لم تحلم إسرائيل منذ تشكلها سكيناً في خاصرتنا العربية.. لم تحلم بأن تجري الأحداث لصالحها بهذه الدرجة العالية من الإتقان نحو النهاية والأفول لعدوها التقليدي (فلسطين)، حيث كانت الأرض خصبة معطاءة وبطون الأمهات لا تكف عن استيلاد المزيد من الرجال والنساء الذين يقفون على خط النار في اتجاه عدو واحد!
** آن لإسرائيل الآن أن تقف بعيداً وتغذّي وتدعم كلتا الجهتين بكل طاقاتها (الباطنة والظاهرة) كي تضطرم الحرب أكثر بين فتح وحماس.. وهي هناك تتفرّج.. تحتسي أكواب القهوة أو ربما غيرها.. لينوب عنها الفلسطينيون في إنهاء بعضهم بعضاً وقتل قضيتهم إلى الأبد!
** كل الأزمات التي مرت بها قضية فلسطين كانت تزيدها قوة لأنها كانت دائماً على حق.. والحق قوي مهما تعرض لضربات الخونة والمعادين والمبتزين والأفّاكين ولكن قضية فلسطين اليوم ومعركتها الجديدة أو (غزوة غزة) حسب تعبير الصحف المصرية.. هذه المعركة باطلة لأن أساساها باطل، فهي حرب بين مسلمين وأصحاب أرض واحدة يبيعون قضيتهم الأم من أجل نزوات وأطماع وطيش موظفين من الدرجة الثانية في السلطتين.
لكن الغريب أن ذوي المناصب الأعلى في المنظمتين انساقوا خلف طيش هؤلاء ولم يعملوا على احتواء نزقهم وجهلهم..!!
** هجمت حماس على غزة وكأنها تدك أرضاً إسرائيلية وصور بعض عناصرها برشاشاتهم وأقنعتهم السوداء واضعين أقدامهم بكل عنجهية على مكتب السلطة!!
** وتمادت فتح منذ البدء لتكبح نزق حماس المشتعلة بالفكر الإيراني الثوري بالأسلوب الخطأ والطريقة البعيدة عن حساسية القضية وأهمية اتباع سياسة الاحتواء والتعقّل.. خاصة بعد اتفاق مكة.
** ثمة أعداء تحتاج معهم إلى المنازلة وإلى أن تبيع كل شيء من أجل هزيمتهم لأن لا خط رجعة يربطك بهم.. والقضية معهم بلغت الحلقوم وحيث لا تراق.. وثمة أعداء مؤقتون يأخذهم النزق فيتمادون في استثارتك مع أنهم يدركون أن ثمة خطوطاً مشتركة لا بد يوماً من الالتفات إليها.
** فتح وحماس أعداء مؤقتون.. لا يمكن لحربهم أن تستمر لو التفتوا بكل تعقّل واحتواء إلى الخطوط المشتركة وتخيّلوا إسرائيل وهي هناك في البعيد تحتسي نخب دمائهم المراقة مجاناً.. وهي تبتسم كما لم تبتسم في حياتها.
fatemh2007@hotmail.com