*الجزيرة - فيصل الحميد
أظهرت دراسة نُشرت الأسبوع الماضي أن حكومة سنغافورة هي الأفضل في مجال تقديم خدمات العملاء متفوقة في ذلك على كندا والولايات المتحدة.. وأظهرت الدراسة التي أعدتها مؤسسة أكسنتور للاستشارات الإدارية أن الحكومة السنغافورية تقدم مزيجاً في خدمة العملاء يجمع بين الرؤية المبتكرة لمركزية العميل والتوجهات الاستثمارية ومنهج قوي في تطبيقها مما يعطيها أفضلية على غيرها من حكومات العالم.
ونقلت صحيفة بيزنس تايمز السنغافورية عن سياه شين سيون مدير إدارة أساليب الإدارة بفرع آسيا والمحيط الهادئ في أكسنتور القول إن أهم ما يميز خدمة العملاء في سنغافورة هو المزيج الذي يتكون من مستوى عال في تقديم الخدمة مع بنية تحتية تكنولوجية متقدمة وعمالة عالية التدريب.. وأضاف سيون أن حكومة سنغافورة علامة مميزة بين حكومات دول العالم فيما يتعلق بخدمة العملاء.
وجاءت كندا في المركز الثاني من حيث كفاءة خدمة العملاء من جانب الحكومة ثم الولايات المتحدة والدنمرك والسويد.
الدراسة شملت عشرين دولة ليس من بينها المملكة التي تتميز بخدمة منفردة, فعلى المستوى الصحي أصبح من الطبيعي أن تقرأ كل يوم عن خطأ طبي يودي بحياة مواطن أو مقيم.. وصحيفة (الجزيرة) نشرت في أقل من أسبوع خطأين طبيين أوديا بحياة طفلة ورجل أمن, أما على مستوى التعليم أظهر مسح حديث أجراه مركز الحوار الوطني تدني مستوى نظافة دورات المياه في المدارس كما أظهر عدم وجود البيئة الملائمة للتعليم.
وفي قطاع الماء والكهرباء, فإضافة إلى مشاكل الانقطاع المتكرر للكهرباء خاصة في الصيف, أوضحت وكالة الطاقة الدولية أن الدول الغنية بالنفط والغاز في الشرق الأوسط من بينها السعودية تواجه معضلة مقلقة بشأن كيفية تلبية الطلب سريع النمو على الكهرباء لتوفير احتياجات اقتصاداتها من الطاقة الكهربائية.
وعلى مستوى المياه بدأ كثير من المواطنين مؤخراً يشتكون من تغيير مياه التحلية خاصة في الرياض فضلاً عن الانقطاع المتكرر وشح المياه, وقال أحد البائعين إن الطلب أصبح أكبر بشكل ملفت للنظر على أجهزة تحلية وتنقية المياه المستخدمة في المنازل.
أما على مستوى تقديم الخدمة للمواطنين فتظهر صيفاً بشكل واضح عندما تكثر إجازات الموظفين فالمعاملات التي تنجز عادة في يوم واحد تحتاج إلى أكثر من عشرة أيام لإنهائها.. وقال سليمان المرشود ذهبت العام الماضي لمكتب الاستقدام لاستخراج تأشيرة وبقيت المعاملة 13 يوماً قبل انتهائها.
وعلى صعيد آخر لا تجد خدمة مواقف السيارات في عدد من الدوائر الحكومية.. وتسعى المملكة حالياً إلى تحسين مستوى الخدمات بتفعيل الحكومة الإلكترونية التي ستساهم بتسريع الخدمة المقدمة وتحسينها وقد دشنت مؤسسة النقد أمس الثلاثاء لمشروعها القديم الجديد (سداد) الذي يُعنى بتحصيل المستحقات المالية الحكومية إلكترونياً.. ورغم الصعوبات التي تم ذكرها إلا أن هناك جهوداً واضحة وبارزة لمحاربة البيروقراطية وتسهيل الإجراءات والأنظمة يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بدأ المواطن يلمسها على أكثر من صعيد، والأمل معقود بتضافر هذه الجهود لاستكمال النجاحات لتصل المملكة - بإذن الله - إلى مصاف الدول المتقدمة.. ويبدو ذلك جلياً في سعي الحكومة لتحقيق الحكومة الإلكترونية والتي دشنها خادم الحرمين الشريفين قبل نحو شهرين.
كما تسعى الحكومة إلى الخصخصة التي بدأت بها في قطاع الاتصالات وأظهرت تحسناً في مستوى تقديم الخدمات وتنوعها, كما تم تحرير قطاع النقل الجوي بدخول شركتين مما يعني التنافس لتقديم خدمات أفضل بعد أن كانت مقتصرة على مؤسسة واحدة لا تستطيع الإيفاء باحتياجات 20 مليون نسمة.
