حاوره - أحمد العجلان:
(نزار العلولا) اسم مشرف للمكان الذي ينتمي إليه، فترى من خلاله الوجه المشرق للإداري والإعلامي الرياضي، عرفته مؤخراً وخرجت بقناعة أن الوسط الرياضي كسب أحد الشباب الذين نزهو ونفتخر بوجودهم في هذا الوسط الرياضي، بفكره وحسه ولباقته وثقافته.. نحاوره اليوم فيكشف لنا جزءاً آخر من شخصيته، فلم ينس نزار الحديث عمن قدَّمه للعمل في المجال الرياضي ولم ينس أيضاً مَنْ منحه المساحة التي يستحقها في الصحافة الرياضية، ورغم كل ذلك يبقى نزار صريحاً وشجاعاً في آرائه، لن نطيل عليكم.. وإليكم الحوار:
* تواجدك في الرياضة جاء أولاً من باب الصحافة ومن ثم نادي الشباب، هل يعني ذلك أن عمودك في (الجزيرة) كان مفتاحك للوصول للشباب؟
- تواجدي في الرياضة كان منذ سنوات وكنت قريباً جداً من إدارات الشباب السابقة ونجوم الجيل الذهبي، ولكن دخولي للإدارة بشكل رسمي كان بمبادرة من الأمير خالد بن سعد الذي رأى أنني مؤهل لعضوية مجلس إدارة النادي وقدمني للوسط الرياضي وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه فهو خبير رياضي وفي غنى عن المديح وبقيت عليَّ مسؤولية العمل الجاد وتقديم ما يقنع الشبابيين.
أما عمودي في (الجزيرة) فهو عبارة عن رأي وفكرة أعرض من خلالها وجهة نظري تجاه قضايا رياضية عامة هدفها القارئ أولاً وأخيراً.
* هل تغيرت كتاباتك بعد انضمامك للعمل في الشباب من خلال مجلس إدارته؟
- لم تتغير ولكن بالنسبة لآرائي التي تتعلق بنادي الشباب فإنني أقدمها مباشرة لمجلس الإدارة وتتم مناقشاتها والتصويت عليها بشكل موضوعي أما المواضيع الأخرى فإن أكثرها جرأة كانت بعد انضمامي لنادي الشباب فالكتابة أمانة ونزاهة لا تتغير بتغير الظروف العملية!!
* بما أننا نتحدث عن الصحافة ما رأيك في الصحافة الرياضية السعودية لا سيما في مجال الكتّاب؟
- الصحافة الرياضية مدللة وتحظى بمساحة كبيرة من الحرية والشعبية التي لا تتوافر للمواضيع الأخرى وهذا التميز وفَّر بيئة مناسبة للإبداع والاحترافية ولكن بعض الصحفيين استثمر هذه المساحة مادياً وتحايل على أصول المهنة وأخلاقياتها فسخر قلمه لمن يدفع وهو ما أطلقت عليه مصطلح أقلام (سوا) التي أفسدت الصحافة الرياضية!!
* نعود للصحافة الرياضية، من يعجبك من الكتَّاب الرياضيين وأي الصحف تشعر بأنها تقدم عملاً مختلفاً؟
- لا أستطيع الحديث عن الصحافة الرياضية دون ذكر أستاذي محمد العبدي فهو الذي قدَّمني للصحافة واستفدت منه كثيراً من خبرته بعد أن اطلع على مشاركاتي التي كنت أرسلها لصفحة القراء ونقلني للصفحة الرئيسية وتبقى شهادتي في (الجزيرة) مجروحة إلا أنها متميزة عن الجميع إضافة إلى تميز ملحق عالم الرياضة وجريدة الوطن، كما يعجبني من الكتاب صالح بن علي الحمادي وحافظ المدلج وخلف ملفي وعبقري الكاريكاتير الرياضي رشيد السليم وتركي الناصر السديري وعادل عصام الدين ومحمد البكر.
* هذه السنة كانت كئيبة على الشباب الذي خرج خالي الوفاض من كل شيء، لماذا خسر الشباب؟
- خسر الشباب بسبب مدربيه كويلهو وموريس.
* من الأخطاء الواضحة للفريق الشبابي التأخر في إقالة كويلهو بعد الخسارة السداسية من الفريق الكوري وأيضاً أحد الأخطاء التعاقد مع موريس.
* لماذا الحس الفني الكروي غائب في الشباب؟
- التأخر في إقالة كويلهو كان بسبب أعضاء مجلس الإدارة الذين صوتوا بالأغلبية وليس بالإجماع على إعطائه مزيداً من الوقت، ولن أبرر الأخطاء أو أدافع عن أحد ولكن المهم هو تصحيح الأخطاء مستقبلاً.
