كثير من قضايانا التنموية الملحة تتوقف قاطرة نموها بسبب أننا لا نجرؤ على اكتشاف ما يعترض العجلات أسفل القاطرة؛ لذا يستمر الجدل حولها حيث لا ينبغي أن يكون. وقضية السياحة التي يُشرع بابها كل صيف وتزداد سخونتها بارتفاع درجات الحرارة إحدى أهم هذه القضايا، بل قد تكون على رأسها هذه الأيام.. فكلنا إلا مَن رحم ربي يطرح السياحة الداخلية من زاوية وطنية تخرج المسافرين صيفاً إلى الخارج من دائرتها!! وكثير ممن يكتب عنها لم يزُرْ أكثر من مدينتين أو ثلاث من مدن المملكة الشاسعة الأرجاء..وجميعنا تقريباً يخشى أن يلج باب النقاش في مثل هذا الموضوع لكي لا يُساء فهمه!! لذا استمرت السياحة الداخلية وجهةً اضطرارية تفرضها الإمكانات الاقتصادية لبعضنا وفي مدن محدَّدة أقل من اصابع اليد الواحده !! على رغم أن البعض يصرّ على أن السياحة الداخلية أكثر تكلفة من الخارجية!!.
ما نتمناه من الهيئة العليا للسياحة أن تكسر جدار الفصل القسري بين السياحيتين الداخلية والخارجية في الأدبيات واللغة الإعلامية، وأن تسعى إلى تطوير برامج مع المكاتب السياحية الداخلية التي تكتظ بالباحثين عن عروض السفر في الصيف لبحث إمكانية دمج وتقديم عروض تنافسية مشتركة يقضي المسافر على أثرها عشرة أيام في الخارج ومثلها في الداخل من خلال سعر تنافسي وتنوُّع يؤسِّس لثقافة سياحية متكاملة ويمنح السياحة الداخلية لغةً ووعياً تصالحياً مع السياحة الخارجية!!.