لم تكن عودة رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل عن قراره السابق والعدول عن الاستقالة بالمفاجأة، على الأقل لي أنا شخصياً؛ فقد كنت أعرف أن سموه من المستحيل أن يستطيع أن يفارق الهلال بصخبه وجماهيره ونجومه؛ فمثل هذا القرار سيكون صعباً للغاية،
ولا سيما على شاب يعتبر في سن صغيرة مقارنة بأهمية المكان والمنصب. لا أريد أن أسهب في الحديث عن ما قبل العودة، ولكن دعوني أكون أكثر شفافية مع إدارة الهلال في ظل بقائها عاماً رابعاً؛ ففي البداية يجب أن يعترف الجميع بأن إدارة الأمير محمد سجلت فشلاً ذريعاً في الموسم الفائت، فخرج الهلال من المولد بلا حمص بسبب أخطاء إدارية كبيرة جداً، لعل أهمها سياسة الهروب إلى الأمام؛ فقد هرب الرئيس الهلالي كثيراً من مواجهة الكثير من المشاكل هذا الموسم، وكنت أعلم أنه يخشى مقابلة الكثير من اللاعبين الذين لهم حقوق على النادي، وكانت المشاكل الصغيرة تترك حتى تكبر وتستعصي، وأنا أقول: إذا أراد الرئيس الهلالي ومعه إدارته النجاح في مهمة مسح الصورة الهزيلة للموسم الماضي فيجب عليهم أن يجلسوا مع أنفسهم جلسة مصارحة فيكشفوا سلبياتهم لبعض قبل الحديث عن الآخرين أو عن الفريق واللاعبين؛ فالإدارة فن وما حققته هذه الإدارة في الموسمين الأولين لها كان بسبب عامل هام جداً، وهو وجود المادة، وأقصد طبعاً (الفلوس)؛ فكانت الإدارة تغطي السلبيات بضخ ملايين الريالات على الفريق، ولكن عندما حصل ما حصل، ووقعت الإدارة في أزمة مادية بسبب توقف الأمير فيصل بن سعود عن الدعم ظهرت المشاكل الحقيقية للإدارة؛ فأخفق الهلال. جلسة المصارحة مع الذات يجب أن يبدأ بها رئيس الهلال بنفسه ويعرف جيداً أنه لم يكن موفقاً في الموسم الماضي، وأحد أهم الأسباب عدم توفر المادة؛ فهل سيجلب المادة هذا الموسم؟ هذا جزء والجزء الآخر إلى متى وهناك ضحايا شبه دائمين للإدارة؟ فأحياناً تغضب على عضو في الإدارة وأخرى من لاعب في الفريق وثالثة من إداري بسيط، فيجب على الإدارة تغيير قناعتها وسياستها في رسم ملامح الفريق الجديد القديم؛ فالجماهير تنتظر الفريق البطل وليس الفريق الذي يفوز بشق الأنفس أو يخسر كما حصل أمام الاتحاد. رئيس الهلال أيضاً لديه بعض الإشكالات في طريقة عمله؛ فهو (يكسر) كلام أعضاء الإدارة؛ فقد يتخذ عضو الإدارة أو الأمين العام قراراً ما في حق لاعب أو إداري فيحصل أن يتصل هذا الشخص مباشرة برئيس الهلال فيلغي القرار. أعتقد أن الهلال في حاجة إلى عملية تغيير واسعة على نطاق كرة القدم، ولو كان ذلك على الأقل على طريقة تغيير المناصب إن كانت الأسماء مستمرة؛ لأن الأيام أثبتت فشل الكثيرين ممن هم بالقرب من فريق القدم؛ لذلك فإن تغييرهم سيكون أنسب للمرحلة المقبلة. شخصياً أتوقع في حال استمرت سياسة الإدارة على نفس نهجها الموسم الماضي أن يودع الفريق دوري آسيا من مباراته أمام الوحدة الإماراتي، وهنا يقع (خراب مالطا)؛ فهل يهون الهلال على إدارته؟