قبل خمس سنوات، كانت منطقة حائل على موعد مع الفرح ومع حدث تاريخي سار ومنجز حضاري عملاق يتمثّل في موافقة المقام السامي على إنشاء هيئة عليا لتطوير منطقة حائل، قدَّمها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن هديةً غاليةً لأبناء المنطقة بعد أن أصبح أميراً لها وبعد أن أيقن سموه بحاجتها الماسة لوجود جهة تعنى بتطويرها وتحسين مستوى خدماتها..
اليوم وبعد أن استغرقت الهيئة مرحلة تأسيسها وتجاوزت رهبة بدايتها وتكوين اسمها وفرض شخصيتها، من البديهي أن تكثر حولها الأسئلة المشروعة بمقدار ما هو مطلوب منها وما يطمح إليه الإنسان الحائلي: ما هو دورها بالضبط؟! وماذا أنجزت؟! أين هي من الخدمات السيئة والمتواضعة، بل الغائبة في الكثير من مجالات الصحة والبيئة والبلديات والتعليم والاقتصاد والزراعة والثقافة والرياضة والشباب والخدمات الاجتماعية وعدد آخر من القطاعات الحكومية التي تحتاج قبل وأكثر من غيرها لتطوير أدائها وتعاملها ومستوى خدمتها واهتمامها بشؤون المواطن..؟!
نريد من هيئة تطوير حائل أن تكون حاضرة ومتدخلة ومعنية في دراسة وفهم وحسم ما يجري من عرقلة لعدد من المشاريع الحيوية لأسباب غريبة كلّفت المنطقة وأبناءها ومتطلباتها الشيء الكثير، وأن تبحث وتقف بقرب وبمسؤولية على الأسباب والظروف التي أدت إلى تواضع وسوء الخدمات في عدد غير قليل من الإدارات الحكومية.. هل السبب في أدائها أم في حجم ميزانياتها وما يعتمد لها من هذه الوزارة أو تلك..؟!
الهيئة بمسماها ومكوناتها وأهدافها نريدها أن تتخطى اهتماماتها ب(الرالي) وبالمهرجانات السياحية المحدودة، إلى حيث القضايا الضرورية والملفات المعقدة التي تمس هموم المواطن وتتفاعل مع تطلعاته وبناء حاضره ومستقبله، وهي كذلك القياس الصحيح والاختبار الحقيقي لقدرات الهيئة وإمكانية تحقيقها لمفهوم تطوير المنطقة أو العكس..
برأيي أن إشكالية الهيئة تكمن في النقص الكبير في هياكلها الإدارية والفنية، وعدم وجود كوادر بشرية متفرّغة ومتخصصة وخبيرة في المجالات التي تهدف الهيئة إلى تطويرها، ومسألة أن تشكّل عدداً من اللجان وتستعين بموظفين متطوعين من جهات حكومية تعاني من قصور في أدائها وتحتاج هي لمن يطورها فهذه واحدة من أبرز سلبياتها، حينما جعلت من نفسها كما لو كانت لجنة مناسبات طارئة وليست هيئة عليا عملاقة للتطوير والبناء والارتقاء بحائل المنطقة والإنسان..
إيقاف العبث!
جاء تعميم سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الخاص بتحديد وتنظيم مواقع الأندية الرسمية على شبكة الإنترنت، وتزويد إدارة الإعلام والنشر بأسمائها والمشرفين عليها، جاء متجاوباً مع ما طرحته قبل شهرين تحت عنوان (الأندية متورطة في منتدياتها) بعد الخطاب المزوّر ضد النجم الدولي ياسر القحطاني، وضرورة ألا تترك هذه المواقع لتعبث وتشوّه وتبث سمومها وأحقادها ومغالطاتها بلا رقيب ولا حسيب..
الخطوة الأخيرة ستضع الأندية أمام واقع مختلف، عليها أن تتعامل معه باهتمام وبجدية وبمسؤولية يجعل من هذه المنتديات إضافة إعلامية توعوية وثقافية تدعم الأندية وتثري حواراتها، بدلاً مما هي عليه الآن، كما تفضح وتحدد بالضبط المواقع الخارجة عن سيطرة ورقابة النادي، وتلك التي تحمل اسمه وتدّعي أنها تنتمي إليه وتتحدث بصوت واسم جماهيره..
