أشعر بسعادة غامرة كلما قرأت في الصحف عن المبادرات الإنسانية التي يقدمها رجال المال والأعمال لخدمة المجتمع، وأعترف أنني لا أميز بين حجم المساهمة بقدر ما أركز على المبادرة نفسها من باب أن فعل الخير أشبه ما يكون بالنهر الجاري المتاح للجميع، يشرب منه رواده بحسب حاجتهم دون أن يُحجم عن تزويدهم بكمياتهم المناسبة من الماء. لن أطيل فقد لفت نظري في الأيام الماضية بعض المساهمات الاجتماعية المعبرة، إضافة إلى مساهمة جديدة من مساهمات الخير في قطاع الرياضة، القطاع الأهم في برامج خدمة المجتمع.
الهيئة الملكية للجبيل وينبع
الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، الرئيس العام للهيئة الملكية في الجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية(سابك) قام بالاتصال شخصياً بجريدة (الحياة) من أجل المساهمة في إنهاء معاناة أسرة (أم سامي) المهددة بالطرد من مسكنها في الجبيل الصناعية بعد أن عجزت عن سداد الإيجار بسبب تدهور وضعها المالي نتيجة سجن عائل الأسرة، حيث أمر بإبقاء الأسرة في منزلها وإسقاط جميع الحقوق المترتبة عليها ومتابعة وضعها الاجتماعي. وليس مستغرباً من سموه متابعته الدقيقة للإعلام، وتواصله معه رغم مشاغله الكثيرة، ومساهمته الفاعلة في خدمة المجتمع، والأعمال الإنسانية. ولدينا من الحقائق الكثير إلا أننا نكتفي بهذه اللفتة الإنسانية الكريمة التي حمت أسرة من التشتت والضياع.
الاتصالات السعودية
خطوة مباركة أقدمت عليها شركة الاتصالات السعودية في برنامجها الشامل لخدمة المجتمع بعد أن طرحت 70 رقماً مميزاً في مزاد خيري يعود ريعها لصالح جمعية الأطفال المعاقين. جريدة (الجزيرة) التي أوردت الخبر توقعت أن تكون هناك حمى منافسة على الرقم الحلم الذي ينتهي بثمانية أرقام متشابهة، وهو ما حصل بالفعل. متابعة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين، والمهندس سعود الدويش، رئيس شركة الاتصالات السعودية، للمزاد الخيري أعطى المزاد رونقاً اجتماعياً خاصاً، ولعله يكون أكثر وضوحاً في المستقبل القريب بعد أن تنتشر ثقافة خدمة المجتمع بين طبقات المجتمع المختلفة.
من وجهة نظري الخاصة، أعتقد، أن بعضاً من أهل الفضل ربما دخلوا المزاد من باب فعل الخير لا من باب اقتناء الأرقام وهو ما جعلنا نتفاءل بمحصلة مالية مجزية يمكن أن تساعد في دعم مشاريع الجمعية، وربما ساعد على نقل عملية اقتناء الأرقام المميزة من باب التبذير المذموم إلى باب فعل الخير المحمود. الأمر يحتاج فقط إلى استحضار نية فعل الخير لا أكثر ولا أقل. بارك الله في جهود منسوبي شركة الاتصالات السعودية وجمعية الأطفال المعاقين.
نادي الشباب
حدث تاريخي جرت أحداثه في نادي الشباب حيث قام الرئيس الفخري للنادي الأمير خالد بن سلطان بوضع حجر الأساس لمشاريع استثمارية يمكن أن تغني النادي مستقبلاً عن الإعانات الرسمية وتبرعات الأعضاء. أكثر من مائتي مليون ريال سعودي سيتم استثمارها في بناء فندق خمسة نجوم وبرج تجاري ضخم في أكبر المواقع التجارية في الرياض. الفكر الاستثماري الخلاق الذي قاد لتحقيق هذا الحلم يمكن أن يكون اللبنة الأولى في مشروع خصخصة الأندية. أتمنى أن لا ينظر البعض إلى هذا المشروع الاستثماري بمعزل عن علاقته بخدمة المجتمع، على أساس أن تدشين مشروعات النادي الاستثمارية إنما يُهدف من ورائها توفير الدعم المباشر للأنشطة الرياضية، الاجتماعية، والثقافية التي يقدمها النادي للمجتمع. أي أننا نتحدث عن برنامج شامل من برامج خدمة المجتمع. دعم الأندية الرياضية، فكرياً ومالياً، وتثقيف النشء وتنمية مهاراتهم الرياضية، الجسدية، والاجتماعية جزء لا يتجزأ من برامج خدمة المجتمع، بل لعله يكون الجزء الأهم إذا ما قُرن بمحافظته على الشباب وتنمية مهاراتهم الفكرية والجسدية، وتحصينهم ضد الأفكار المنحرفة، والمحافظة عليهم من الأخطار المحيطة، واستغلال طاقاتهم فيما يعود عليهم وعلى المجتمع بالخير الوفير.
f.albuainain@hotmail.com