Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/06/2007 G Issue 12676
رأي الجزيرة
الاربعاء 27 جمادى الأول 1428   العدد  12676
التسوية في السودان

ألزم السودان نفسه متابعة خارطة للطريق تحققت من خلال تعاونه مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، ومن أجل ذلك فقد رفض التجاوب مع أول مهمة فرنسية على أراضيه في ظل حكومة ساركوزي الجديدة التي عرضت على الخرطوم مؤتمراً دولياً لتسوية الأزمة في دارفور.

وتتجه أنظار المراقبين للشأن السوداني إلى أديس أبابا لمتابعة مرحلة مفصلية ومهمة في سبيل التسوية في دارفور، وذلك في اللقاء الثلاثي الذي يضم إلى جانب الخرطوم كلاً من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، والعنصر المحوري في هذا اللقاء هو عرض خطة الأمم المتحدة لإرسال قوات هجين من المنظمة الدولية والاتحاد الإفريقي يقدر عددها بـ 23 جندياً إلى دارفور لضمان وقف إطلاق النار وحماية المدنيين من مختلف المليشيات في دارفور، والعمل على إقناع الخرطوم بقبول هذه القوة، وحتى الآن يرفض السودان القوة قائلاً: إنها بمثابة إعادة لاستعمار البلاد بقوات.

وينحصر النقاش على من سيتولى قيادة هذه القوة، حيث تصر الخرطوم على أن تكون القيادة للاتحاد الإفريقي، معربة بذلك عن تحفظها على إمكانية أن تؤول القيادة إلى دولة أخرى لا تحظى بقبولها، رغم ما قد يوحي به مثل هذا الطرح من أن قبول السودان بالقوات التي كان يرفضها هي مسألة إجرائية، إلا أن الخرطوم لا زالت تذكر الآخرين بين الحين والآخر أنها لا تزال على رفضها.

ومن أجل دفع الخرطوم للقبول بهذه القوات هناك إلى جانب الضغوط الأمريكية، المتمثلة في زيادة العقوبات، محفزات من الأمم المتحدة تشير إلى أن معظم القوة المقترحة ستتكون من قوات من دول إفريقية، لكن الأمم المتحدة مع دفعها بذلك، فإنها لا تقر بضرورة أيلولة القيادة إلى الاتحاد الإفريقي.

وعلى كل فإن رفض الخرطوم المبادرة الفرنسية والإصرار على (خارطة الطريق) الجديدة المكونة بجهد إفريقي بالاشتراك مع الأمم المتحدة يعكس ميل السودان إلى صيغة ما ضمن ما تطرحه الأمم المتحدة، ومن ثم فإنه يتعين انتظار اللقاء الثلاثي الذي بدأ الاثنين في أديس أبابا لمعرفة النتيجة النهائية التي قد تسهم في دفع التسوية في دارفور، إذ إنه من الواضح أن التواصل بين السودان والأمم المتحدة تحسن كثيراً، وخصوصاً بعد اللقاء الخماسي برعاية خادم الحرمين الشريفين وبحضور السودان والمنظمة الدولية والاتحاد الإفريقي إلى جانب الجامعة العربية على هامش القمة العربية في الرياض.

ويبقى من المهم أن تتسارع خطوات التسوية بالنظر إلى أوضاع صعبة على الأرض في دارفور، وخصوصاً فيما يتصل بالأوضاع الإنسانية لأهالي المنطقة الذين يعانون كثيراً من الصراعات المتعددة في الإقليم.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد