*الرياض - عبدالله البديوي
توقع مراقبون ومحللون ألا تؤثر العقوبات التي فرضت على المخالفين على التداولات في سوق الاسهم رغم كون هذا الاعلان من هيئة السوق المالية هو الأول من نوعه خلال 2007 إلا أن هذه العقوبات ليست الأولى فقد سبق للهيئة أن أصدرت العديد من العقوبات والغرامات المالية بحق المتلاعبين ويلاحظ أن العقوبات الاخيرة لم تقتصر على المضاربين المخالفين، بل إنها شملت أيضاء اثنين من الوسطاء، وكأنها رسالة صريحة توجهها الهيئة لشركات الوساطة يحتوي مضمونها على أن العقوبات تشمل جميع مخالفي لوائحها بلا استثناء وكان هدف الهيئة من هذه الاجراءات واضحا: وهو الوصول إلى سوق مالي يسير في بيئة سليمة ويحمي المواطنين والمستثمرين فيه من أية تجاوزات تضر بمصالحهم من غش أو تدليس أو احتيال أو تلاعب، سواء كانت هذه التجاوزات مباشرة عن طريق التلاعب بالأسعار أو الأوامر الوهمية أو المضاربات غير المشروعة، أو عن طريق غير مباشر كالترويج للاشاعات عبر طريق منتديات الانترنت وغير ذلك، الاعلانات المماثلة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت تباينا ملحوظا في تأثيرها على مسيرة السوق، فالعقوبات التي اصدرتها الهيئة في 2005 لم تؤثر سلبا على مسيرة السوق، بل واصل المؤشر ارتفاعه بعدها بشكل قوي، بينما كان العكس واضحا في تلك الاعلانات التي كانت في 2006 فقد كان تأثيرها سلبيا وبحدة على مجريات السوق خصوصا أنه كان يمر بفترة تصحيح ويكفي أن مؤشر السوق كان قد خسر أكثر من 900 نقطة في اليوم التالي لإحدى العقوبات!: ويفهم من التباين القوي في تأثير تلك الاعلانات وطريقة استقبال السوق لها خلال عامي 2005 و2006 أنها ليست مؤثرة بحد ذاتها تأثيرا وقتيا، إنما التأثير الحقيقي ينبع من العامل النفسي المؤثر جدا في اوساط المتداولين، وهو العامل الوحيد الذي حول تلك العقوبات من الايجابية عام 2005 إبان طفرة السوق إلى السلبية عام 2006 عندما كان السوق يعيش مرحلة الانهيار وبغض النظر عن التأثير الوقتي لهذه العقوبات فإن الواقع يحتم علينا ان نقر بأن هذه الإجراءات ايجابية جدا على مستقبل السوق الذي يطمح جميع المتداولين فيه أن يتخطى مرحلة كونه سوقا ناشئا إلى مرحلة النضج .