مشكلتنا أننا عاطفيون وننسى بسرعة، فشريط الذاكرة يمسح ولا يبقى إلا على آخر وأقرب حدث يمر بنا ولذلك كانت نتيجة نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم كافية لأن تدفع رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل لتقديم استقالته وسط هجوم شن عليه من عدة جبهات هلالية فيما أبقت النتيجة على رئيس الاتحاد منصور البلوي وأحاطته بعبارات الثناء وطوقته بالورود وهو الذي كان على وشك الرحيل الاضطراري بل إن البلوي كان يدرك أن الخسارة من الهلال تعني نهاية مشواره مع العميد ولهذا صرح قبل المباراة بأنه لن يرشح نفسه لفترة ثانية بعد أن حفلت مسيرته بالعديد من الإخفاقات أغضبت عشاق العميد والتي كان آخرها عجز فريقه الذي يعد الأغنى عربياً عن الفوز بسبع بطولات متتالية محلية وعربية وآسيوية وفشله هو في حملات التسويق الشخصي بصفقات الصور والفلاشات التي لم تتم!.
ومثلما أن معسكر العين الذي دمر الهلال في النهائي كان هو سبب زعزعة العلاقة بين رئيس الهلال ومعظم الهلاليين وبشكل دفعه للاستقالة، فإن المعسكر ذاته ونتائجه التي استفاد منها فريق الاتحاد هو الذي حفظ آخر خيط في العلاقة بين البلوي والاتحاديين وهذه المحصلة التي خرج بها رئيسا الناديين هي نتاج لرغبة جماهيرية تشطح فيها العاطفة ولا تعكس واقع الحال!.
فالأمير محمد بن فيصل رغم معسكر العين والتحفظ على بعض تصريحاته السابقة إلا أنه حقق للهلال أفضل مما حققه البلوي للاتحاد رغم فارق الصرف المالي على الفريقين ولذلك كانت العيون ترقب موقف أعضاء الشرف في الناديين من الوضع الإداري فيهما، والحقيقة أن أعضاء شرف الهلال كانوا هم الأبرز في التعامل مع إفرازات النهائي، ففي الهلال يبقى الاختلاف في وجهات النظر بين الإدارة وأعضاء الشرف تحت السيطرة العقلانية، والهلاليون لا ينشرون غسيلهم فهم لا يختلفون في رؤيتهم الهلال ولذلك عندما أعلن محمد بن فيصل استقالته تضامن أعضاء الشرف مع هلالهم فشكروا الرئيس المستقيل، وأكدوا حرصهم على استمراريته كداعم كبير حقق العديد من الإنجازات التي حافظت على زعامة الزعيم وبدأوا التخطيط لمستقبل الفريق وإنشائه من أزمة النهائي.
وفي الهلال أيضاً ظاهرة ربما لا توجد في سواه، فالرئيس في الهلال عندما يغادر منصبه يظل قريباً من ناديه ويدعم الرئيس الذي يخلفه في رئاسة النادي لذلك لم يكن مستغرباً أن يتكفل الأمير محمد بن فيصل باحتفالات الهلال بمرور خمسين عاماً على تأسيسه وكذلك تكريم الدعيع وقبله ظل الأمير بندر بن محمد مع الهلال قلباً وقالباً، وجاء عبدالله بن مساعد ليرعى اعتزال الثنيان ويتكفل مع شقيقه الأمير عبدالرحمن بالتجديد مع الشلهوب وساهم الأمير عبدالله في التجديد مع الغامدي إضافة إلى تقديمه مبالغ مالية سخية لدعم إدارة الأمير محمد بن فيصل وهذا التكاتف الإداري هو الذي يصنع النجاح في الهلال.
الخطوة المهمة التي يجب أن يتفق عليها الهلاليون هي حاجة فريقهم للتجيدد في عناصره والتجديد يفرض صرف النظر عن المنافسة في مسابقة الدوري الموسم المقبل والتركيز على بناء فريق المستقبل حتى لا يحدث للفريق الأزرق ما حدث للنصر الذي كان طيلة الأحد عشر عاماً الماضية يبحث عن بطولة بأي طريقة وبدون أن يصنع فريقاً فيه مواصفات البطل ولذلك غاب عن البطولات وغابت عنه المواهب، فالهلال بحاجة إلى عناصر جديدة موهوبة مع ياسر والشلهوب والغامدي وعزيز وثلاثي أجنبي فاعل ومؤثر!.