* تبدو الأمور ليست على ما يرام بين الشباب وعبد اللطيف الحسيني، لماذا هذا هو الحال للنادي مع مدرب خدم في الشباب أربع سنوات؟
- الكابتن عبد اللطيف الحسيني رياضي خلوق ومؤهل فنياً ويتمتع بثقافة رياضية عالية وإخلاص في العمل ومن حقه أن يمارس عمله باحترافية ونفخر بنجاحه أينما كان فعلاقتنا به ممتازة وما يثار مجرد توقعات إعلامية ولا أستبعد عودته للشباب مستقبلاً فنحن في عصر الاحتراف.
* من المشاكل في الشباب عدم وجود قاعدة جماهيرية للفريق رغم البطولات والنجوم، برأيك لماذا لم تتجه الجماهير لتشجيع الشباب وما الحل؟
- نادي الشباب هو الفريق الثاني لدى غالبية الجماهير الرياضية وهو كما أسماه الرئيس العام لرعاية الشباب (صديق الجميع) وجماهيرته في ازدياد والمحافظة على قاعدة جماهيرية تتطلب الصعود للمنصات والمحافظة على نجوم الفريق والاستقرار الإداري، فما يميزنا في نادي الشباب أن الإدارات المتعاقبة تكاملية وليست تنافسية.
* يقول الأمير فيصل بن عبد الرحمن (الشباب ليس كفؤاً للفوز على النصر)، ما رأيك؟
- هذه العبارة الغريبة مناقضة للمنطق الرياضي وتجاهل لسجلات لقاءات الفريقين وتدل على أزمة حقيقية ويكفينا سيطرتنا على مبارياتنا مع النصر فالتاريخ لا يكذب!
* ألا تعتقد أن فريق الحزم يشكل (صداعاً) للشباب خصوصاً أن رئيس النادي خالد البلطان لديه اهتمامات كبيرة بالحزم؟
- اتفق معك انه من الصعب جداً أن توزع اهتماماتك بين ناديين فالعمل والمسؤولية كبيرة جداً، ولدى الأستاذ خالد البلطان نية لترك منصبه كرئيس لأعضاء شرف الحزم والبقاء كداعم فقط وهي خطوة إيجابية من وجهة نظري الشخصية.
* خرج رئيس الشباب خالد البلطان في حوار صحافي وهاجم من خلاله الأمير فيصل بن عبد الرحمن رئيس النصر ومن ثم عاد للاعتذار، ماذا كان موقفكم في إدارة النادي مما قام به البلطان؟
- اعتذار البلطان لإدارة النصر مبادرة من طرف واحد فقد كان من المتوقع أن تقوم إدارة النصر برد الزيارة والمعاملة بالمثل أو على أقل تقدير أن تصدر بياناً تعبِّر فيه عن تقديرها لهذا الموقف ولكن ذلك لم يحدث وكنت أعرف مسبقاً أن اعتذاره سيفهم بشكل خاطئ!!
* من خلال كتاباتك الصحافية ألمس توجهات كبيرة منك نحو الاستثمار الرياضي، ما رأيك في العمل الاستثماري في الأندية، ولماذا أنديتنا تشتكي من ضائقة مالية؟
- لم يعد هناك ما يدعو للفخر بتحقيق عائدات مالية من الرياضة فقد أصبحت صناعة في أغلب دول العالم وتحقق أرباحاً بالمليارات فاستثمارات الأندية السعودية حققت إيرادات أقل بكثير من الممكن وضاعت حقوق الأندية المالية لأن استثماراتها تدار بهواة في مواجهة محترفين في شركات الاستثمار. كما أن ضبابية الأنظمة فتحت المجال أمام الاجتهادات والخطأ وأحياناً الانتهازية واستغلال النفوذ، فحتى الآن لم يعلن أي ناد عن طرح نشاطاته الاستثمارية في منافسة عامة، كما أن (الأورام الحميدة) التي تصيب بعض بنود ميزانيات الأندية هي سبب أزماتها المالية!!
* (الحوار الوطني) استوعب كل التيارات باستثناء التيار الرياضي، أنت لك أكثر من مقال حول ذلك، لماذا يتم تجاهل الرياضة؟
- الحوار الوطني الرياضي هو أمنيتي التي لم تتحقق ولكن لم أيأس، فالرياضة هي أكثر المواضيع الحوارية بين أفراد المجتمع السعودي ولكي نرسخ قيم الحوار ونتقبل الاختلاف ونعالج الظواهر السلبية في الرياضة لا بُدَّ من إعادة صياغة الحوار الرياضي بما يحقق الاحتراف المتبادل.
وقد اتفقت مع أستاذي محمد العبدي على تفعيل هذه الفكرة من خلال مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وعملت معهم على فترات لمدة سنة وفي المرحلة الأخيرة من العمل اختفى كل شيء وتراجع المركز عن تبني الفكرة!!
فالحوار الوطني الذي استوعب كل التيارات خشي استيعاب الرياضيين وما زلت أبحث عن السبب (الحقيقي) لهذا التجاهل؟!