صور تبعث على الفخر والبهجة تلك التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالتوأم البولنديتين أولغا وداريا اللتين ولدتا سياميتين وأُجريت لهما عملية فصل ناجحة في المملكة بتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز. لقد حرص المليك على الاطمئنان عليهما لدى زيارته بولندا. ولقد شعر البولنديون بالامتنان لهذا الملك الإنسان الذي ضرب أروع الأمثلة في الحنان الأبوي تجاه أطفال العالم، ولذلك منحوه وسام البسمة وهو الوسام الذي يُمنح لمحبي الطفولة في العالم، الذي يعود تاريخه إلى أربعين سنة ماضية.
لقد أثبت خادم الحرمين الشريفين أن للجوانب الإنسانية مساحة كبيرة في الدبلوماسية السعودية، وأن المملكة لا تتعاطى السياسة وفق المفهوم المجرد للمصالح، وإن كان هذا حقاً مشروعاً لكل الدول، ولكن المملكة ترسم سياستها وتنفذها وفق المبادئ الإسلامية السامية التي تدعو إلى حسن التعامل مع الآخرين، والرأفة بهم، وهذه المبادئ ما أتت إلا لخدمة البشرية ولتحقيق السعادة لهم جميعاً.
هذه المبادئ وخاصة المتعلقة بالطفولة لخصها الملك في كلمة ضافية لدى زيارته بولندا فقال: (لقد سعدنا في المملكة باستضافة التوأم البولندي، وعندما ذهبت لزيارتهما في المستشفى ورأيت بسماتهما الجملية تعزز لديَّ الإحساس بأن مسؤوليتنا الأساسية هي بناء مستقبل من الأمن والسلام ينعم فيه الأطفال بالسعادة دون خوف أو رعب، وهو الهدف الذي أدعو الله ليلَ نهارَ أن يوفقنا إلى تحقيقه مع جميع شعوب العالم).
إن المملكة بتعاملها الإنساني الرفيع مع أبنائها وأبناء الشعوب الأخرى تعطي صورة حقيقية عن الدين الإسلامي الحنيف الذي أساء إليه بعض أبناء المسلمين بتصرفاتهم غير المسؤولية، التي يستغلها بعض الحاقدين لتشويه الصورة الجميلة للدين الإسلامي واستعداء الشعوب الأخرى ضد الدول الإسلامية.
ولو أن الجوانب الإنسانية كانت هي السمة الأساسية في العلاقات الدولية لكان من الممكن أن تنعم البشرية بعالم أكثر أماناً واستقراراً، ولكن مع الأسف يطغى على سياسات بعض الدول مبدأ الانتهازية والنظرة الضيقة للمصالح، حتى ولو كانت على حساب مصالح الآخرين؛ ولا يكفي مجرد إطلاق الشعارات الإنسانية لتحقيق عالم أفضل ولكن الأهم هو تنفيذ هذه الشعارات بعيداً عن المزايدات.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244