Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/06/2007 G Issue 12682
رأي الجزيرة
الثلاثاء 04 جمادىالآخرة 1428   العدد  12682
أصوات الحكمة والاعتدال والمسؤولية

في منطقتنا العربية حيث تتزايد البؤر الساخنة التي تنذر بصيف لاهب، تبدو وسط هذه القتامة ثمة مؤشرات مضيئة على أن العافية لا تزال تسري في أنحاء أخرى من هذا الجسد المثقل والمثخن بالجراح؛ فالجولة الدولية التي بدأها أمس خادم الحرمين الشريفين لخمس دول أوروبية وعربية فرضت نفسها في صدارة الأنباء، رغم كل هذا الضجيج الذي يملأ سماء المنطقة؛ فهذه الجولة لخادم الحرمين الشريفين تأتي في سياق التواصل مع الآخرين من دولة معروفة على النطاق الدولي على أنها واحة للأمن والاستقرار؛ فقد دأبت المملكة على اتباع دبلوماسية نشطة وفاعلة لا تقتصر حصيلتها على مجرد محيطها الوطني، وإنما تتناول كل الهموم العربية والإسلامية بما يتواءم مع دور المملكة كدولة لها وضع مرموق بين شقيقاتها في العالمين العربي والإسلامي، ويهمها أمن واستقرار العالم.

ومن المهم دائماً أن يستمع العالم لصوت الاعتدال والحكمة في منطقة ظلت طوال عقود ساحة للصراعات الإقليمية والدولية؛ ومن هنا فقد جاء تحذير الملك عبدالله من انفجار الوضع في الشرق الأوسط (المثقل بالهموم)، مشيراً في حديث صحفي عشية زيارته إلى إسبانيا إلى أن (مخاوفي هي مخاوف جميع العقلاء من أن ينفجر الوضع، والذي لن يقتصر تأثيره على المنطقة فحسب، بل والعالم أجمع).

هذه التحذيرات التي تنطلق من المملكة تأتي من دولة خبرت كثيراً أوضاع وتعقيدات المنطقة، ومن دولة لها إسهامات فاعلة في الحد من استشراء الحرائق المتعددة في محيطنا العربي، ومن دولة تحظى بقبول وبإجماع بما عُرف عنها من إخلاص وتجرد ومساع متصلة لاستتباب السلام، والحد من سلبيات الصراعات؛ ومن ثم فإن اصطحاب هذه الخبرات وهذا العزم في مثل هذه الجولة يأتي في سياق الجهد المتواصل للمملكة؛ لاستقطاب مبادرات الآخرين من أجل تضافر الجهود لإنقاذ المنطقة مما تتردى فيه من مصاعب.

وتدرك المملكة أن المصاعب القائمة تفرز سلبيات عديدة، من بينها - على وجه خاص - استشراء الإرهاب؛ حيث يستطيب الإرهابيون الصيد في المياه العكرة، كما أن جماعاتهم تنشط حيثما استحكمت الفوضى وضاعت هيبة الدول وسطوتها؛ ومن هنا فهي تحث على ضرورة إطفاء النيران؛ من أجل تجفيف منابع الإرهاب. ولن يتأتى ذلك إلا عبر جهود دولية مشتركة مخلصة تخاطب بطريقة مباشرة القضايا الساخنة، وتعمل على وضع الحلول.

ومن المهم دائماً التجاوب والاستماع جيداً لصوت يعبر عن هموم المنطقة، ولدولة ذات مبادرات متواصلة مثل المملكة تجاه مختلف الصراعات في المنطقة، ومن بينها الصراع العربي - الإسرائيلي الذي يؤجج من الفوضى التي تجتاح منطقتنا؛ وذلك بسبب التعنت الإسرائيلي وإحجام إسرائيل عن التجاوب مع مساعي السلام، ومن بينها بشكل خاص مبادرة السلام العربية التي انطلقت من هذه البلاد.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد