قال لي من أثق في عقله ونقله إن موسم الصيف أفضل المواسم لاقتناص الفرص التجارية.. سألته عن أي فرص يتحدث فأجاب: فرص يعرضها المعوزون (سياحة) والذين يشعل الصيف انتظارهم فيبيعون بعض ممتلكاتهم من أجل رحلة!! لم أشكك في ما قاله صاحبي بعد أن حدثني غير واحد عن من يبيع قطعة أرض ومن يبيع سيارته ومن يسيل جزءاً من محفظته الاستثمارية في هذا الموسم!!... لا أود أن أمارس دور الواعظ وأسفه أحلام أولئك في الوقت الذي تحولت فيه السياحة إلى قطاع خدمي ضروري وليس كمالي.. ما يسترعي الانتباه في هذا السلوك هو غياب آلية التخطيط المالي الذي يحدد فيه المرء حاجاته المالية المستقبلية ويتأقلم معها استهلاكاً واستثماراً... لا يمكن أن نلوم البنوك التي سارعت بتقديم بطاقات الائتمان التي تجعل السائح لقمة سائغة في الصيف بتراكم الديون وفائدتها!! ولا يمكن أن نلوم المكاتب السياحية التي تتنافس بتقديم برامج وعروض يسيل لها لعاب السائح لأن الوقت قد حان لنبذ ثقافة الوصاية على المستهلك وتأسيس إرادة مالية للمواطن يدرك معها حاجاته والتزاماته ويمارس من خلالها الإعداد والاستعداد لإشباع رغباته وفق إمكاناته المالية دون هدم أعمدة ميزانيته صيفاً!! فلماذا نحن عاجزون عن ذلك؟!
eco-manager@al-jazirah.com.sa