لا يكاد يختلف اثنان في أن الأمة العربية تواجه أخطاراً جسيمة تصل إلى حد التهديد بتقسيم دولها من جديد إلى كيانات أصغر وبالتالي أضعف، وهو الأمر الذي يخدم إسرائيل أولاً وآخراً، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين في حديث لصحيفة أردنية بقوله: (نحن نستشعر خطراً داهماً على الكيان العربي بأكمله وعلى مصير العرب ومقدراتهم ومصالحهم، الأمر لا يتعلق بالمملكة فقط، أينما نظرتم ستجدون أكثر من بلد عربي شقيق يعاني من أزمات خطيرة).
ومن يشاهد الساحة العربية يجد أنَّ ثمة دولاً تعاني من انقسامات داخلية شديدة وأبرزها ما يجري في العراق من قتال يمكن وصفه بالحرب الأهلية، عدا عن مشاريع تقسيمه التي تُطْرَحُ من بعض الأصوات داخل العراق أو خارجه.
وفي لبنان يتجه الفرقاء السياسيون نحو منزلق خطير بسبب الاختلافات الشديدة حول منصب رئاسة الجمهورية والمحكمة الدولية والتمثيل في البرلمان وما يرتبط بهذه المسائل من قضايا تشق الصف اللبناني. وفي فلسطين وصل الحد إلى قتال دموي بين أنصار فتح وحماس، بعد التغني بحكومة الوحدة الوطنية.
والصومال خاض معارك بين أبنائه ولا يزال معرضاً لخطور العودة إلى القتال وبحاجة ماسة إلى قوات لدعم السلام، وخاصة من قبل الدول العربية. والسودان كذلك يخوض معركة الحفاظ على الوحدة في مواجهة التمرد في الداخل والتدخلات الخارجية.
ولا شك في أن مواجهة هذه الأخطار تتطلب من الدول العربية الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الخلافات أو الحزازيات فيما بينهم كون ذلك يشغلهم عن مواجهة هذه الأخطار ويفتح الباب واسعاً للتدخل الأجنبي في الشؤون العربية، ومن ثم التحكم في مقدرات العرب وتسخيرها لصالحه.
ويجب لحل الأزمات في كل بلد عربي من تحكيم العقل وتغليب لغة الحوار على لغة السلاح، والبعد عن الشعارات التقسيمية، ووضع المصلحة الوطنية والقومية فوق الاعتبارات الحزبية والمذهبية.
وبدون ذلك فإن الضعف العربي سيستمر، فكما هو مقرر شرعاً وعرفاً، فإن القوة في الوحدة والضعف في الفرقة والنزاع.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244