Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/06/2007 G Issue 12682
الريـاضيـة
الثلاثاء 04 جمادىالآخرة 1428   العدد  12682
لقاء الثلاثاء
بوسمان القحطاني!
عبد الكريم الجاسر

لعل الجميع يتذكر قضية اللاعب البلجيكي بوسمان التي شغلت أوروبا فترة من الزمن.. حيث استمرت القضية لثلاث سنوات (على ما أذكر) وفي نهايتها انتصر بوسمان بعد أن نقل قضيته لأروقة المحاكم التي حكمت لمصلحته وأحقيته باللعب لأي ناد بعد انتهاء عقده دون العودة لناديه ووقتها وقف (الفيفا) مع القرار وأصبح قانوناً نافذاً لمصلحة كل اللاعبين في أوروبا والعالم وعرف بقانون بوسمان..

تذكّرت هذا الوضع عندما تداول الإعلام موضوع لاعب الاتحاد السابق المنتقل من الشباب مسفر القحطاني.. الذي انتهى عقده مع ناديه ولم يتم تجديده وتم عمل مخالصة مع اللاعب أصبح بموجبها حراً للعب في أي ناد يريد.. لكن اللاعب اصطدم باللائحة حسب تصريحات مدير الاحتراف بالهلال الدكتور عبد الله البرقان.. الذي أوضح أن ناديه لا يستطيع تسجيل اللاعب محترفاً لأن الاتحاد سيحصل على مبلغ لا يقل عن مليون ونصف المليون.. في حين أن اللاعب لا يستطيع اللعب في أي ناد آخر كهاو قبل مرور عام على تنسيقه.. وهنا مربط الفرس.. فعلى ما يبدو أن لائحتنا ما زالت على وضعها السابق ولم تخضع للتعديل لتتناسب وتطور الأحداث والأوضاع من حولنا.. فالاتحاد الدولي دائماً ما يقف مع اللاعب ويساعد على تذليل أي عقبات قد تحول دون استمراره في مهنته التي هي مصدر رزقه من باب احترام الاحتراف نفسه والمهنة وكذلك العمل على توفير ظروف ملائمة لأي شخص يريد أن يمارس كرة القدم وهذه هي مهمة (الفيفا) التي يحرص على أدائها..

ولو نظرنا لوضع القحطاني بالعقل والمنطق لوجدنا أنه ليس هناك أي مبرر يجعل اللاعب حبيس عقده السابق مع الاتحاد لمجرد أن الاتحاديين لا يريدونه.. فبمجرد عدم تجديد عقد اللاعب يعني عدم الرغبة به.. وهذا مما يجعلنا نتساءل: كيف يحق لناد أي ناد أن ينهي لاعباً بهذه الطريقة في ظل حماية لائحة الاحتراف وموافقتها.. فنحن نعلم أن اللائحة وضعت لتطوير كرة القدم وتنظيمها ليمارس كل لاعب مهنته بعدالة وتنظيم وفق الأنظمة التي تحكم عملية الاحتراف.. لكن حالة مسفر القحطاني كشفت لنا الحاجة لتعديل هذه اللائحة ورفع الحظر عن اللاعب ليمارس مهنته أو هوايته بعيداً عن تسلّط الأنظمة وجورها.. فكيف تسمح اللائحة بإنهاء لاعب في مقتبل العمر بهذا الشكل عبر إبعاده عن الملاعب لمدة سنة كاملة على الأقل في الوقت الذي يحرّر فيه (الفيفا) اللاعبين حتى في ظل استمرار عقودهم طالما هناك رغبة في عدم البقاء في النادي من قبل اللاعب.. لكننا في حالة مسفر القحطاني نلتزم الصمت أمام تعسف اللائحة وسماحها بمثل هذه الحالة..

أعتقد أن لجنة الاحتراف مدعوة للتعامل مع هذه القضية وغيرها من القضايا المشابهة بشكل أكثر جدية وديناميكية وحيوية لإنهاء وضع يمنع اللاعب من اللعب دون سبب مقنع في الوقت الذي قد يساهم حل مثل هذه الإشكاليات في استفادة الأندية والكرة السعودية بشكل عام من عدد من اللاعبين وأيضاً يوفر لهم مصدراً للرزق يجعل نظرتنا للاحتراف ومصداقيته أكثر ثقة واطمئناناً.

