Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/06/2007 G Issue 12679
الريـاضيـة
السبت 1 جمادىالآخرة 1428   العدد  12679
السقوط المثير في المنعطف الأخير
صالح عبد الكريم المرزوقي

هناك مقولة تتردد كثيراً على ألسنة المهتمين والمتابعين للشأن الرياضي وهي أن الهلال قضية إن فاز وهو كذلك إن هزم، وهذه المقولة لم تأت من فراغ وإنما تحمل في معناها ..

ما يدل على عظمة هذا النادي الذي يحظى بدعم وتشجيع الكثير من المنتمين للرياضة السعودية، ومما لا شك فيه أن التربع على كرسي الرئاسة لهذا النادي يتطلب الكثير من المواصفات التي يجب توفرها فيمن يقدم على هذا المنصب لأن نادياً بهذا الحجم من حيث الجماهير والبطولات لا يقبل بأنصاف الحلول.

ومن يقترب من هذا الكرسي سيجد نفسه دائما على المحك وفي فوهة المدفع فالبطولات مطلب دائم لأنصاره والزعامة التي تربع عليها والهيبة التي بناها يجب المحافظة عليها وعدم اهتزازها.

لذا نجد أن من يحافظ على تلك المكاسب في المنافسات المحلية والخارجية سيجد الثناء والإشادة وسيرفع على الأعناق من قبل محبي هذا النادي ومقابل ذلك في حال الإخفاق وضياع البطولات سيجد سياط النقد مسلطة عليه وتلمس الأخطاء ومسببات الإخفاق ماثله أمامه، وهذا أمر معروف وليس بجديد على هذا النادي فالفوز بالبطولات أو الإخفاق في تحقيقها هو الفيصل ما بين المدح والإشادة أو النقد الذي قد يكون قاسياً وشرساً في بعض الأحيان، وبين هذا وذاك تفاوت في طريقة وأسلوب الطرح سواء كان نقداً أو إشادة وهذا ما يحدده شكل ونوع الحدث فوزاً كان أو خسارة، ورئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل مثله مثل غيره ممن سبقوه في رئاسة النادي فبقدر ما نال من مدح وإطراء وإشادة منذ ترؤسه للنادي وذلك خلال البطولات التي تحققت في عهده لابد وأن تطوله سهام النقد بسبب ما حصل مؤخراً من هزيمة للفريق خسر على أثرها بطولة الدوري خصوصاً وان للإدارة دور في هذا الإخفاق.

ومع العلم ان الجميع يدرك ان الهزيمة واردة في عالم الكرة ومن المستحيل ان تكون الفائز دائماً إلا انه يجب التوقف عند طبيعة وشكل الهزيمة، فلقد اخفق الهلال في بطولة الدوري العام الماضي امام نادي الشباب وكذلك أخفق في بطولتين هذا العام سبقتا بطولة الدوري، ومع ذلك لم تكن حدة النقد كما هي في الاخفاق الأخير وذلك للأسباب التي ذكرنا انها تتعلق بنوع وشكل الهزيمة.

فهزيمة الفريق الأخيرة من شقيقه نادي الاتحاد لم تكن مجرد خسارة بطولة فقط فلقد خسر الهلال الكثير من البطولات سابقاً وسيخسر غيرها لاحقاً مثله مثل غيره من الأندية الكبيرة.

ولكن الفاجعة كانت في شكل الهزيمة فالفريق الذي أحكم قبضته على صدارة الدوري طيلة المسابقة وبفارق نقطي كبير عن اقرب منافسيه يسقط في محفل التتويج بتلك الصورة المهينة التي لم تكن تخطر على بال أكثر المتشائمين حتى ان الفريق الاتحادي فوجئ بالمستوى المتهالك للهلال ولم يستوعب الاتحاديون ذلك إلا في الشوط الثاني حيث أدركوا أن خصمهم ليس الهلال الذي يعرفونه عندها شنوا هجماتهم من جميع الاتجاهات وحاصروه في نصف ملعبه واصبح الفريق أشبه بالملاكم الذي خارت قواه فحشره منافسه في زاوية الحلبة حتى بدأ يترنح يمينا وشمالاً حتى سقط بالضربة القاضية، وهذا السقوط الغريب هو ما دعا الكثيرين من محبي الهلال ومن المحايدين لانتقاد الإدارة بتلك الحدة ومرد ذلك انهم لم يسبق لهم ان شاهدوا الهلال بتلك الصورة المهينة وهذا الضعف الغريب.

لذلك كان من الطبيعي ان يكون النقد قاسيا وعنيفاً والأمير محمد بن فيصل يعرف ويدرك أن الخطأ مقترن بالعمل ومن لا يخطئ فهو لا يعمل ويكفي من المرء اجتهاده والمهم ان يستفيد الإنسان من التجارب باستثمار الإيجابيات وتلافي السلبيات.

ويدرك أيضا أن هذا النقد لم يكن مبيتا سلفا ولم يكن بسبب تكتلات وصراع لمراكز قوى كانت تنتظر لحظة السقوط وانما هو عتاب المحب ونتاج لما حصل في تلك المباراة من ضياع وتوهان.

أما من وجد في هذا السقوط المفاجئ والعابر فرصة للظهور والنيل بطريقة فجة ومكشوفة فنقول له: مهلا هداك الله، نسوق ذلك لمن حاول مداخلته مع الأمير عبد الله بن مساعد في البرنامج الحواري ذر الرماد حيث بدا وكأنه يدافع عن الأمير محمد بن فيصل حيال ما طاله من نقد وكأنه نسي أو تناسى انه مع بقية الجوقة المطبلة ظلوا طوال فترة رئاسة الأمير محمد يحاربون على كل الجبهات كل ما هو هلالي بمناسبة وبدونها ومرد ذلك لأن الهلال قد قطع كل طرق النجاح التي كانوا ينشدونها لرئيسهم المفضل في المنافسات المحلية متجاوزين الكثير من أبجديات المهنة وهذا بطبيعة الحال شأنهم ولهم الحرية في ذلك.

أما أن يتباكى ويذرف دموع التماسيح وقلمه الذي ينزف كرها لكل ما هو هلالي لم يجف بعد فهذا لا يمكن أن ينطلي على أحد لأن المسافة بين المحبة والكراهية لا يمكن اختصارها بين عشية وضحاها وبين هذا وذاك يقع الحياد الذي يستطيع صاحبه أن يمد رجله على طريقة أبي حنيفة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد