انتزع ريال مدريد الفوز في أكثر سباق على لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم إثارة خلال أكثر من عقد بفضل الروح التي عادت إلى الفريق مجدداً والأسلوب العملي في الأداء والإصرار والحظ الجيد.
وأحرز ريال بطل أوروبا تسع مرات أول ألقابه الكبرى في أربع سنوات عندما حول تأخره بهدف إلى فوز على ضيفه ريال مايوركا 3-1 على استاد برنابيو في الجولة الأخيرة المثيرة للبطولة أمس الأول الأحد.
وبوصول الموسم إلى منتصفه كان قليلون فقط يعتقدون أن ريال ما زال يحتفظ بآماله في تجريد غريمه التقليدي برشلونة من اللقب وحرمانه من الفوز به للموسم الثالث على التوالي.
وباع ريال مهاجمه البرازيلي رونالدو لميلانو الإيطالي لأن النادي أعتقد أن اللاعب له تأثير سلبي على اللاعبين خارج الملعب وجلس الإنجليزي ديفيد بيكام على مقاعد البدلاء بعدما أعلن أنه سينتقل إلى لوس أنجليس جالاكسي الأمريكي مقابل 250 مليون دولار بعد نهاية الموسم وأوشك الإيطالي فابيو كابيلو مدرب الفريق على خسارة منصبه.
وبإجماع الآراء كان ريال يقدّم كرة قدم باهتة في الدوري الإسباني وتلقى خمس هزائم في ثماني مباريات وبدا أن الفوضى تعم أرجاء النادي.
وخرج رامون كالديرون عن صمته في يناير - كانون الثاني الماضي واتهم اللاعبين (بالأنانية والغرور) لإخفاقهم في تحقيق نتائج جيدة في الملعب.
ولا يرجع نجاح ريال مدريد في قلب الأمور رأساً على عقب إلى استغلاله لنقاط ضعف منافسيه وحسب ولكن أيضاً لإصرار وثقة كابيلو ولاعبيه بأنفسهم. وارتكب كابيلو بعض الأخطاء المكلفة لكنه تمكن من تصحيح هذه الأخطاء بفضل ذكائه وخبرته.
وربما كان كابيلو على صواب عندما قرر بيع رونالدو واستبعاد المتمرد الإيطالي انطونيو كاسانو لكنه أساء الحكم على بيكام والمهاجم البرازيلي روبينيو ولاعب الوسط جوتي وقلب الدفاع إيفان ايلجويرا.
وكان هذا الرباعي خارج حسابات كابيلو في بداية الموسم لكن المدرب الإيطالي اضطر إلى التراجع عن تقييمه وأدى هؤلاء اللاعبون دوراً مهماً في مساعدة ريال على إحراز لقب الدوري الإسباني.
وبعد أن عانى الفريق من اهتزاز في المستوى في بداية الموسم أكّد اللاعبون الجدد رود فان نيستلروي وايمرسون ومحمد ديارا وفابيو كانافارو جدارتهم بالانتقال إلى ريال مدريد. ولعب المهاجم الهولندي فان نيستلروي الدور الحاسم في مسيرة الفريق هذا الموسم بتسجيله 25 هدفاً بالدوري.
لكن زيادة فرص ريال مدريد في انتزاع اللقب بعد النصف الأول من الموسم تعود إلى نقاط الضعف في برشلونة وشعور لاعبي أشبيلية بالإرهاق نظراً لمشاركتهم في كأس الاتحاد الأوروبي وكأس ملك إسبانيا.
ومع غياب المهاجم الكاميروني البارز صمويل ايتوو والأرجنتيني الموهوب ليونيل ميسي عن مباريات كثيرة في بداية الموسم بسبب الإصابة أدى رونالدينيو عملاً رائعاً وتحمل عبء قيادة هجوم برشلونة بمفرده. لكن برشلونة كان في حقيقة الأمر ظلاً للفريق الذي انتزع اللقب في الموسمين الماضيين.
وجاءت نقطة التحول في البطولة عندما تعادل ريال خارج أرضه 3 - 3 مع برشلونة على ملعب نوكامب في مارس - آذار الماضي حين تفادى الفريق القطالوني الهزيمة بهدف سجله ميسي في نهاية اللقاء.
وبعد هذه المباراة زادت ثقة ريال بينما بدأ برشلونة يتعثر بملعبه وخارج أرضه وتمكّن ريال من انتزاع اللقب من بين أنياب غريمه القطالوني بعد تحقيقه الفوز في مباريات بدا أنه سيخسرها.
وكانت صحوة متأخرة أمام اشبيلية إضافة إلى انتصارين في اللحظات الأخيرة على ريكريتيفو ويلفا واسبانيول في الوقت الذي سقط فيه برشلونة في فخ التعادل بملعبه 1-1 مع ريال بيتيس من العوامل الحاسمة التي ساعدت ريال على إحراز اللقب.
وأوشك ريال على خسارة اللقب في المرحلة قبل الأخيرة للبطولة عندما تأخر أمام ريال سرقسطة فيما تقدم برشلونة على اسبانيول.
لكن ريال تعادل بهدف لفان نيستلروي في الوقت الذي منيت به شباك برشلونة بهدف التعادل لاسبانيول في المنعطف الأخير المثير للدوري الإسباني.
ودخل ريال المباراة الأخيرة وهو يدرك أنه سيتوج باللقب للمرة 30 في تاريخه لو حقق الفوز على مايوركا وتمكن بالفعل من تحقيق ذلك بعدما سجل خوسيه انطونيو رييس هدفين بواقع هدف في كل شوط وأضاف محمد ديارا هدفاً آخر من ضربة رأس لتنطلق احتفالات المشجعين في استاد برنابيو.