Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/06/2007 G Issue 12691
الاقتصادية
الخميس 13 جمادىالآخرة 1428   العدد  12691
نادية الدوسري في حوار مع الجزيرة:
مازال الوقت مبكراً لدخول سيدات الأعمال في تحالفات تجارية كبيرة.. ورهاني على المرأة لم يتزحزح

حوار : فوزية الصويان

قالت سيدة الأعمال نادية الدوسري أن غالبية سيدات الأعمال منظرات أكاديميات مشيرة إلى أن المشاركات في الربح والخسارة قليل.

وقالت الدوسري: إن الوقت لا يزال مبكراً على المرأة السعودية للدخول في تحالفات كبيرة مفيدة وأن ذلك يتطلب الخبرة العملية وحسن التفاوض، وأضافت الدوسري: إن ضعف الكفاءات النسائية يرجع إلى أنهن لازلن في المراحل الأولى من التعليم، وبالتالي يجب دفعهن وتشجيعهن.. العديد من التجارب العملية تتحفنا بها سيدة الأعمال نادية الدوسري.. فإلى نص الحوار:

* بدايةً باعتبارك صاحبة أول مشروع وطني للمحافظة على البيئة، وذلك من خلال تجميع مخلفات الحديد (الخردة) وإعادة تصنيعها والاستفادة منها تجاريا وبيئيا إلى جانب إيجاد فرص وظيفية للشباب بنحو 5آلاف وظيفة..حدثينا عن هذا المشروع ؟وكيف تبلورت فكرته لديك؟

- منذ أكثر من سنة أطلقنا مشروعنا الوطني (إحساسك بالبيئة) كجزء من العمل التطوعي الاجتماعي الذي تود شركة السيل الشرقية كشركة عائلية المساهمة فيه كرابط اجتماعي فعال بين الشركات الأهلية والمجتمع المدني. وفكرته بسيطة جدا، فنحن في السيل استحضرن وبمبادرة فردية جميع قوانين البيئة الدولية (PROTOCOLE THE GREEN) وقمنا بتطبيقه على جميع ساحات تجميع الخردة بالرغم من خسارتنا الفردية في بعض الأحيان لكوننا نرفض التعامل مع معادن ملوثة، ونرفض الاستفادة المادية منها على حساب المجتمع المدني.

والحديد الخردة كما تعلمين نادرا ما يكون ملوثا للبيئة لكونه أصلا ناتجا طبيعيا معدنيا، وقد شجعتنا تلك الخطوة على تشجيع الشباب السعودي للدخول معنا في مشاريع تجميع الخردة لأنها مصدر قومي أساسي مع ضمان التدريب و التمويل من جانبنا في حال رغبتهم.

* تتولين منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة السيل الشرقية المحدودة (فروعها في جميع المملكة والخليج العربي) ما سبب اتجاهك إلى هذا المجال؟ وهل تعتقدين هذا النوع من الصناعة اربح من بقية المشاريع الخاصة بالمرأة؟ وماهو تعليقك على من يقول: إن العمل في المشاريع الصناعية لا يتوافق مع طبيعة المرأة السعودية؟

- في البداية شركة السيل شركه عائلية بدأت قبلي بكثير وبالتحديد منذ أكثر من 30عاما، ومشاركتي الشخصية في هذه الشركة كان منذ 10سنوات ك شراكة مالية فقط، وكعمل حقيقي منذ 5سنوات.

أما بالنسبة للمشاريع الأربح بالنسبة للمرأة فهنا تأتي المعضلة الحقيقية في مسمى سيدة أعمال، فالربح ليس هو المحرك الأول بل الثالث في أي مشروع ناجح، ويأتي في المقدمة:حب العمل نفسه لدرجة الإبداع، والثاني:المثابرة في النجاح والفشل، والثالث:المحفز لمالي.

ومن قال: إن العمل في المشاريع الصناعية لا يتوافق مع طبيعة المرأة أقول له: العمل هو العمل لايفرق بين رجل وامرأة، فليس هناك أصعب من عمل الطبيبة الجراحة التي يتوقف على شطارتها ومهارته حياة أو موت مريض، ورغم ذلك أتيح لها العمل في هذا المجال. والخبرة والالتزام وتطوير الذات ليس له خصوصية أو حصرية على أحد معين.

* من المعروف أن سيدات الأعمال يلعبن دوراً بارزاً في الاقتصاد السعودي، كما أن الكثير من الودائع المصرفية تعود لهن. من هذا المنطلق ما هي العوامل التي شجعت المرأة السعودية على الانخراط في مجال الأعمال؟

وهل الأنظمة التجارية في المملكة عامل مشجعاً لها؟

- كثر الحديث عن ودائع السيدات السعوديات أومدخراتهن في البنوك دون أي استثمار يذكر أو عوائد مالية من ورائها، والحقيقة أن ما يحدث في الساحة الاقتصادية السعودية من اهتزازات في سوق الأسهم أصبح مخيفا بالأخص وأن الكثيرات قد تشجعن لخوض غمار الأسهم لكونها تحافظ على خصوصية المرأة، وربما لأنها لا تتطلب مجهودا عاليا الأمر الذي جعل ذلك مدمرا لهن ولآمالهن. ولأن السيدة السعودية حديثة العهد بعالم المال والأعمال فإنها لم تصل للمرحلة التي وصل لها رجل الأعمال وهي (حكمة الخسارة والربح والمعرفة)، فنجدها تتعجل في مشاريع غالبا ما تكون غير مدروسة ثم تنوي بسرعة تغيير مجالها بمجرد مرورها على أول سلم الخسارة التقليدية في الأسواق التجارية، حيث إن العمل يعتمد على سلالة كاملة من الخبرات ورؤوس الأموال.

وحتى لا نظلم الأنظمة في المملكة ونلقي بجميع الأخطاء عليه يجب أن نرجع لبداية القصة وهو أن سيدات الأعمال السعوديات غالبيتهن مناظرات أكاديميات أو موظفات شركات، أما المشاركات الحقيقيات في الربح والخسارة فقليل، ولكنني متفائلة بل قولي متأكدة: إن الجدار الصلب الحقيقي و المتمثل في قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- سوف تنصف المرأة السعودية في كثير من المجالات وليس فقط في مجال الأعمال.

* يقال: إن من أبرز أسس النجاح التنويع بالاستثمارات والمجالات، لأنه في حال تعرض قطاع إلى نكسة فإن الآخر يعوّض. برأيك هل هذا التنويع هو السبب في نجاح كثير من سيدات الأعمال في مجال أعمالهن أم إن الأمر عائد إلى ضربة الحظ؟

- كلمة استثمار كلمة كبيرة، ولا تنطبق على سيدة أعمال مبتدئة صاحبة رأس المال الصغير، ومحافظ الاستثمار البنكية هي الشيء الوحيد الذي من الممكن أن تدخل بها السيدة وبقلب جامد دون خوف، أما المشاريع الحقيقية التي تدخل برأس مال واضح وكبير، فالأفضل التركيز في البداية على مشروع مفرد حتى يقف المشروع على ركائز صلبة ومن ثم يمكنها الدخول في المشاريع الأخرى.

* تعتبرين أول سيدة تتقدم بطلب ترشيح لانتخابات الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية التي أقيمت في عام 2006م، ما الذي استفدتم من هذه الخطوة وماهو رأيك بسيدات الأعمال المسجلات في الغرف لتجارية الصناعية؟

- كانت الصدفة هي الدافع الرئيس لترشيح نفسي، وذلك بحكم متابعتي لقرارات خادم الحرمين الشريفين الخاصة عن المرأة، وربما لكوني السيدة الوحيدة من المرشحات الست سوى السيدة أمينة الجاسم التي أعتبرها بحق سيدة أعمال من الطراز الأول التي كافحت وعملت حتى اكتسبت الخبرة الحقيقية،وكذلك المرشحات الأخريات وهن كثيرات أمثال كل من السيدة رنيقة التركماني، ليلى العنزي، عائشة المانع، نبيلة البسام، والسيدة الغنية عن الذكر التي تدفعنا دوما إلى الأمام سمو الأميرة مشاعل صاحبة منتدى سيدات الأعمال.

