الجزيرة - فيصل الحميد وعبدالعزيز السحيمي

دشن محافظ مؤسسة النقد الأستاذ حمد السياري نظام سداد للمدفوعات رسمياً ليلة أمس، وأكد أن المؤسسة ستعقبه بنظام مقاصة الشيكات إلكترونيا الذي سيمكن العميل من تحصيل الشيك الخاص به خلال اليوم نفسه بدلا من النظام الحالي الذي يستغرق تحصيله ثلاثة أيام. وأوضح السياري أن (سداد) يأتي في وقت يعتبر فيه القطاع المصرفي في المملكة من أكبر القطاعات استخداماً للتعاملات الإلكترونية في المملكة، حيث إن نسبة التعاملات الإلكترونية فيه تزيد على 80% من مجموع عدد العمليات المنفذة، حيث كانت المصارف المحلية سباقة في اعتماد التعاملات الإلكترونية وبدأت في ذلك منذ ما يزيد على العقدين من الزمن.

وأشار إلى أن المؤسسة قامت في العام 1987 بتشغيل نظام الفرز ومقاصة الشيكات الآلية الذي ساهم في تسهيل وتسريع عمليات المقاصة بين البنوك في مختلف أنحاء المملكة، ونتج عنه ارتفاع في مجموع المبالغ المستوفاة التي تجاوزت (502 مليار ريال) في نهاية عام 2006. .

من جهته أكد نائب محافظ المؤسسة الدكتور محمد الجاسر خلال مؤتمر صحفي عقد بعد ظهر أمس في مقر المؤسسة أن (سداد) ليس له حدود في التطور ويمكن أن يتحول إلى شركة خاصة، مبينا أن المؤسسة تعمل حاليا على تثبيت النظام وإكماله والتأكد من خلوه من المشاكل. وبين الجاسر أن أنظمة الدفع المركزية لا توجد إلا في عدد قليل من الدول لا تتجاوز خمس دول.

وقال إن رؤيتنا في المؤسسة هي بناء قاعدة الكترونية حديثة وبتقنيات متطورة لتسهيل عملية انسياب الفواتير والمدفوعات الإلكترونية في المملكة، وإيجاد وسيط موثوق به بين البنوك والجهات المختلفة وذلك لتقديم خدمات مميزة للعملاء بطريقة فعالة وبتكاليف أقل، وبذلك يصبح (سداد) جزءاً حيوياً مهماً من نظام المدفوعات بالمملكة ويُزيد من فاعلية الأنشطة الاقتصادية في المملكة.

وأفاد الجاسر بأن نظام (سداد) يتيح المجال لجميع الجهات لاستخدام قنوات الدفع الإلكترونية في جميع البنوك المحلية، وفي نفس الوقت يضمن الكفاءة التشغيلية والعدالة لجميع الأطراف لحل هذه التحديات ليكون قاعدة صلبة لأي تطورات مستقبلية، ويجعل الحل الفني أسهل لجميع الأطراف، وذلك بتقليص الارتباطات المتعددة إلى ارتباط واحد سواء للبنوك أو الشركات المفوترة، حيث يعمل سداد كوسيط بين الطرفين، ويضمن التنظيم المالي من توزيع التكاليف والفوائد.

وبخصوص قنوات الدفع المستخدمة وأثره في (سداد) أبان الجاسر أن (سداد) ساعد على تغيير عادات العملاء في التسديد حيث انخفضت نسبة الأشخاص الذي يقومون بتسديد فواتيرهم عن طريق فروع البنوك من 66% في عام 2003 إلى 10% من مجموع العمليات وحل محلها القنوات الإلكترونية المختلفة، حيث احتلت أجهزة الصرف الآلي المرتبة الأولى بنسبة 40% والهاتف المصرفي بنسبة 33% تليها مواقع البنوك على الإنترنت بنسبة 16% التي تعتبر من أسرع القنوات نمواً حيث إنه في عام 2003 قضى العملاء ما يقارب 12إلى 15 مليون ساعة في فروع البنوك لتسديد فواتيرهم.

كما يوفر خدمات أخرى تأتي في مقدمتها التبليغ الفوري للتسديد وعمليات المطابقة اليومية وتسوية المدفوعات.

كما أوضح المهندس عبدالملك آل الشيخ مدير إدارة التقنية البنكية في المؤسسة أن النظام يقدم خدماته للمستفيدين على مدار الساعة ويعالج ما يقارب 70 ألف عملية يومياً.

وأشار إلى أنه (أصبح بمقدور الجميع الآن تسديد معظم أنواع الفواتير والمدفوعات الأخرى من خلال أجهزة الصرف الآلي ومواقع البنوك على الإنترنت والهاتف المصرفي ونقاط البيع)، وبيّن أنه تم ربط 17 جهة حكومية وغير حكومية حتى الآن مع (سداد).