تتيح التطورات التكنولوجية فرص ثمينة للغاية للحصول على مزايا تنافسية، ولعل شبكة الانترنت تعتبر من أبرز التطورات التكنولوجية التي خلقت عالماً جديداً وأسواقاً جديدة ومنتجات جديدة، وعلى الرغم من أن استخدام شبكة الانترنت أصبح متاحاً للجميع، إلا أن القليل من الشركات استطاعت أن تسخر تلك الأداة في الحصول على مزايا تنافسية. أمازون دوت كوم منحت العالم الفرصة ليقرأ ويستمتع ويتفاعل، إحدى الشركات التي قدماً دروساً وعظات في كيفية استثمار التطور التكنولوجي في تحقيق السبق وفي بناء صورة ذهنية تدخل الرعب في قلوب المنافسين. إنها أكبر مكتبة على ظهر الأرض، قدمت أعظم تجربة في مجال البيع بالتجزئة على مستوى العالم، لدى هذه الشركة 3.1 ملايين عميل يدينون لها بمستوى كبير من الولاء، تجربة أمازون دوت كوم رائعة بحق، ولنتناول جانباً منها هذا الجانب يتعلق بالتسوق على شبكة الإنترنت، عندما سعت أمازون دوت كوم إلى تصميم خدماتها على شبكة الإنترنت، كانت تدرك أن هناك فئتين من عملاء المكتبات، الفئة الأولى تستعرض كافة الكتب، والفئة الثانية تبحث عن كتاب معين، لإشباع احتياجات الفئة الأولى، قامت أمازون بتنظيم متجر بيع الكتب على الانترنت على طريقة المكتبات العادية. في هذا التنظيم تظهر جداول في مقدمة المتجر، وتختص هذه الجداول بعرض الإصدارات الحديثة والعروض الخاصة. بعد فحص البنود المعروضة يقوم العميل بالانتقال إلى موضع معين: الاقتصاد أو الحاسب الآلي أو الطهي..الخ. وفي الموضع المحدد يجد العميل المستعرض توصيات من أصحاب الخبرة في الموضع الذي حدده مسبقاً. العميل من الفئة الثانية والذي يسعى إلى الحصول على كتاب معين، يقوم هذا العميل بكتابة أي عنصر يعرفه بخصوص الكتاب المطلوب (اسم المؤلف مثلاً). ويتولى بعد ذلك محرك البحث السريع في موقع الويب عرض قائمة بالكتب التي تتطابق مع المعلومات المدخلة. مكتبة أمازون دوت كوم تحمل أكبر قدر من المخزون والذي يصعب على المكتبات العادية أن تحمله. بالطبع الإنترنت ليس بمفرده يمثل التطورات التكنولوجية التي لن تقف عند معين، هناك تطور مستمر في عالم الإلكترونيات والأجهزة والمعدات وشبكات الاتصال، هناك تطور مستمر في تكنولوجيا الإنتاج والمنتجات، ويظل السؤال: من يستطيع أن يسخر التكنولوجيا للحصول على مزايا تنافسية متجددة؟