صحيح أن عودة الدوري السعودي للنظام السابق والمعمول به في جميع دول العالم خطوة تاريخية إيجابية ستعيد له حيويته وقوته وإنصافه للبطل الحقيقي. لكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى أهمية أن تكون العودة مصحوبة في هذه المرحلة تحديداً بإصلاحات وإجراءات تنظيمية تمنحه المزيد من النجاح والانضباطية في إثارته ومبارياته وسائر أجهزته وأدواته..
حتى لا تتكرر الأخطاء وتتفاقم المشكلات، من الضروري أن تأتي برمجة جدول الدوري وفق مواعيد واضحة وثابتة ويتم الإعلان عنها كاملة في وقت مبكر، وتراعي الاستحقاقات المجدولة للمنتخب الأول كي لا تخسر الفرق نجومها الدوليين في دوري تبدأ إثارته وأهمية جمع النقاط فيه منذ المباراة الأولى وليس في الأسابيع الأخيرة فقط كما كان يحدث في أسلوب المربع الذهبي.. إضافة إلى الأدوار التنظيمية المطلوبة من أمانة الاتحاد ولجان الاحتراف والحكام والانضباط والفنية باتجاه إعداد ورسم وإقرار كل ما له علاقة بالدوري، ومتابعة ما يطرأ واتخاذ القرارات المناسبة لها دون تناقض أو تمييز بين فريق وآخر..!
تحقيق دوري سعودي قوي ومنظّم يتطلب وجود لوائح واضحة وشاملة وقادرة على التعامل مع مختلف القضايا والأحداث الفنية والإدارية والجماهيرية وأيضاً التحكيمية، وهنا أتساءل لماذا لا نستعين بأنظمة ولوائح الدوري في إيطاليا وإسبانيا وغيرهما حتى لا نضيع في دوامة المجاملات والاجتهادات واختراع القرارات؟! وإلى متى واللجان والأجهزة الكروية تديرها أسماء غير متفرّغة وغير متخصصة دائماً ما ترتكب أخطاء لا تليق بمكانة وشهرة ومكتسبات الكرة السعودية؟!
سر الهلال
من يقرأ لغة المصارحة ومبدأ الاختلاف وأدب الحوار وحرية النقد والمكاشفة بصوت مسموع بين سائر الأطياف والفئات الهلالية بعد الإخفاق الأخير والخروج من الموسم بلا بطولة سيتأكد مرة أخرى من أن الهلال يتمتع دون غيره بمواصفات ثقافية حضارية راقية هي التي جعلته متميزاً وزعيماً دائم التألق والتطوير والتجديد.
لم نسمع من يتذرع بعدم احتساب الحكم ضربة جزاء صحيحة وأخرى قابلة للنقاش لمصلحة الهلال في شوط المباراة الأول، ولم يستخدم أحد منهم نظرية المؤامرة والضحك على عيون وعقول البشر بتبريرات خيالية ووعود وهمية خادعة، بل إنيي اطلعت على المنتديات الهلالية المفتوحة للجميع فوجدت أن معظم الآراء والتعليقات الجماهيرية لديها نفس الوعي والرقي في التحاور والتخاطب من أجل مصلحة ومستقبل الهلال.
كثيرة هي الأندية التي تحتاج لهكذا بيئة صحية وثقافة عالية ولغة تفاهم يسودها الاعتراف بالأخطاء والود والاحترام للآخر، وإن كانت معادلة صعبة وربما مستحيلة بالنسبة لمن اعتادوا الإقصاء والنظر للآخرين بعيون مليئة بالشك والريبة وسوء الظن..!
الأقربون ومصادرة حلم الطائي!!
تحت عنوان (الطائي: هل بخسه حظه بذبح جواده) كتب الصديق الأستاذ فهد السلمان عن معاناة الطائي وعن تعثّر بناء منشآته على الرغم من اعتمادها من وزارة المالية لأسباب من المفترض ألا تكون عائقاً في طريق تنفيذ مشروع حيوي ومهم بهذا الحجم..
هي رسالة قوية ومعبّرة للجهات ذات الاختصاص في المنطقة والتي ظلت - للأسف - عاجزة عن تحمّل مسؤولياتها وإيجاد حل مناسب لإقامة المنشآت سواء على نفس الأرض لعدم توفر ما يمنع الطائي من تملّكها، أو على أرض بديلة، وخصوصا أن خطوات بناء المشروع قد قطعت شوطاً كبيراً فيما يخص حجز المبلغ (ستين مليون ريال) ضمن ميزانية هذا العام وكذلك تعميد مكتب الزيد الهندسي وانتهاؤه من المخططات الكاملة للمنشآت، وهنا يكمن الاستغراب في عدم تجاوب وتفاعل الجهات المعنية في حائل مقابل حرص واهتمام وتعاون وحماس وزارة المالية والرئاسة العامة لرعاية الشباب..؟!
موضوع منشآت الطائي يعد اختباراً حقيقياً لمعرفة إمكانات ومستويات وطريقة إدارة بعض القطاعات الحكومية في المنطقة بعد أن أصبحت الكرة في ملعبها، والقرار بيدها لا بيد غيرها كما تحاول دائماً ترويجه والتخلص منه لتبرئة ساحتها!!
قمة التناقض
في الوقت الذي تتحاشى فيه الاتحادات الرياضية إقامة أنشطة أو مباريات مع اقتراب موعد الاختبارات الدراسية. نجد أن كثيراً من المدارس لا تهتم بهذا الجانب ولا تتردد في إقامة احتفالات ومهرجانات ختام الأنشطة في الأسبوع الأخير الذي يسبق الاختبارات النهائية، كما حدث الأسبوع الماضي في معظم مدارس ومناطق المملكة التعليمية.
غريب أمرها..!! تنتظر شهوراً لتأتي في الأسبوعين الأخيرين من العام الدراسي وفي الأيام الحاسمة والمصيرية بالنسبة للطلبة لتطلب منهم ترك الكتب والابتعاد عن المذاكرة والتفرغ فقط للمشاركة في ختام الأنشطة وحضور تدريباتها وحفل توزيع جوائزها في ظروف وأوقات غير مناسبة لا تؤثِّر سلباً على تحصيل الطالب الدراسي واستعداده الذهني والنفسي والبدني للاختبارات فحسب وإنما على مستواه المهاري والإبداعي والأدائي لهذا النشاط أو ذاك.
حتى لا يكون هنالك تداخل وفوضى وازدواجية في الأيام الأخيرة من العام الدراسي بين التحصيل الدراسي والنشاط اللا منهجي، نتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تلزم المناطق التعليمية بإقامة الاحتفالات الختامية للأنشطة قبل أسبوعين من موعد بدء الاختبارات.
***
* ورقة عمل مهمة تشخّص حال وهموم ومتطلبات ومستقبل الاحتراف في المملكة تلك التي نشرتها (الجزيرة) بإمضاء وفكر إداري خبير بحجم الأستاذ سعود الطرجم.. نتمنى من لجنة الاحتراف أن تأخذها بعين الاعتبار.
* كمية ونوعية المباريات الودية هي التي ستحدد بالضبط نجاح استعداد المنتخب لنهائيات آسيا من عدمه..
* خسرت طائرة الهلال بطولة آسيا بمستوى مشرِّف وأمام منتخب إيران وليس فريق بايكان..
* تجديد عقد المدافع اللامع تفاريس أولى الخطوات التصحيحية الهلالية.
* التصريح بأن المدرب باكيتا غدر بالهلال وتعمّد هزيمته أمام الاتحاد اتهام خطير يجب ألا يمر مرور الكرام ولا بد من تأكيده أو نفيه بأسرع وقت ممكن!
* يقول سعيد العويران إنه كسب أربعين ألف ريال من منصور البلوي بعد أن فاز عليه مرتين في (البلوت) ليلة النهائي.. ألهذه الدرجة يصل الهدر والعبث والتلاعب بالأموال..؟!
* قليلة جداً هي الأندية التي ستجيد التعامل مع النظام القديم الجديد للدوري.
* سيعود فريق الوحدة إلى نقطة الصفر بمجرد أن يبدأ بتسريح نجومه والموافقة على بيع عقودهم..
abajlan@hotmail.com