في 261 صفحة افتتح عبد الخالق بن عبد الجليل الجَنَبي كتابه (جنايات مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري على ديوان ابن المقَرَّب) بغضبة مضرية على المؤسسة، فقد توافق أن عملتْ مؤسسة البابطين على تحقيق ديوان ابن المقَرَّب، وأسندت العمل إلى محقق لا يمت إلى المنطقة الشرقية التي ينتمي إليها الشاعر ابن المقَرَّب بأدنى صلة، في الوقت الذي كان الجنَبَي ومن معه من أبناء المنطقة يعملون في تحقيق الديوان تحقيقاً متقناً بالمقابلة على عشرين نسخة مخطوطة من الديوان وشرحه، فلجأت المؤسسة إلى الاتصال بالجَنَبي وفريقه بواسطة مندوبيها في المنطقة لمعرفة النسخ التي بحوزتهم، والتوضيح الموجز لعملهم وما أنجزوا منه ساعتها؛ مع وعد بمساعدتهم في نشر عملهم.. ولكن المؤسسة - كما ذكر الجَنَبي - بعد أن استلمت ذلك الكشف من فريق الجَنَبي تجاهلتهم، ثم حصلت على نسخة من النسخة التي اتخذها فريق الجَنَبي أصلاً، وهي نسخة المكتبة الرضوية بمدينة مَشْهَد الإيرانية، وأعلنت المؤسسة عن عملها في الصحف، وعجّلت المؤسسة في عملها وأصدرت الديوان لتحرق عمل الجَنَبي وفريقه.
لقد نُشر ديوان ابن المقَرَّب بتحقيق المؤسسة وبتحقيق الجَنَبي وفريقه، ويصف الجَنَبي نشرة المؤسسة بهذه العبارة: (أصبح النهر الأحسائي الشهير (سُليسل) عينَ سلسبيل بالبحرين، و(جرعاء) الأحساء الشهيرة أصبحت بفضل هذا المحقق جرعاء الدهناء الصحراوية، والبطنان العُقيليان في القرنين الخامس والسادس الهجريين (قيس وقباث) صارا - بفضل هذا المحقق البابطيني - صحابيين كنانيين من القرن الهجري الأول).. إلخ.
ونشير هنا إلى المثل القديم الصادق (أهل مكة أدرى بشعابها)، فالجَنَبي ومن معه أعرف بمنطقتهم والبيئة التي عاش فيها الشاعر ابن المقَرَّب.. ونشير أيضاً إلى أن طه حسين القمة الأدبية العلمية الشامخة أقرَّ لحمد الجاسر، حقيقة لا تواضعاً، بالمعرفة بجغرافية الجزيرة العربية حين قال له: (أهل مكة أدرى بشعابها).
ونترك للقارئ الفرصة لمطالعة كتاب (الجنايات) ليحكم إن كان الجَنَبي محقاً في غضبته على المؤسسة أم أنه كان مندفعاً؟.