Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/06/2007 G Issue 12690
الاقتصادية
الاربعاء 12 جمادىالآخرة 1428   العدد  12690
رؤية إدارية
خطط التغيير.. لماذا تفشل في شركاتنا؟ 2-2
د. صالح الرشيد

ذكرنا الأسبوع الماضي بأن التغيير هو الثابت الوحيد في حياتنا، وأشرنا إلى أسباب تسير بخطط التغيير في مؤسساتنا في اتجاه الفشل الذريع، وذكرنا منها سببين الأول عدم وجود رؤية واضحة للتغيير والثاني إننا نتعامل مع التغيير باعتباره برنامجاً وليس عملية مستمرة، ونكمل الحديث اليوم بالسبب الثالث وهو عدم مشاركة القاعدة في تصميم عملية التغيير، فالملاحظ في هيئاتنا ومؤسساتنا أن تكون هناك اجتماعات متلاحقة في حجرات مغلقة عليها لافتة مكتوب عليها (الموظفون يمتنعون) وتدور النقاشات والحوارات في تلك الحجرات حتى يتم الانتهاء من الطهي جيداً ويعد ذلك ويخرج التغيير في شكل عبوات مغلفة ومجهزة يتم تقديمها للموظفين ومطالبتهم بسرعة تناول وجبة التغيير وهضمها تماماً.

بالطبع هذا منهج عقيم في صناعة وإدارة التغيير فالموظفون في مكاتبهم والعاملون في مصانعهم هم الذين يتولون تنفيذ عملية التغيير ومن ثم فمن المفترض أن يشاركوا بآرائهم ومقترحاتهم في صناعة التغيير، أما فرض التغيير عليهم فيعني شيئاً واحداً هو موت التغيير في مهده.

السبب الرابع هو عدم تصميم نظام جديد للحوافز يشجع الموظفين والعاملين والمديرين على التفاني في العمل من أجل تحقيق التغيير، ففي هذا العصر تتكاثر الالتزامات وترتفع أعباء المعيشة يوماً بعد يوم وتزداد الضغوط في العمل وخارج العمل، وهذا ما أعطى لأنظمة التحفيز والمكافئات أهمية كبيرة في إدارة الموارد البشرية وزيادة إنتاجيتها وفاعليتها في العمل.

السبب الخامس هو عدم تحري الموضوعية في صناعة التغيير وإدارته، ففي مؤسساتنا العربية على وجه التحديد تمارس الأهواء والعواطف الشخصية دوراً كبيراً في صناعة التغيير وفي توزيع أدواره المختلفة وفي الرقابة على عملية تنفيذه.

السبب السادس يتعلق بعدم الاهتمام بتغيير الأشخاص وضخ دماء جديدة في عقل التغيير وفي جسده، فهناك أشخاص لا يمتلكون المهارات والقدرات اللازمة لإدارة وتنفيذ عملية التغيير وهم أيضاً غير قادرين على تطوير أنفسهم بما يتيح لهم القدرة على ممارسة دور فعال في عملية التغيير.

السبب السابع هو التركيز فقط على تنفيذ الأنشطة دونما التركيز على النتائج المحققة، وكأن المطلوب هو فقط إشاعة جو التغيير في المكان وخلق شعور لدى الناس بأن هناك تغييراً يحدث وهناك إدارة تعمل.

السبب الثامن يتعلق بعدم الاهتمام برصد النتائج المحققة في الأجل القصير وعدم الاحتفال بتحقيق هذه النتائج بغرض رفع الروح المعنوية وحث الجميع على مواصلة عملية التغيير بحماس كبير، فنحن دائماً ما نبحث عن نتائج سريعة وعندما لا تحدث هذه النتائج يتسرب الإحباط إلى نفوسنا ويجعلنا نلفظ عملية التغيير برمتها.

السبب التاسع يتعلق بعدم وجود آلية واضحة وشاملة لمتابعة عملية التغيير واتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل له السير في الاتجاه المرغوب.

في الختام نرجو من القائمين على التغيير أو المتطلعين إليه في جميع شركاتنا ومؤسساتنا وهيئاتنا أن يبذلوا مزيداً من الجهد الواعي في صناعة وإدارة التغيير حتى لا يصبحون مثل الذين ينقشون على الماء.

ssalrasheed@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد