريباً. إلا أن دول المجلس تعد من المجموعات الأكثر استهلاكاً لمنتجات الحديد والصلب على المستوى الفردي، إذ بلغت أكثر من 378 كلغم للفرد سنوياً من الصلب مقابل 182 كلغم للفرد على المستوى العالمي.
وعلى مستوى صناعة الحديد والصلب في المملكة توقع مهتمون بصناعة الحديد زيادة الطلب على الصلب وحديد التسليح بنسبة تصل إلى 10% سنوياً، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد بسبب المشروعات العملاقة التي ستشهدها المملكة خلال السنوات القادمة.
وتوقعت دراسة أن يتجاوز حجم الطلب حاجز الستة ملايين طن سنوياً، وتشير الإحصاءات إلى أن المملكة تستهلك أكثر من 4.5 طن من إنتاجها المحلي من الصلب، وتستورد أقل من نصف مليون طن.