الآن الأندية مخيّرة بين أن تكون مسؤولة وتتحمّل قانونياً ونظامياً ما تنشره المنتديات التي زوّدت الرئاسة العامة بأسمائها، أو التخلي عنها وبالتالي ستضطر الرئاسة إلى إغلاقها أو على الأقل منعها من الانتساب للنادي أو لجماهيره أو أحد المنتمين إليه..!
بداية الإصلاح بالاعتراف
مرة أخرى نعيد ونكرر أن التصحيح يجب أن يبدأ بالاعتراف بالأخطاء، ومحاولة معالجتها بالصدق والوضوح واحترام الرأي الآخر..
وإذا كنا نؤكّد على أن الرياضة السعودية المقبلة على طفرة تنظيمية وإصلاحات إدارية وفنية شاملة تتناسب مع حساسية وأهمية واحترافية المرحلة القادمة على الصعيدين المحلي والدولي، فإن هذه مجتمعة لن تتحقق باستخدام لغة المكابرة وخطابات النفي لمجرد تحسين الصورة وتغيير واقع قائم بكلمات هي للاستهلاك أكثر من أي شيء آخر..
لقد اطلعت قبل أيام على تعقيب مسؤول كبير وخبير ورمز رياضي وإعلامي بحجم الدكتور صالح بن ناصر على مقال الزميل عبد الواحد المشيقح، وبالقدر الذي نثمّن فيه حرص الدكتور على التفاعل والتعليق على موضوع يهم الاحتراف فإنني في ذات الوقت كنت أتمنى من سعادته أن يبادر إلى إيضاح مشاكل الاحتراف والاعتراف بوجود أخطاء تفرضها الممارسة في الأندية وتتحكم بها الظروف المادية والاجتماعية إلى حد كبير.
يا دكتور.. الاحتراف لدينا مليء بالثغرات وموعود بالتجاوزات والاستثناءات التي لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يغض الطرف عنها.. وما ذكره الزميل المشيقح هو قليل من كثير، وبالذات فيما يخص حقوق اللاعبين المحترفين السعوديين وعجزهم عن استرجاع هذه الحقوق بالطريقة المستخدمة من المحترفين غير السعوديين، والسبب أن الاتحاد الدولي يضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه التلاعب بحقوق البشر، بينما لجنة الاحتراف تقف صامتة ومكتوفة الأيدي بإيعاز وبمباركة من اتحاد الكرة.. وما لم يسارع الاتحاد إلى إقرار نظام صارم وفرض عقوبات حازمة غير قابلة للاستثناء شبيهة بالصادرة من الاتحاد الدولي، فإن ضرر الاحتراف سيكون أكثر من نفعه، ومشاكله ستتحول إلى أعباء تهد حيل الكرة السعودية وتقف في وجه تطورها وتقضي على جهود إصلاحها..
***
* استمرار الأمير محمد بن فيصل رئيساً للهلال لن يكون قراراً مجدياً له وللنادي إلا في حالة أن يغيِّر من سياساته وأسلوبه الإداري الذي كان عليه في الموسم الأخير..
* كنا نتمنى من الرئيس الخلوق عبد العزيز التويجري ألا ينساق وراء محاولات استفزازه وإخراجه عن طوره بلغة لا تليق بشخصيته وبنجاحاته..
* التحركات والتعاقدات الهلالية الأخيرة تؤكّد أنه في طريقه لمزيد من الإخفاقات..
* عدم النفي الهلالي في الدخول في مفاوضات قحطاني الاتفاق ساهم في رفع قيمة الإعارة وسرعة إنهائها من قبل إدارة الاتحاد..!
* كثيرة هي الأندية التي ستجد نفسها في مأزق البداية المبكرة للدوري..
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم أرسلها إلى الكود 82244
abajlan@hotmail.com