Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/06/2007 G Issue 12690
الاقتصادية
الاربعاء 12 جمادىالآخرة 1428   العدد  12690
في ملحمة التصنيع .. مجنون كاد يقتل نفسه!!

قال الملك فهد - رحمه الله - لغازي القصيبي ذات يوم (ارفق بنفسك، لو مت على المكتب هل ستعرف ماذا سيقول الناس؟ سيقولون: (مجنون قتل نفسه).

والأخير هو من أسس الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بموجب مرسوم ملكي عام 1396هـ (1976م)، لاستثمار ثروات المملكة الهايدروكربونية والمعدنية، وتحويلها إلى منتجات صناعية ذات قيمة مضافة عالية، تنوع مصادر الدخل الوطني، وتنمي الفعاليات الصناعية التحويلية، والإنشائية، والزراعية، وتثري إسهامات القطاعات الإنتاجية غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي. وتتبوأ (سابك) المركز الأول عالمياً في إنتاج اليوريا وجلايكول الإثيلين.. كما تحتل المركز الثاني عالمياً في صناعة الميثانول الكيماوي، ومثيل ثالثي بوتيل الإيثر، كذلك تحتل المركز الرابع عالمياً في إنتاج البولي أوليفينات عامةً، مع ترتيبها (الثالث) في صناعة البولي إثيلين، والسادس في صناعة البولي بروبيلين. وتتبعها أكبر مجمعات مفردة في العالم لإنتاج الميثانول الكيماوي، وجلايكول الإثيلين، واليوريا الحبيبية إلى جانب ذلك تملك (سابك) شركة (سابك أوروبا)، التي تدير مختلف عملياتها في القارة الأوروبية، بما في ذلك مصانع الشركة في (جيلين) بهولندا، و( جلسنكرشن) بألمانيا. أما على المستوى الإقليمي فتشارك (سابك) في ثلاثة مجمعات كبرى لصناعة الألمنيوم والبتروكيماويات، مقامة في مملكة البحرين برؤوس أموال خليجية مشتركة.

والشركة العملاقة وليدة فكرة للأب الروحي للإدارة محمد أبا الخيل وزير المال والاقتصاد الوطني سابقاً، بلورها وعمل على إنشائها الدكتور غازي القصيبي وزير العمل، فقام بالتخطيط وباشر العمل على وضع رؤية واضحة حول عمل ومستقبل الشركة وراهن على نجاحها رغم بدايتها المتواضعة جدا كما وصفها القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة) ويضيف كاتباً عن الشركة وفكرتها (وحينما توليت وزارة الصناعة والكهرباء كانت الخطة الخمسية الثانية تنصّ على إنشاء مشاريع صناعية كبرى في الجبيل وينبع، فاتجه تفكيري أول ما اتجه إلى إنشاء مؤسسة عامة تتولى تنفيذ هذه المشاريع إلا أن الصديق محمد أبا الخيل وزير المالية والاقتصاد الوطني اقترح إقامة شركة مساهمة تجارية تعمل وفقاً للأسس التجارية الخالصة، ويمكن مستقبلاً بيع جزءٍ من أسهمها إلى الجمهور، فحملتُ الفكرة إلى الأمير فهد آنذاك الذي أصغى باهتمام وتحمس للفكرة حماسة شديدة ومنحني الضوء الأخضر، وأهم ملمح جذب الأمير فهد إلى الفكرة هو وعدي القاطع بأن تتنازل الحكومة عن أسهمها مستقبلاً للمواطنين، وكان الأمير فهد حريصاً كل الحرص على أن يمتلك المواطنون أسهماً في كل شركة تقيمها الدولة أو تسهم فيها، بدأتُ العمل الدؤوب لإنشاء الشركة السعودية للصناعات الأساسية التي سرعان ما اشتهرت باسمها المختصر (سابك)، ومع إنشاء الشركة بدأت ملحمة التصنيع).

وتجدر الإشارة إلى أن القصيبي لم يعتمد الخبرات الأجنبية لصناعة الشركة بل اعتمد سواعد شباب بلده التي صنعت ملحمة صناعية كبرى تفخر بها المملكة ويفخر بها شعبها. وهو لم يصنع ذاك التاريخ إلا بالعمل.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد