«الجزيرة» - عيسى الحكمي
نجحت إدارة النصر بقيادة الأمير فيصل بن عبد الرحمن في التعاقد مع الهولندي الصاعد (فوكي بويك بووي) ليتولى تدريب الفريق الكروي منهية بذلك خط سير متعرج مر به الفريق النصراوي في الموسم الماضي كلفه أداء مهزوزاً ونتائج كادت تعصف به إلى الهبوط الذي نجا منه في اللحظات الأخيرة من الموسم.
«الجزيرة» استطاعت التعمق في سجل المدرب الجديد وتقديم مادة متكاملة عن خط سيره الذي يكشف بوضوح أنه مدرب ذكي وواقعي ينحدر كروياً من جيل هولندا الصاعد على خطى ملوك الكرة الشاملة من أبناء كرويف أسطورة هولندا والعالم الكروية.
مَن هو فوكي بووي؟
ولد المدرب فوكي بووي في قرية فرايسيان التابعة لمقاطعة ليوباردن الهولندية في 25-4-1964، ومنذ الطفولة كان مولعاً بالكرة ساعده آنذاك صيت هولندا التي أبهرت العالم وأوروبا بقيادة النجم كرويف وبقية الرفاق في تلك الفترة.
انطلقت مسيرة اللاعب الاحترافية من ملاعب هولندا وكان مركز الجناح موقعه في الميدان فظل صانعاً للأهداف ومسجلاً لها في أغلب المباريات خلال مشواره الكروي الذي بلغ 16 سنة قبل أن يتوقف إجبارياً عام 1996 بسبب إصابة في الركبة.
مشواره كلاعب
جاءت انطلاقته الكروية والأضواء عام 1980 عندما لعب لفريق ((GAMBUAR LEEUWARDEN) واستمر به حتى 1984 وانتقل بعد لك لفريق(DE GRAAFSCHAP) لمدة عام واحد، وواصل مشواره مع ((PEC ZWOLLE) واستمر حتى 1987 ومنه إلى ((FC GRONINGEN) لمدة عام، وانتقل إلى بلجيكا فلعب هناك 6 سنوات مع فرق(KV KORTRIJK) لمدة موسم واحد، وانتقل لفريق CLUB BRUGGR) لمدة 4 مواسم (1989-1993) حقق خلالها مع الفريق بطولة بلجيكا مرتين والكأس مرة واحدة، وختم مشواره في بلجيكا باللعب لفريقAA GENT) لموسم واحد عاد بعده إلى بلاده هولندا والتحق بأوترخت عام 1994 غير أن الإصابة التي لحقت به عام 1995 في الركبة جعلته لا يقوى الاستمرار فقرر الاعتزال عام 1996 بعد أن لعب في ذلك العام مباراة واحدة فقط، وطوال مسيرته في الملاعب كان صديقاً حميماً للشباك فسجل 147 هدفاً، وكان موسم 1984 مميزاً له إذ سجل 20 هدفاً.
حياته التدريبية
عكف فوكي على دراسة عالم التدريب بعد اعتزاله لمدة 3 سنوات حتى يحصل على الشهادة التي تجعله يعمل في الفرق الهولندية وعندما نالها عام 2000 وجد أذرع فريق أوترخت مفتوحة له ليعين مدرباً لفريق B بالنادي ومساعداً لمدرب الفريق الأول حتى 2002 حيث رفّع ليكون مديراً فنياً للفريق بقرار من المدير الإداري ستور كن بووم.
حقق مع الفريق بطولة كأس هولندا في العام 2002-2003 ليصبح رمزاً في النادي كونه أعاده للبطولات بعد غياب استمر 17 سنة وتحديداً منذ حقق الفريق نفس اللقب عام 1985، وجاء تكرار الفريق للفوز باللقب عام 2003-2004 حدثاً تاريخياً على يد المدرب (بووي) مما حدا بإدارة النادي ذي الإمكانات المالية المتواضعة لوضع ثقله كاملاً من أجل إبقاء الرجل على رأس الجهاز الفني من خلال عقد من 1-4-2004 حتى 30-1-2008 م.
إنجازات المدرب
لم تتوقف عند الحد السابق مع أوترخت فقد نقله لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي عام 2003، واستطاع في عام 2004-2005 تحقيق كأس جون كرويف (السوبر) على ملعب اجاكس بعد فوز فريقه (4-2).
مراكز أوترخت الدورية
وطوال مشواره مع أوترخت ظل مقياس النتائج ثابتاً في بطولة الدوري إذ حقق عام 2002-2003 المركز الثامن بـ48 نقطة، وفي الموسم 2003-2004 حقق العاشر بـ46 نقطة، لم يكن الموسم الذي يليه جيداً فأتى في المركز 11 بـ44 نقطة لكنه عاد في 2005-2006 وخطف الأنظار متقدماً للمركز السادس بـ 55 نقطة كأفضل موسم دوري مع الفريق، وفي الموسم المنتهي قبل شهر حقق المركز التاسع بـ48 نقط، وقرر بعد تسلمه عرض النصر فسخ ارتباطه بالفريق وخوض تحد جديد هو الأول له خارج حدود بلاده.
مواصفات شخصية
تقول التقارير التي حصلنا عليها من الصحافة الهولندية إن فوكي مدرب صارم، لا يجامل أثناء التدريب وقليلا ما يضحك، تميزه وواقعيته واعتماده على إمكانات فريقه، والدليل على ذلك أنه قاد فريقاً محدود الموارد ولا يملك لاعبين كباراً ومع ذلك ظل متماسكاً في الدوري وقاده للفوز بالكأس ثلاث مرات، يفضل فنيا النسق الهجومي واعتماد منهجية واحدة لشخصية الفريق.