يتحدث الهلاليون كثيراً، وأقصد على مستوى الجماهير، عن أهم منصبين في النادي والفريق الكروي، وهما: أمين عام النادي، ومدير الفريق الكروي.. حيث يرى الكثيرون أن أحد أهم أسباب ما حلّ بالهلال هذا الموسم يعود إلى هذين المنصبين وشاغليهما.. فأمانة النادي في الهلال تناوب عليها كثيرون، لكنها لم تسبب إشكالات بقدر ما سببته في المواسم الأخيرة.. حيث اضطر الفريق الكروي إلى أداء تدريباته خارج مقر النادي نتيجة ضعف الصيانة التي يحظى بها من قبل شركة الصيانة.. فالشركة لأنها أمنت العقاب وضمنت توقيع الأمين على كل مستخلصاتها بامتياز تقاعست في مهامها وأصبحت تجلب التربة من الملعب القديم للرئيس، وتعيد تراب الرئيس للقديم لكي تعيده الموسم القادم مرة أخرى.. مما يقلل من التكاليف عليها دون النظر لمصلحة النادي.. حيث تأثرت الأرضية بذلك، واضطر الفريق للتدرب خارج النادي في حدث لم يحصل سابقاً.. كل ذلك وأمين عام النادي نائم في سبات عميق، أو مسافر لحضور مناسبات تخصّ الفريق الكروي ولا علاقة له بها، أو مراقب للعمل غير الجيد الذي تقدمه الشركة ومبارك له.. هذا في قضية واحدة ورئيسة، وهي صيانة الملعب، أما على مستوى إدارة النادي وفرقه وألعابه فحدّث ولا حرج.. حيث وصلت الانسحابات هذا العام إلى رقم جديد وغير مألوف للهلاليين من قبل فرق الألعاب المختلفة وفي درجاتها السنية نتيجة عدم وجود الإدارة الجيدة داخل النادي ووقوفها أمام متطلبات بسيطة تذليلها يجعل النادي يواصل رسالته، وشبابه ينافسون في ألعابهم وسط أجواء جيدة.
وحدوث مثل هذه الإشكالات تسبب في غياب بعض الألعاب عن المنافسة، وبالتالي تحقيق البطولات، وهذا بدوره يؤثر على الإعانة السنوية وأثر على الحصاد العام للنادي من البطولات؛ حيث تراجع لأول مرة هذا العام بعد أن كان في الصدارة.. والحديث عن الأمانة العامة للهلال طويل وطويل جداً.. لأنه في غياب التنظيم الداخلي والاجتماعات الرسمية الموثقة لمجلس الإدارة والمتابعة والإشراف تسير الأمور بصورة عشوائية وتُدار بطريقة شخصية؛ مما يؤثر على النادي كمنشأة تضم شرائح وقطاعات مختلفة من الشباب والألعاب.. وبإمكان الهلاليين الحديث مع العاملين لديهم ليعرفوا المعاناة التي تعانيها الألعاب من سوء أمانة النادي وإدارتها للأمور.
أما على مستوى الفريق الكروي فلا خلاف على أهمية دور مدير الفريق في دعم الجهاز الفني وتمثيل إدارة النادي أمام اللاعبين وحل كل الإشكالات التي تواجه الفريق واللاعبين؛ لذلك يختلف الأمر كثيراً حين يكون هناك مدير جيد يواجه ويتحمل مسؤولياته ويسهم في حل المشكلات والعقبات ويهيئ أجواء جيدة للفريق وجهازه الفني.. وفي تصوُّري أن منصور الأحمد حالياً قدّم كل ما لديه وبات ضعيفاً وسلبياً بشكل أثر في مهامه ودوره.. فعلى رغم محبة الجميع لمنصور كشخص محترم ومؤدب وخلوق ومحب حقيقي لفريقه إلا أن ذلك لا يعني أن يتم التغاضي عن سلبياته.. فمنصور ضعيف جداً في مواجهة الإشكالات التي تحدث مع اللاعبين، وضعيف جداً في القيام بدوره فيما يخصّ تقييم اللاعبين ومن يبقى في الكشوفات ومن يغادر.. وضعيف في مواجهة لإدارة حتى إنه قبل أن يمثل مدير النادي الهلال في قرعة دوري أبطال آسيا دون حتى أن يعلم ولو بشكل ودي، ومع ذلك قبل واستمرّ منصور. الآن وبعد العودة الأخيرة أصبح هامشياً لا يريد أن يخسر أحداً من اللاعبين أو غيرهم، وهذه تتنافى مع مهمة المدير ودوره.. ويكفي أن منصور أصبح للأسف كالمرافق يذهب متى طلبوا ويعود عند الطلب، وهذا لا يخدم الفريق الكروي، خصوصاً فريق بحجم الهلال بحاجة لشخص قيادي قادر على المواجهة والحل.. ولعل الموسم الأخير الذي شهد ابتعاد رئيس النادي الفعلي عن الفريق واللاعبين كشف الحاجة إلى شخص يقوم بهذا الدور.. لأنه في ظل وجود محمد بن فيصل في الموسمين الأولين لم تظهر هذه المشكلة، ومنذ ابتعاده بان المستور.
إذاً الهلال بحاجة لرجل قوي يعيد ترتيب النادي ويعيد له النظام والانضباط وينقله إدارياً نحو مرحلة جديدة من الاحتراف على المستوى الإداري، وبحاجة أيضاً لمدير كروي (فعال) وعامل ومتحمس ليسهم في نجاح المدربين والأجهزة الفنية واللاعبين ويطبق الدور الحقيقي للمدير الجيد؛ لأن الوضع حالياً هو تأدية عمل وتسيير أمور لا أكثر ولا أقل، وهذا يمكن أن يكون مقبولاً في أندية صغيرة، أما في الهلال فالمفترض أن لا يقبل إلا المتميزين والعاملين الحقيقيين فقط.
لمسات
- في الهلال يبحثون عن لاعب القادسية الطريدي، وهو لاعب عادي جداً، وفي تصوّري أن العبد السلام (مع بوسيرو) أفضل منه.. ويدفعون لذلك أكثر من مليوني ريال.. بينما لاعب دولي ممتاز مثل الخيبري وبنصف هذا المبلغ هم مترددون في التوقيع معه!
- الأرقام الفلكية التي يدفعها رئيس نادي الاتحاد للتعاقد واستعارة اللاعبين بالتأكيد سيتضرر منها الجميع.. وهناك مليون دولار دفعت من الشباب لمدرب أرجنتيني يعمل في غواتيمالا!!
- بهدوء وسرية وثقة وخبرة حسم رئيس نادي الاتفاق الأستاذ عبد العزيز الدوسري صفقة النجم عبد الرحمن القحطاني لمصلحة الاتحاد محققاً أعلى رقم إعارة في الملاعب السعودية لمصلحة ناديه دون اللجوء إلى أسلوب الحراج والصراخ والمناورات والأساليب الرخيصة التي شهدتها صفقات مماثلة، وآخرها صفقة الطريدي!!
- الهلال بحاجة للترتيب من الداخل أولاً سواء من حيث الأسماء أو المناصب أو المهام أو الأجهزة.. فكما يبدو أن النادي داخلياً يعاني كثيراً ويعيش إهمالاً تاماً.. وعليهم أن يقتدوا بما يحدث في الشباب والاتحاد مثلاً!
- القرارات الأخيرة التي صدرت من اتحاد الكرة بمنع التفاوض والتعاقد وخلافه قرارات جيدة، لكنها ستظلّ حبراً على ورق ما لم نغيّر أسلوبنا في العمل.. نحتاج لقرارات لاحقة توضح للأندية واللاعبين آليات وإجراءات العمل منذ حدوث أي حالة، هذا هو العمل الإداري الصحيح.. مطلوب ورقة إجراءات: ماذا يعمل النادي أو الشخص أو اللاعب عند حدوث مثل هذه الحالة؟ ومن يخاطب؟ وما الإجراءات التي عليه أن يقوم بها؟.. وهكذا في كل القرارات التي نصدرها ونحددها في إطارات واضحة لكي لا تتحول إلى تهديدات وليس قرارات!