* يذكر أن قانون بوسمان تم إقراره في 15 ديسمبر 1995م وهو يسمح للاعب المنتهي عقده مع فريقه بالانتقال مجاناً لأي فريق دون أية شروط وجاءت هذه التسمية على اسم اللاعب البلجيكي جان مارك بوسمان الذي رفض ناديه ستاندرد ليج السماح له بالانتقال إلى نادي دون كارك الفرنسي مما دفعه لرفع قضية لدى محكمة العدل الأوروبية التي أصدرت حكماً لصالحه مستندة في ذلك إلى المادة 39 من معاهدة روما التي تكفل حرية التنقل للعمال بين دول الاتحاد الأوروبي.

لمسات

** الإصابات التي لحقت ببعض اللاعبين في صفوف منتخبنا الوطني كشفت الإرهاق الكبير الذي يعاني منه معظم اللاعبين.. السؤال هو لماذا لم يؤجل المعسكر لأسبوعين على الأقل لمنح اللاعبين المزيد من الراحة والاستعداد الجيد للمعسكر.. خصوصاً أن الموسم الماضي أجبرت إدارة المنتخب اللاعبين على الراحة الإجبارية رغم أن الهلال كان يمثّل المملكة خارجياً وحرم من لاعبيه لهذا السبب.. وفي هذا العام ورغم عدم وجود أي ارتباطات ووجود الوقت الكافي قبل البطولة.. إلا أنه تم البدء بالمعسكر فوراً على عكس ما حدث الموسم المنصرم..

***

** لا أدري ما هو المبرر الذي أبعد بسببه الهلال من المشاركة في البطولة العربية واستبداله بالشباب والوحدة.. فالهلال هو المتصدر للمرحلة التمهيدية ووصيف البطل.. في حين أن الوحدة هو الثالث والشباب الرابع.. والحديث عن مواعيد البطولة وتعارضها مع الآسيوية فلم نسمع هذا الأمر حين شارك الاتحاد في البطولتين الموسم قبل الماضي..

المسألة تحتاج لأنظمة ولوائح ومبررات تقنع الرياضيين والأندية والمتابعين بدلاً من أن تتحول لمسألة مزاج!

***

** منتخبنا الأولمبي بحاجة لإعداد قوي للتصفيات النهائية لأولمبياد بكين عن القارة الآسيوية.. فالمطلوب مباريات دولية قوية مع منتخبات أوروبية أولمبية.. لتعويد اللاعبين على المواجهات القوية.. لأن وجودنا مع اليابان في مجموعة واحدة يعني فعلياً خروجاً مبكراً ما لم يكن لدينا برنامج قوي يجعلنا ننافس بقوة أمام الخصم القوي الذي يسير بشكل مخطط ومدروس وإزاحته عن الصدارة تحتاج لعمل كبير!

** عودة محمد بن فيصل عن استقالته والاستمرار رئيساً للهلال أمر متوقّع ومعروف سلفاً.. وليست المشكلة هنا.. المشكلة هي أن عليه أن يعود كما بدأ وأن يعمل بنفس الروح والتواجد والرغبة والإصرار التي بدأ بها موسميه الأولين.. أما إذا كان الاستمرار فقط من أجل كأس آسيا فإن هذه العودة ستكون كارثة بكل معنى الكلمة للهلال إذا استمر نفس أسلوب العمل في الموسم الماضي..

فالفريق يحتاج لعمل طويل الأجل وليس لشهرين أو ثلاثة، وعلى الأمير محمد بن فيصل أن يتلافى كل السلبيات التي ظهرت الموسم المنصرم وأن يستفيد من أخطائه ليعود قائداً للزعيم نحو المزيد من الإنجازات.

***

** سيدروف وكاكا قادا الميلان نحو كأس أبطال أوروبا خلف أنزاجي تارة وجيلاردينو تارة أخرى.. وقبل موسمين قاد كماتشو والشلهوب الفريق الأزرق وبنفس الطريقة نحو جميع الألقاب المحلية.. تارة خلف سامي وأخرى خلف العنبر وثالثة خلف الصويلح.. وفي هذا الموسم ونظراً لغياب الشلهوب عن عدد من المباريات ربما للإصابة أو انخفاض المستوى لم يستطع التايب وحده أن يفعل شيئاً يستحق الذكر.. في حين لم يستطع ياسر والفين عمل أي شيء.. فلاعبو الوسط أكثر تأثيراً وأقدر في كرة القدم الحديثة على ترجيح الكفة.. وللتذكير فإن الاتحاد في بطولة أندية العالم لعب بكالون فقط في المقدمة وكانت قوته الحقيقية هجومياً في نور وشيكو!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد