استمعت بإنصات تام إلى حديث صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية للدعاة والأئمة والخطباء وطلبة العلم، وإلى جميع منسوبي وزارة الشؤون الإسلامية. وشدني حديث الرجل المسؤول وهو يتحدث بواقعية وشفافية عن هموم الوطن عندما شدد على أن جميع المواطنين مسؤولون عن الأمن الفكري وعلى الأخص الخطباء والدعاة.
وفي هذا السياق لا بد أن أتطرق لأهمية دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى وجه الخصوص الأندية الرياضية في رعاية أفكار الشباب خصوصاً أن هذه الأندية يزورها في كل يوم مئات الآلاف من الجماهير وحتى على مستوى مواقعها الإلكترونية.
أجد نفسي هنا مجبرة على أن أخاطب المسؤولين في وزارة المالية على ضرورة دعم قطاع الرياضة والشباب ودعم الأندية الرياضية بمبالغ كبيرة لا تقل عن عشرين مليون ريال لكل نادٍ مع زيادة الأندية الرياضية ودعم اللجنة الأولمبية السعودية بميزانية تستحقها لجعلها قادرة على القيام بواجباتها تجاه جميع الألعاب المختلفة. بحيث يضمن جميع المنتمين لهذه الأندية ولجميع الألعاب مكافأة مجزية تجعلهم لا يفكرون في الانخراط وراء التيار الهدام والفكر الضال.
متى يتفهم المسؤولون في وزارة المالية أهمية الرياضة وهي بلا شك أوسع من الدائرة الضيقة التي يفكر بها البعض عن الرياضة ويعتبرونها كرة قدم فقط وأيضاً لا تتجاوز نظرتهم إلى أنديتنا السعودية إلى (الهلال والاتحاد والنصر والأهلي والشباب). فالرياضة قد تكون أحد الحصون المهمة في الحد من انتشار ظاهرة الإرهاب ومهما بلغت أرقام الدعم فإن الفائدة لا تقدر بثمن خصوصاً أن الوقاية خير من العلاج، وهنا لا بد أن أشيد وأشير إلى دور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد المتواصل في دعم الأندية السعودية من حسابه الخاص سواء من خلال جولاته على المناطق أو من خلال دعمه المباشر والذي لا ينقطع طوال العام وهذا ما يجعلنا نحترم هذا المسؤول الاستثنائي في وطننا الغالي.
وأتمنى أن أرى لقاءً قريباً يجمع الأمير نايف بن عبد العزيز والأمير سلطان بن فهد مع منسوبي الأندية والقطاعات الرياضية ورجال الإعلام الرياضي في حوار مفتوح مشابه للذي تم مع منسوبي وزارة الشؤون الإسلامية ليتم حشد طاقات رعاية الشباب والإعلام الرياضي في إقامة أحد أهم السدود المنيعة في مكافحة الإرهاب خصوصاً أن الرياضة تلامس جميع شرائح المجتمع ابتداء من الأطفال والشباب والكبار وحتى السيدات.
كنز المراجع
يأتي اهتمام كبار المسؤولين بالكتاب والمرجع المهم (تقدير أدلة الاتهام في مرحلة التحقيق وعلاقتها بأدلة الإثبات في الفقه الجنائي الإسلامي) وإعادة طباعته والذي قام بطباعته على نفقته الخاصة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب تأكيداً لأهمية الكتاب ومحتواه خصوصاً أن الكتاب جاء يوضح الاتهام وشروطه العامة والخاصة في الشريعة الإسلامية وأهمية التحقق من توافرها في الجرائم الموجبة للحدود والقصاص والتعزير. كما وركز الدكتور عيسى الشامخ على المبادئ الشرعية في الاتهام بموجب الحدود والقصاص والتعزير وأهمها مبدأ درء الحدود في الشبهات، ومبدأ الستر الموجبة للجرائم اللا أخلاقية والعفو في ما يتطلبه ذلك، وذلك لتقوية روابط المجتمع المسلم الراسخة.
وقد اشتمل الكتاب على أول دراسة من منظور إسلامي تربط دليل الاتهام بدليل الإثبات وأهمية الاستعانة بالدليل لتغطية أدلة الإثبات وأهمية اختيار المحقق المختص في الشريعة والقانون وذلك للوصول إلى أدلة إثبات يقينية ويلخص المؤلف أهم نتائج الدراسة وأهمها:
1) إن الاتهام دعوة تحتمل الصدق والكذب. يجب التحقق منها عند الإبلاغ وفي مرحلة التحقيق والمسألة.
2) إنه يجب إدراج مبادئ الشريعة في أي اتهام وأهمها مبدأ درء الحدود بالشبهات ومبدأ الستر في الجرائم اللا أخلاقية ومبدأ العفو فيما يتطلب ذلك.
وهو ما تدعو إليه جميع آليات حقوق الإنسان المعاصرة. ويأتي هذا الكتاب وإعادة طباعته أكثر من مرة ليؤكد أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد لم يشغله حجم عمله ومسؤوليته عن دعم العلم والعلماء ورجال الفكر والأدب وهكذا يبقى سلطان بن فهد كبيراً في جميع تصرفاته.
Maysay777@hotmail.com