نصراوي مسكين!
يقول الزميل غانم القحطاني المدير والسكرتير التنفيذي للقناة الرياضية إن سبب حضور وتواجد النصر الطاغي في برامج القناة هو أن الفريق النصراوي لم يحقق نتائج جيدة هذا الموسم!
ومعلوم أن السبب الحقيقي هو تواجد عدد كبير من النصراويين في القناة يسيرون تلك البرامج ويقدمونها بقالب إعلامي فريد من نوعه يمنح الأضواء لفرق المؤخرة ويتجاهل أقطاب الصدارة، لكن زميلنا غانم جاملهم بما معناه أن القناة تعاطفت مع النصر (المسكين) وعوضته إعلامياً عن غيابه الفني عن ساحة المنافسة في مسابقات الموسم، وهذا ربما يفسر أيضاً تعاطف بعض لجان اتحاد كرة القدم مع النصر ومنحه استثناءات خاصة لم تمنح ولا للفرق التي تخدم الكرة السعودية بنجومها ونتائجها!.
المشكلة أن كل هذا التعاطف لم ينفع الفريق النصراوي الذي هو بحاجة لأن يتعاطف معه بعض عشاقه الذين يعملون ضده لتصفية حسابات شخصية عانى منها الفريق كثيراً كما أنه بحاجة لأن يتعاطف معه بعض القائمين عليه لتكون رعايته والاهتمام بشؤونه مقدمة على الاهتمام بالآخرين ومطاردتهم بمناسبة وبدون مناسبة!.
وسع صدرك!
** يقول سمو رئيس الهلال إن باكيتا تعمد هزيمة الهلال في النهائي من خلال تدريباته الشاقة في العين والعودة المتأخرة من المعسكر وتشكيلته وتغييراته في المباراة لكن مثل هذا يحسب أيضاً على الإدارة التي تركت باكيتا يعبث بالفريق دون أن تتدخل وما دام أن الإدارة كانت متأكدة من أن المدرب يخطط لكارثة فإقالته كانت الإجراء المفترض والمطلوب دون النظر لأي اعتبارات أخرى!.
** ليس فقط أسرة التحرير بل حتى عمال الصيانة وصاحب البوفيه شاركوا في احتفالية الجريدة بالتصوير مع الكأس!.
** مراهق في الخمسين يكتب مذكرات صحفية بعد تراجعه عن الاعتزال يلعب فيها دور البطل ويتجنى على زملائه!.
** التجديد مع تفاريس لا يكفي فاستمرار الثلاثي المرح في الدفاع الهلالي يجعل وجود تفاريس كعدمه!
* وسطنا الرياضي بحاجة ماسة لعقلية مثل الأمير عبدالله بن مساعد فهو رجل المرحلة بوعيه وفكره وخبرته ومثاليته.
** ملتقى الرياضية الذي يقدمه زميلنا سلمان المطيويع قدم لنا عادل البطي وحاتم خيمي وحمد الصنيع كنواة يتوقع أن تنقل الإعلام الرياضي المرئي من حالة التنظير (في غالبيته) إلى الرأي المتخصص الذي ينطلق من تجربة وخبرة ميدانية تشخص واقع الحال وترسم بوعي صورة المستقبل المأمول.
** بالمناسبة لست مع الذين يرون أن ملتقى الرياضية نسخة من مجلس قناة الكأس، فالمجلس تهريج في غالبيته ومعظم رواده ليس لديهم إمكانية لإثراء الحديث فيه!.
** سامي يكفي لعب فقد حققت كل ما يمكن أن يتمناه اللاعب فلا تتردد في قرارك!.
** الحارس العملاق تشعر أحياناً أنه لا يستفيد كثيراً من خبرته!.
** قناتنا الرياضية نقلت تفاصيل احتفالات الفريق الإيراني بالفوز على الهلال في النهائي الآسيوي للكرة الطائرة وقبلها حجبت احتفال الفريق الهلالي بالفوز على النجمة البحريني في الدور قبل النهائي!.
** فريق الطائرة الهلالي خسر النهائي أمام فريق كبير وخطير في مستواه وما قدمه الهلال في البطولة يستحق عليه التكريم خاصة من الاتحاد السعودي للكرة الطائرة فالهلال زاد من شعبية اللعبة في داخل المملكة ومنحها سمعة طيبة خارجها.