*الرياض - «الجزيرة»
يقوم سمو أمين مدينة الرياض الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن صباح يوم غد الأحد بزيارة تفقدية لمشروع القصر الذي يعتبر ثمرة تعاون بناء بين أمانة مدينة الرياض وشركة دار الأركان لتطبيق فلسفة التطوير الشامل في هذا المشروع الكبير الذي تصل تكلفته لحوالي 4 مليارات ريال، حيث ستقوم الشركة بعرض تطورات المشروع على أرض الواقع لسموه، كما سيقوم سموه بوضع حجر الأساس لمشروع تطوير حديقة السويدي التي سيتم تطويرها من قبل شركة دار الأركان بتكلفة 30 مليون ريال تطبيقا لفلسفتها في خدمة المجتمع حيث ستفتح الحديقة للعامة مجانا.
ويعتبر تطوير مشروع القصر ضمن فلسفة التطوير الشامل تجربة فريدة من حيث الريادة في هذا النوع من التطوير الذي تأمل أمانة مدينة الرياض إشاعته بين المطورين العقاريين، ومن حيث العلاقة بين أمانة مدينة الرياض كجهة حكومية منظمة وبين دار الأركان كشركة خاصة منفذة حيث اتفق الطرفان على الخروج من عالم الضوابط المنغلق إلى عالم المميزات الذي لا حدود له، وذلك بالاتفاق على تطبيق المبدأ الإداري القائم على إيجاد معادلات تؤدي إلى ربح الجميع معا (الأمانة، دار الأركان، أفراد المجتمع).
وهو ما أدى إلى خروج لائحة خاصة للمطورين تحقق مصلحة الطرفين كما تحقق مصلحة سكان الحي، وهو ما أثمر عن موافقة دار الأركان بزيادة المساحة المخصصة للخدمات من 33% إلى 53% (بزيادة 20% عن المطلوب)، وموافقتها على تطوير البنيتين التحتية والعلوية دفعة واحدة (طرق، ماء، كهرباء، صرف صحي، إنارة ..الخ) لتشرع بعد ذلك في استكمال كافة الأبنية والخدمات لينعم سكان الحي المرتقبون بحي متكامل صحي وآمن واضح المعالم ومحدد الاستخدامات، مقابل موافقة أمانة مدينة الرياض على منح شركة دار الأركان أحقية بناء 4 أدوار بدل دورين كما هو مقنن بتلك المنطقة.ونتيجة لتلك الاتفاقية استطاعت الأمانة توفير مبلغ يتراوح من 250- 300 مليون ريال على شكل أراض وخدمات كان من المفترض أن توفرها الأمانة للمواطنين في تلك المنطقة، كما استطاعت دار الأركان استثمار الأراضي المتاحة استثماراً أمثل من أجل زيادة عدد الوحدات السكنية للمساهمة في تغطية الطلب المتزايد على الوحدات السكنية بكافة أنواعها (شقق - دبلكسات - فلل)، كما أتيح لسكان المنطقة الاستفادة من الشوارع الفسيحة والخدمات المتكاملة والجو الصحي والتصاميم الرائعة التي تعزز الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للمساكن إضافة لكونها مأوى عالي الجودة مناسب التكلفة.
وبما أن العلاقة بين الطرفين قامت على تعزيز فضاء الامتيازات على ضيق الضوابط، فقد بادرت دار الأركان حال شروعها في تصميم الخطة الرئيسية لمشروع القصر باقتراح تطوير حديقة السويدي المحاذية للمشروع والتي تبلغ مساحتها حوالي الـ120 ألف متر مربع على أن تفتح للعامة دون رسوم لتكون مكانا ترفيهيا مثاليا لسكان حي القصر والأحياء المجاورة وبتكلفة تصل لـ30 مليون ريال، ولقد وافقت الأمانة على هذا المقترح مباشرة باعتبار أن مثل تلك المبادرة تشكل الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص في تحقيق خطط التنمية وخدمة المجتمع.
ويتضمن مشروع تطوير حديقة السويدي الذي سيستغرق حوالي ثمانية شهور إزالة كافة المباني والجدران والأشجار السابقة لتطبيق التصميم الحديث الذي طورته دار الأركان مع أفضل المكاتب الهندسية المتخصصة في تنسيق الحدائق والذي راعى رغبات ومتطلبات كافة أفراد الأسرة كما راعى عادات وتقاليد الأسرة السعودية وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ولكي تكون الحديقة متنفسا متميزا لقضاء أوقات أسرية جميلة لسكان الحي ومن يجاوره فقد تم تصميم الحديقة لتحتوي على مسطحات خضراء واسعة ومطاعم متعددة واستراحات عائلية ومظلات موزعة على كافة أنحاء الحديقة ومجموعة جديدة وكثيرة التنوع من أشجار النخيل وغيرها من الأشجار الملائمة لمناخ المنطقة، وطرق داخلية منارة فضلا عن ساحات الألعاب المتعددة.
يذكر أن سمو أمين مدينة الرياض أكد في غير مناسبة رغبة سموه في سيادة التطوير المؤسساتي الشامل على حساب التطوير الفردي المتقطع طويل المدة لما للأول من إيجابيات متعددة حيث يتم مراعاة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية في هذا النوع من التطوير، ولما للثاني من سلبيات متعددة تشكل ضغطا كبيرا على سكان الحي وعلى أمانات المدن معا، ويأتي حرص سموه على القيام بوضع حجر الأساس لحديقة السويدي وتفقد مشروع القصر باعتباره أول مشروع للتطوير الشامل ينفذ في مدينة الرياض تأكيداً على تشجيع سموه لتلك المبادرة لتكون نموذجاً ناجحاً يحتذي به المطورون العقاريون لتطبيق فلسفة التطوير الشامل في كافة الأحياء المستقبلية في مدينة الرياض.