* هل تعد مشاركة المرأة في الفعاليات الدولية ودخولها في انتخابات الغرف التجارية دليلا على أن المرأة السعودية أصبحت قادرة على مواكبة ومواجهة التغيرات والتحديات التي تفرضها عليها التكتلات الاقتصادية؟

- أعتقد أن الوقت لا يزال مبكرا على المرأة السعودية للدخول في تحالفات تجارية كبيرة لأن ذلك يتطلب الخبرة العملية وحس المفاوضات العالي، ولكنها تستفيد كثيرا من الفعاليات المحلية والدولية، ورهاني كبير على السعوديات الجدد فهن طموحات ومثابرات.

* تم اختيارك على رأس قائمة أفضل عشرين سيدة أعمال سعودية في إدارة الشركات على ضوء ذلك ما هي أبرز أسباب ضعف الكفاءات النسائية السعودية في إدارة المشاريع الاقتصادية الضخمة، ولماذا غالبية استثمارات المرأة تنحصر على مشاريع تقليدية ونشاطات متشابهة؟

- لقد فوجئت باختياري على رأس هذه القائمة، وذلك لأن الجهة التي قامت بالدراسة وضعت في اعتبارها الأرقام الحقيقية للمشاريع المقامة بما في ذلك عدد الموظفين وحجم رأس المال... إلخ وقد جاءت النتائج في صالحي تماما، وكنت سعيدة بتكريم سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز لي في منتدى جدة الاقتصادي وتسليمي الدرع والشهادة الموقعة من قبل سموها الكريم.

أما فرحتي الحقيقية فكانت بنقل ذلك التكريم لأسرتي لأنهم كانوا ومازالوا السبب الحقيقي وراء نجاحي الأساسي، تضاعفت سعادتي أكثر حين استقبلت مكالمات هاتفية من جميع مناطق المملكة من قبل شابات مبتدئات في مجال الأعمال يسألنني النصيحة و التشجيع.

أما أبرز ضعف الكفاءات النساء السعوديات راجع إلى أنهن مازلن في المراحل الأولى من التعليم العملي لذلك يجب دفعهن وتشجيعهن.

* ما هو رأيك في المجال العقاري الذي بدأ يستحوذ على اهتمام السيدات خاصة، وأن بعضهن يرى أنه وسيلة مضمونة وربحيته فيه.. فهل سيؤثر ذلك على توجه النساء نحو الاستثمار في المشاريع التجارية الأخرى؟

- الملاحظ اليوم أن الشباب والشابات يميلون نحو التقليد والاستعجال، وربما ذلك راجع إلى القاعدة التي تقول: (كل جديد مبهر) والحقيقة أن مجال العقار تحديدا له أهله ومن يفهمه وربما هو فعلا مجال مربح، ولكن على المدى البعيد وليس القصير كما يظن بعضهم.، وأنصح السيدة المقبلة على المجالات لحرة اختيار المجال الذي ترى نفسها فيه ثم استثمار الوقت الكافي لاكتساب الخبرة و لتعليم، وسترى أن الطريق المؤدي للنجاح ليس طريقا سهلا ولا محفوفا بالورود ولكنه بالنهاية سيؤدي للمكاسب الذاتية والمالية التي تطمح بها.

* ما هي النصيحة التي تقدمينها لسيدات الأعمال المستجدات في عالم التجارة؟ وما هي الفرص الاستثمارية الجديدة التي تنصحين السيدات بالتوجه لها وذلك من أجل الخروج من أزمة المشاريع النسائية المتكررة؟

- النصيحة الني أقدمها لابنتي أولا قبل جميع البنات هي دراسة كل شيء أولا كما نقول بالخليج (بحب وقلب) لأنه المفتاح الرئيس لفهم منطلق الأشياء الحقيقية، ومن ثم الالتزام والمثابرة (والسجاد العجمي الفاخر ينسج خيطا خيطا)، ومن ثم الشجاعة والإقدام وإدراك أن الفشل هو الحليف الأساسي للنجاح. وأقول لابنه بلدي السعودية اقتدي بجداتك فهن كن خير النساء في القوة والصبر على الشدائد.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد