Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/06/2007 G Issue 12675
الاقتصادية
الثلاثاء 26 جمادى الأول 1428   العدد  12675
الإعاقة لم تمنعهن حين تهيأت الظروف
حواء السعودية جزء من مقادير صناعة الحلوى الوطنية!!

*استطلاع - ندى الربيعة:

نموذج جديد لقوة العزيمة وقهر الصعاب تقدمه في هذا الاستطلاع مجموعة من بنات حواء في المملكة اللاتي اخترن العمل في مجال صناعة الحلويات وتغليفها، حيث لم تنهزم إرادتهن أمام العوائق، ولم يتراجع عزمهن أمام مرارات الواقع. إنهن مرآة للمجتمع حين يخترن النهضة سبيلاً، وحين يراهن على النماء طريقاً، وحين يصررن على الرقي درباً لا رجوع عنه.

«الجزيرة» قامت بجولة في أحد مصانع الحلويات والتقت الأستاذة علياء الطياش (مسؤولة القسم النسائي) التي قالت إن المرأة السعودية أبدعت في صناعة الحلويات العربية وتفننت في صناعتها وبرزت فيها بشكل لافت، ويتم فيه صنع السمبوسة والبقلاوة والبيتيفورات بأشكالها وأنواعها.

لكل موظفة أسباب

سألنا بعض الموظفات عن أسباب دخولهن مجال صناعة الحلوى فكان الرد من نجلاء العصيفر (معهد مهني ثانوي قسم التغذية) أنها التحقت بهذه المهنة لأنها تناسب مع دراستها وتخصصها..

وبالنسبة لمها حسيكا (خريجة ثانوية عامة) فالذي دفعها للعمل هو محاولتها الاعتماد على نفسها واكتساب الخبرة.. أما ربى الشهراني (خريجة ثانوية عامة) فقد التحقت بالعمل في المصنع فقط هروباً من الفراغ.

في حين أن مريم الدريب وعهود الطياش حبهما وميولهما للديكور وتنسيق الصواني جعلهما تنضمان لفريق العمل في المصنع بقسم الديكور.

وترى رندة الراضي (بكالوريوس أحياء) أنها باختيارها لعملها فيه محاولة لتغيير الروتين العام فكما تقول: إن أغلب الوظائف النسائية لدينا معلمة أو طبيبة، وأنا الآن ألاحظ أن الناس اتجهت للصناعة والتجارة فأحببت أن أجرب بنفسي وتقدمت لهذه الوظيفة.

تدريبات ودورات

وتقول مديرة الفرع النسائي إنه قبل تعيين الموظفة تخضع لدورات من قبل المتخصصين في فن تعامل الموظفة مع العملاء وكيفية تطوير الذات، فمثل هذه الدورات لها دور إيجابي في إنتاجية الموظفة، ومن ضمن الدورات كيفية التعقيم وكيفية التعامل مع الموظفات والإدارة فهذه الدورات مفيدة جدا ومهمة في العمل.. وكل موظفة في قسم الديكور مطالبة بطاقة إنتاجية يومية من الأربعين إلى الخمسين صينية في اليوم الواحد وإذا كانت الموظفة باستطاعتها أن تقدم الأكثر فهذا يعتبر مجهوداً فردياً منها.. وتضيف أن مديري الفروع مطالبون وبتوجيهات من الإدارة بتعريف الزبائن على عمل المرأة السعودية، فالمصنع لديه قسم نسائي مستقل ثابت وينتج إنتاجية بجميع مراحلها بأيد سعودية، وتستطيع كل زبونة أن تتصل وتتعرف على طريقة عمل الموظفات بالمصنع ونرحب بزيارتها لترى بنفسها آلية عمل الموظفات السعوديات وقدرتهن على العمل المتقن.

وهذا ما تؤكده سارة المطيري (من ذوات الاحتياجات الخاصة) وتقول: طبعاً نلاقي دعما وتشجيعا ومحبة منهن وتعاملهن معنا بطيبة وحنية وتفهم.. وتضيف عهود الطياش بأنه لولا الله ثم وجود الدعم والتشجيع والكلمة الطيبة وشهادات الشكر لما استمر عمل الموظفات وتطور بطريقة جيدة، فمؤخراً احتفلنا بمرور سنة على افتتاح القسم النسائي.

وتضيف ربى الشهراني: فكرة الدوام الطويل وخروجي من وقت الفجر باكراً لم تكن تروق لهم ولكن مع تعاون الإدارة معنا وإعطائنا الإجازات وتفهمها لظروفنا أصبح هناك تقبل من الأهل وتفهم..

أما بالنسبة لرندة الراضي فتقول: في بداية الأمر لم يكن هناك رفض أو قبول، ولكن بعد أسبوع أو أسبوعين بدأ أهلي يشعرون بمعاناتي بحكم أنني جديدة على العمل، وينصحونني بعدم الاستمرار ولكن بمرور الشهر والشهرين تقبلنا جميعا الوضع وبالعكس أصبح أهلي يشجعونني على العمل، حتى في وقت الإجازة تمر وأملّ وأتضايق من جلوسي بالمنزل بلا عمل وكذا أهلي لم يتقبلوا فكرة جلوسي بلا عمل..

وتضيف عهود الطياش أنه من البداية لاقت الترحيب والتشجيع ووقوف أهلها بجانبها لحماسها للعمل والاجتهاد والاعتماد على النفس.

الرواتب والحوافز!!

وحول هذا الموضوع تحدثت (مسؤولة القسم النسائي) قائلة: بالنسبة للرواتب فهي ثابتة على حسب المؤهل العلمي وخاضعة لنظام التأمينات، وكذلك نقوم بتأمين المواصلات.. أما الحوافز التشجيعية فتكون مادية، ولكن بنسب قليلة بحكم أنهن متدربات، ولدينا خطط جديدة لزيادة الحوافز المادية خصوصاً بعد مرور سنة من العمل بالمصنع هذا إضافة إلى بطاقة الخصم الخاص من محلاتنا لكل موظفة.

أما بالنسبة لذوات الاحتياجات الخاصة يصرف لهم أعلى راتب وهو ما يعادل راتب خريجة الثانوية العامة 1800 ريال.

اكتساب الخبرات

مريم الدريب بحكم عملها في قسم الديكور فهذا فتح لها مجالا أوسع في خيالها وأصبحت لها نظرة أخرى على الألوان العاكسة وغير العاكسة، وأصبحت تغير كثيراً من ترتيب وأثاث غرفتها وديكوراتها حتى ترى تناسق الألوان وانسجامها مع القطع.. أما رندة الراضي بما أن اختصاصها تغليف فأصبحت تميز بين العمل الرديء والعمل الجيد وبين أنواع الشوكولا وكما تقول: أركز دائماً على ملاحظة أعمال المصانع الأخرى من حيث الدقة والإتقان..

وتعلمت غزيل الدوسري كيفية صنع أنواع عديدة من الكيك والبيتيفورات، وخبرتها السابقة في بيتها لم تكن كافية تماماً كما تقول ويكفي أنها اكتسبت السرعة والإنجاز الدقيق بالعمل..

وبالنسبة لنعمة العتيبي فقد استفادت من عملها في طريقة تقديم أي شيء سواء في الأكل أو غيره، وكذلك أصبحت تهتم للنظام والترتيب في جميع أمورها..

توظيف ذوات الاحتياجات الخاصة

(مسؤولة القسم النسائي) كان توظيفهن بدعوة من جمعية الأطفال المعوقين، وكان ذلك بملتقى التوظيف وطبعاً على حسب احتياجنا للعمل وننظر بالدرجة الأولى إلى تصميم الموقع حتى لا نقع في إحراج مع الموظفات، فرأينا أنه من الأفضل لنا كموقع اختيار فتيات من الصم والبكم والتخلف العقلي البسيط واللاتي لمسنا لديهن القدرة والرغبة في العمل - والحمد لله - توفقنا بمجموعة طيبة وهذا ما يدفعنا إلى الرغبة في توظيف ذوات الاحتياجات الخاصة ومن خارج نطاق الجمعية في حال قمنا بتوسيع نشاط المصنع.

كسر حاجز التفاهم

كان احتكاكهن ببقية الموظفات صعباً في بادئ الأمر كما تقول الأستاذة علياء الطياش (مسؤولة القسم النسائي) فبحكم وضعهن السابق في المعاهد والمراكز كمجموعة واحدة، ومن نفس الفئة فليس من السهولة بوضعها الحالي أن تتحدث أو تتأقلم مع غيرها بالإشارة لن يتفهم لها أحد، وكان وضعهن بالمصنع يعتبر شيئا غريبا وجديدا عليهن، وكن يرغبن بمكان عمل واحد يجمعهن، ولكن بالتدريج تم توزيعهن كل واحدة في القسم الذي يناسبها، وتم التوضيح لهن بأن هذه أفضل طريقة لكي تسهل عليها عملية التفاهم والتواصل مع غير والحمد لله شيئاً فشيئاً تأقلمن مع بقية الموظفات، وبالعكس يشعرن بارتياح وطمأنينة ورغبتهن في العمل وإنتاجيتهن أفضل من قبل..

وواجهت نجلاء العصيفر في البداية صعوبة في كيفية توجيه وتعليم ذوات الاحتياجات الخاصة مثل الصم والبكم فكما تقول: تأتينا معتمدةً على الكتابة ونحن لا نريد ذلك وبدورنا نحاول أن نتفهمها أكثر ونعرف متطلباتها بدون كتابة.. نحاول أن نخلق روح التفاهم فيما بيننا من دون الورقة والقلم..

وتذكر لنا رندة الراضي أن عندها في قسم التغليف إحدى الموظفات من الصم والبكم فقط أخذت منها مدة تدريب لا تزيد على الأسبوع بعدها أتقنت العمل وبمهارة توازي الفتاة الأخرى وربما أفضل منها إنتاجاً ودقة في العمل فلديها ذكاء خارق..

ارتياح تام

وتقول سارة المطيري (من ذوات الاحتياجات الخاصة) أنا لا استطيع أن أتخلى عن عملي بالمصنع إلا إذا هم استغنوا عني لأني أحببت العمل فيه وتعلمت صنع أنواع عديدة من الحلويات، وأحب الموظفات جميعهن، فمعاملتهن لي جيدة ومن الصعب أن أجد مثل هذه المعاملة في مكان عمل آخر، أما بالنسبة لأهلي ومن هم حولي جميعاً فإنهم يفاجأون من دقة عملي ويتمنون أن يعملوا ويستفيدوا مثلما استفدت.. وتوافقها الرأي زميلاتها في العمل حميدة العنزي وهيفاء العمير ووضحى المطيري.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد