يخيل للمتابع أن الهلال تأهل لكأس العالم للأندية.. فالأحداث الهلالية على صفيح ساخن منذ نهائي الدوري الذي خسره الهلال لمصلحة الاتحاد وخسر معه كل ما قدمه الموسم المنصرم.
فالاهتمام الهلالي بكأس العالم للأندية فاق المعقول وأدخل النادي في حالة طوارئ وكأن البطولة ستنطلق بعد أسبوعين من الآن..!
في حين أن الفريق الهلالي أمامه مشوار طويل وقد يخرج من الدور القادم طالما أن الأمور تدار في الهلال لكأس العالم وحول كأس العالم.. وهو ما يعني استمرار كل سلبيات الموسم المنصرم لينقلها الهلاليون معهم للموسم المقبل الذي سيبدأ بعد شهرين تقريباً.. ويبدو لي أن الهلاليين سيرتكبون خطأ جسيماً بالتركيز على كأس العالم فقط وتوجيه العمل لها دون الاهتمام بإعداد فريق للموسم المقبل كاملاً بما فيه بطولة أندية آسيا وما يليها.. وهذا يتطلب أن تتغير الإستراتيجية الهلالية التي تضع كأس العالم هدفاً عاجلاً لتصبح وسيلة تفيد الفريق ليعمل الهلاليون على تقديم فريقهم بشكل مختلف من خلال إعداد فريق جديد مدعوم بالعناصر الشابة ولاعبي الخبرة، والتخلص من بعض الأسماء المستهلكة ليكون الموسم المقبل تأسيساً لفريق المستقبل الهلالي.. وهذا الفريق موجود أصلا بوجود معظم العناصر الدولية من اللاعبين الذين يعيشون حالياً مرحلة النضج الكروي بالإضافة إلى عدد من الأسماء الواعدة والعناصر الشابة التي تنتظر الفرصة.. فالهلال مليء باللاعبين المؤهلين القادرين على اللعب مع الفريق الأساسي لكنهم بحاجة لمن يفرج عنهم من مقاعد البدلاء ويبعد العناصر المحنطة الذين لم يعد لديهم ما يقدمونه بعد أن توقفت مستوياتهم عند هذا الحد..
وإذا لم يوجد القيادي الجريء والشجاع القادر على صياغة فريق المستقبل والاستفادة من عناصر الخبرة من النجوم الدوليين فإن الهلال قد يمر بمرحلة سنين عجاف بسبب تفويت فرصة الزج بالعناصر الشابة مع اللاعبين الحاليين ليكتمل المزيج قبل أن يودع هؤلاء الملاعب.. فالحياة فرص وهذه أفضل الفرص للهلاليين لاتخاذ القرار الأهم بتحديد العناصر القادرة على الأداء لسنوات قادمة والإبقاء عليهم مع الشباب مع التخلص من كل من وصل لمرحلة الريق الكروي ليكمل مشواره في الملاعب مع أندية أخرى وهي سنوات قد تكون معدودة لن يضير الهلاليين التضحية بها لمصلحة فريقهم.
لكن ما يحدث الآن وكما يبدو يركز على استمرار نفس الأسماء والعناصر بحجة كأس العالم بينما يفضل الجميع أن يشارك في كأس العالم فريق شاب قادر على الاستفادة من هذه البطولة (متى وصل إليها) لتكون انطلاقة حقيقية لمرحلة أخرى من مراحل الزعيم.
فالموسم القادم مهم وحساس جداً للهلال ويجب أن يدخله الفريق بأفضل عناصره وأفضل استعداد إذا ما أراد تحقيق البطولة الآسيوية والوصول لكأس العالم والمهمة في نظري صعبة وصعبة جداً في ظل العمل الحالي والإستراتيجية الحالية التي قد يستفيد منها من يبحث عن تحقيق إنجاز شخصي ولا يستفيد منها الفريق حين ينتهي فعلياً بعد الخروج من الآسيوية أو حتى بعد كأس العالم ليدخل الهلاليون مرحلة صعبة جداً قد لا يخرجون منها بسهولة!
العميد وما بعد العقد
** العملاق محمد الدعيع ضرب أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص والتضحية لفريقه وجماهيره وقبل ذلك لبلاده وكرمه وطنه.. فالعميد محمد الدعيع رفض أن يتم تجديد عقده قبل إنهاء تجديد عقدي النجمين الكبيرين عمر الغامدي ومحمد الشلهوب.. فهما في نظر الدعيع الأهم وبقاؤهما في الهلال يجب أن يتم بأي طريقة حتى وإن كان على حساب الدعيع نفسه الذي يعلم علم اليقين أنه لن يغادر فريقه لكنه يريد الاطمئنان على عدم مغادرة اثنين من أهم اللاعبين.. هكذا هو الدعيع عملاق داخل الملعب وخارجه وهو في نظر الكثيرين واجهة مشرّفة لكرة القدم السعودية.. واتفق الجميع على حبه واحترامه وتقدير تضحياته وإخلاصه.. ولأن الأمر كذلك فلا بد أن يهتم الهلاليون بهذا النجم الكبير وذلك بتوفير أفضل مدربي الحراس في العالم ليشرف على تدريبه وزملائه من حراس المستقبل (فهد الشمري، خالد شراحيلي، بدر الدعيع) وغيرهم من الشباب.. فالدعيع بحاجة ماسة لتدريب على مستوى عالٍ حتى يفيده ويفيد زملاءه ليستفيدوا من خبرته العريضة... فما زال العميد في مقتبل العمر بالنظر للعمر الافتراضي لحراس المرمى في الملاعب وهو حالياً يعيش قمة النضج الكروي لكنه بحاجة ماسة لمدرب قدير يليق بعميد لاعبي العالم ويساهم في الحفاظ على توهجه بدلاً من المدربين الحاليين الذين بالتأكيد لا يرتقون لخبرة وتجربة هذا العملاق.. ورغم كل ذلك فقد كان الدعيع أحد أبرز وأهم نجوم الفريق الهلالي هذا الموسم كما هو دائماً وفي كل الظروف والأحوال.
ملاعبنا من جديد
* انتهى الموسم الكروي وستبقى ملاعبنا خاوية حتى الموسم المقبل.. وهذه الفترة أفضل الفترات لإعادة تجهيز الملاعب وتأهيلها لاستقبال الجماهير الرياضية في الموسم القادم الذي ينتظر أن يكون قوياً وحامياً في ظل العودة لنظام النقاط لحسم الدوري.. وشخصياً تحدثت أكثر من مرة عن أهمية تجهيز الملاعب وتحديثها لتكون وسائل جذب للجماهير الرياضية ومواقع للترفيه والتسلية تسهم في قتل أوقات الفراغ لدى الشباب وجذبهم لتشجيع أنديتهم ومساندتها.. مما يعني زيادة دخل الأندية وتحسين مواردها.
وعلى سبيل المثال فإن استاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض والعديد من الاستادات الأخرى بحاجة إلى إضافة مكان مريح بها للمتفرجين واستبدال الصبات الخرسانية المخصصة لهم حالياً.. وبذلك نوفر مقاعد حضارية ونتخلص من العديد من الأشياء التي تحضرها الجماهير معها التي قد تتحول في نهاية المباراة أو أثنائها لأدوات شغب واحتجاج، فضلاً عن المبالغ الضخمة التي تصرف لإزالتها أو إبعادها.. ولذلك.. نتمنى أن يؤخذ هذا الموضوع مأخذ الجد وأن نقوم بحملة واسعة لصيانة الملاعب وتجهيزها وتعديلها لتتلاءم والمرحلة الحالية التي تعيشها، والتي يمكن أن نسميها مرحلة الطفرة الرياضية التي تحتاج إلى إجادة استثمارها وتعزيزها من الجوانب كافة.
لمسات
* أسوأ قرار يمكن أن يتخذه الهلاليون في التعاقد مع اللاعب الأجنبي هو التعاقد مع مهاجم.. فكل التجارب السابقة تقريباً لم تنجح.. ولاعب الوسط أكثر فائدة في ظل وجود عدد من المهاجمين الشباب القادرين على اللعب.
* قرار النجم الكبير سامي الجابر اعتزال اللعب جاء في الوقت المناسب.. لكن الأهم استمرار أفضل لاعب في تاريخ الكرة السعودية مع فريق خارج المستطيل الأخضر للاستفادة من تجربته العريضة ومكانته لدى الهلاليين.
* صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز قدم العديد من الآراء الرائعة والجميلة التي نتمنى أن يستفاد منها لصالح الكرة السعودية.