بدعوة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية البولندية البروفيسور ليخ كاتشينسكي يصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في زيارة رسمية وعلى رأس وفد رفيع المستوى إلى الجمهورية البولندية وتمتد من يوم الأحد 9 - 11 جمادى الثانية عام 1428هـ الموافق 24 - 26 يونيو 2007م، وتعد هذه الزيارة التاريخية الأولى من نوعها رداً على الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية بولندا السابق ألكسندر كفاشنيفسكي إلى المملكة في مارس 2004م.
وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى بولندا، التي تعتبر من أهم الدول في شرق أوروبا (بل البوابة الشرقية للاتحاد الأوروبي) بعد تخلصها من أغلال النظام الشيوعي، تتويجاً للعلاقات السعودية البولندية التي استمرت على مدى حقبة طويلة من الزمن امتدت منذ القرن الثامن عشر الميلادي وبالتحديد عام 1817م حينما زار الكونت البولندي فاتسواف جيفوسكي الجزيرة العربية لاقتناء بعض الخيول العربية الأصيلة.
ثم بدأت بعض الاتصالات الرسمية في أواخر العشرينيات وأهمها حينما قام الملك فيصل - رحمه الله - في مايو 1932م (كان وقتها وزيراً للخارجية) بزيارة مهمة إلى بولندا ردا على زيارة قام بها وفد بولندي إلى المملكة في إبريل 1930م.
ولكن ومن سوء الطالع أن هذه العلاقات لم تستمر بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) وتداعياتها آنذاك. وبعد انقطاع امتد لخمسين عاماً وبالتحديد في أواخر التسعينيات عادت الاتصالات الرسمية تأخذ مجراها بين البلدين الصديقين إلى أن تكللت الجهود الحثيثة بإقامة علاقات دبلوماسية في عام 1995م وعلى أعلى المستويات وذلك بافتتاح سفارتي البلدين في الرياض في يونيو 1998م وفي وارسو بتاريخ 30 نوفمبر 2001م. وبذلك بدأت مرحلة جديدة من العلاقات السعودية البولندية وعلى جميع الأصعدة.
فعلى المستوى السياسي كانت هناك زيارات متبادلة لكبار المسؤولين بين البلدين سواء على مستوى وزراء الخارجية أو رؤساء المجالس البرلمانية (الشورى والشيوخ) تكللت بزيارة رئيس الجمهورية البولندية الأسبق السيد الكسندر كفاشنيفسكي إلى المملكة في مارس 2004م، زار خلالها الرياض وجدة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - ومن أحدث محطات هذه العلاقات هي زيارة معالي وزيرة الخارجية البولندية أننا فوتيغا إلى الرياض في شهر مايو 2007م ومشاركتها في الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي.
أما على المستوى الاقتصادي:
فقد كان هناك تبادل للزيارات بين الوفود التجارية والغرف الصناعية وبين وزراء الاقتصاد والبترول والتجارة والصناعة لكلا البلدين وقد تكلل ذلك بتأسيس مجلس الأعمال السعودي البولندي الذي بدأ يباشر أعماله الآن.
وعلى الرغم من من محدودية التبادل التجاري مقارنة بالإمكانات والقدرات المتوافرة لكلا الدولتين إلا أنه ووفقاً للإحصائيات الرسمية الصادرة من دائرة الإحصاء العام البولندية فإن قيمة هذا التبادل الثنائي قد بلغت في عام 2006م حوالي 291.9 مليون دولار أمريكي وهو ما يمثل زيادة بنسبة 46% مقارنة بالعام السابق.
أما على الصعيد الثقافي والتعليمي:
فقد كان هناك تبادل للزيارات على مستوى وزراء التعليم العالي ومندوبين عن الجامعات كما ضمت هذه الوفود ممثلين عن بعض المؤسسات العلمية والثقافية تم على أثرها الاتفاق على التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين.
إضافة إلى ذلك فإن هناك تبادلا للبعثات والمنح الدراسية ويوجود في بولندا 41 طالباً وطالبة لدراسة الطب والهندسة. إلى جانب ذلك فقد لوحظ الاهتمام البالغ من قبل المثقفين والمفكرين وأساتذة الجامعات البولنديين والطلبة بدراسة تاريخ المملكة واقتصادها وثقافتها الإسلامية وعلاقاتها بأوروبا وبولندا على وجه الخصوص.
وتعطي بولندا أهمية كبرى لهذه الزيارة الكريمة والمهمة نظراً لما تمثله المملكة من ثقل مؤثر وبارز ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب بل وعلى المستوى الدولي؛ ولترؤس المملكة للجامعة العربية، وبدورها كرئيس للمؤتمر الإسلامي، كما أن المملكة تولي بولندا اهتماماً خاصاً نظراً لأهميتها الاستراتيجية ولكونها عضواً مهماً في الاتحاد الأوروبي حيث تعتبر سادس أكبر قوة فيه، إضافة إلى دلالة سرعة نمو اقتصادها والإمكانات البشرية المتوافرة لديها.
ومن المتوقع أن يتم خلال الزيارة الكريمة توقيع عدد من الاتفاقيات منها:
* تشجيع وحماية الاستثمارات المشتركة بين البلدين.
* اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي.
* التعاون الثقافي والعلمي والتعليمي بين وزارتي التعليم العالي في كل من البلدين.
* مذكرة التفاهم للتعاون العلمي والتقني بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والأكاديمية البولندية للعلوم.
* اتفاقية التعاون في المجال الصحي.
* اتفاقية مكافحة الجريمة.
* اتفاقية التدريب التقني والمهني.
* اتفاقية التفاهم الثنائي بين وزارتي خارجية البلدين.
* مذكرة التفاهم بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمملكة ووزارة الرياضة البولندية.
كما سيتمخض عن الزيارة المباركة الإعلان عن الموافقة السامية بإنشاء مركز للدراسات العربية والإسلامية في جامعة وارسو التي تعد من أعرق الجامعات البولندية بل والأوروبية. إضافة إلى أن قدوم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لبولندا سيكون له حضوره الإنساني المميز على كل شرائح المجتمع البولندي قيادة وحكومة وشعبا خاصة وأن في ذاكرته عملية فصل التوأم (داريا وأولغا) إلى جانب ما ستتركه هذه الزيارة المهمة من أثر بالغ في ترسيخ عرى العلاقات الطيبة التي تربط البلدين التي من شأنها إرساء قواعد متينة وأسس ثابتة في تاريخ ومستقبل العلاقات السعودية البولندية بل والعربية البولندية، كما سيترتب عليها - بمشيئة الله تعالى - المضي في تطوير مسيرة العلاقات العربية الأوروبية بشكل عام.
المحطات الرئيسية للعلاقات السعودية البولندية
يرجح علماء التاريخ أن جذور التواصل بين السعوديين والبولنديين تعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي حيث توجد مخطوطة باللغة اللاتينية كتبت من قبل كاتب بولندي أشار فيها إلى وصوله إلى مكة المكرمة في القرن الثامن عشر الميلادي. وبعدها وحسب الوثائق المدونة قام أحد النبلاء البولنديين ويدعى فاتسواف جيفوسكي في عام 1817م بجولة في منطقة الشرق الأوسط شملت منطقة نجد وجبال شمر ومناطق أخرى متعددة تابعة الآن للمملكة العربية السعودية، بهدف شراء أجود أنواع الخيول العربية، ومن ثم وفي عام 1844 قام أيضاً أحد النبلاء البولنديين يدعى بيجي جيفوشيتسكي أثناء جولته في منطقة الشرق الأوسط بزيارة لمدينة حائل حيث اقتنى عدداً من الخيول العربية، إلى جانب ذلك فقد شهد هذا القرن وصول عدد من الرحالة البولنديين إلى شبه الجزيرة العربية.
العلاقات الرسمية بين المملكة وبولندا
بدأ العهد الجديد للعلاقات السعودية البولندية مع بداية تأسيس المملكة العربية السعودية. ففي عام 1929م اعترفت بولندا رسميا بالملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حاكماً على الحجاز ونجد وملحقاتها، وبذلك تكون الدولة الثامنة في العالم التي تقوم بذلك وأقامت علاقات رسمية معها. وفي مايو عام 1930م استقبل جلالة الملك عبد العزيز (رحمه الله) وفداً بولندياً رسمياً برئاسة نائب مدير دائرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البولندية النبيل إدوارد راتشينسكي (والذي أصبح فيما بعد سفيراً ووزيراً للخارجية البولندية ورئيساً لحكومة المنفى البولندية أثناء احتلال بولندا من قبل النازية في الحرب العالمية الثانية). وفي المقابل قام الأمير فيصل بن عبد العزيز (رحمه الله) في عام 1932م (والذي أصبح ملكاً في عام 1962م) بزيارة لبولندا بصفته وزيراً للخارجية ورئيساً لمجلس الشورى حيث تم في غضون تلك الزيارة الاتفاق على التعاون المشترك بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية. وقد منح الأمير حينذاك وسام جمهورية بولندا من الدرجة الأولى الذي يطلق عليه وسام الأصالة البولندية (Polonia Restituta).
ثم وقعت الحرب العالمية الثانية عام 1939م التي دامت حتى عام 1945م بعدها قطعت العلاقات بين البلدين على أثر وقوع بولندا في براثن المعسكر الشيوعي ثم عادت الاتصالات رسميا في عام 1989م وذلك بعد انهيار الشيوعية واستعادة بولندا لاستقلالها وسيادتها الكاملة. ومنذ ذلك الحين توالت الاتصالات المنتظمة بين وزارتي الخارجية في البلدين إلى أن قامت العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1995م.
أهم الفعاليات والزيارات الثنائية بين البلدين منذ عودة العلاقات:
على الصعيد السياسي:
- يونيو 1992م قام نائب وزير الخارجية البولندي بزيارة المملكة.
- في أغسطس 1992م زيارة مبعوث خاص للرئيس ليخ فاونيسا إلى المملكة.
- 3 مايو 1995م إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
- يونيو 1998 افتتاح سفارة جمهورية بولندا في الرياض.
- يوليو 1995م قام وزير الخارجية البولندي بارتوشيفسكي يرافقه نائب وزير شؤون التعاون الاقتصادي الدولي بأول زيارة رسمية إلى المملكة.
- في شهر فبراير 1999م حظيت البروفيسورة آليتسيا غجيتشكوفياك رئيسة مجلس الشيوخ البولندي باستقبال وترحيب حار واستضافة كريمة ورعاية طبية عالية من قبل الجهات الرسمية السعودية إثر الهبوط الاضطراري للطائرة التي كانت تقلها في رحلة عودتها من دولة قطر. ولقد وجد هذا الترحاب صدى واسعا في جميع الأوساط البولندية بجانب ذلك قامت البروفيسورة آليتسيا غجيتشكوفياك برد الجميل من خلال ترؤسها لوفد ضم نائب وزير الاقتصاد وممثلين للغرفة التجارية البولندية قام بزيارة المملكة في الفترة الممتدة من 11 - 15 نوفمبر عام 2000م، وقد تم استقبال الوفد من قبل خادم الحرمين الشريفين (المغفور له - بإذن الله - ) الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز.
- مايو عام 1999م قام الشيخ إبراهيم بن جبير (رحمه الله) رئيس مجلس الشورى بزيارة رسمية إلى جمهورية بولندا تلبية للدعوة التي وجهها له رئيس مجلس النواب البولندي.
- 4 أكتوبر عام 1999م توجه سعادة السفير بوومينسكي إلى الرياض وقام بتسليم نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل. ومن ثم تقدم بأوراق اعتماده إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) سفيرا لبولندا لدى المملكة.
- 29 أكتوبر 2001م قام سعادة السفير أسامة بن أحمد السنوسي بتقديم أوراق اعتماده كأول سفير للمملكة في بولندا إلى الرئيس البولندي الكسندر كفاشنيفسكي.
- إبريل 2003م قام صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بزيارة إلى بولندا وشارك خلالها في المؤتمر الدولي بعنوان (الحوار بين الحضارات).
- أكتوبر 2003م زيارة معالي نائب رئيس الوزراء البولندي ووزير البنية التحتية مارك بول إلى المملكة والتوقيع على اتفاقيات إطارية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية.
- سبتمبر 2003م زيارة معالي رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد والوفد المرافق له إلى بولندا بدعوة من رئيس مجلس النواب البولندي.
- فبراير 2004م زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة والوفد المرافق له لبولندا التي لقيت أصداء واسعة على الساحة البولندية وخاصة الإعلامية حيث استطاع سموه الإجابة بموضوعية عن جميع الأسئلة التي وجهها له الصحافيون أثناء المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية البولندي وأن يدحض الصورة النمطية البالية والمرسخة في عقول البولنديين حول المملكة.
- مارس 2004م زيارة الرئيس البولندي الكسندر كفاشينفسكي إلى المملكة.
- ديسمبر 2005م قام سعادة السفير الدكتور ناصر بن أحمد البريك بتسليم أوراق اعتماده إلى الرئيس البولندي كسفير للمملكة في بولندا.
- مايو عام 2007م قامت وزيرة الخارجية آنا فوتيغا بزيارة رسمية للرياض لحضور الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي.
التبادل التجاري بين المملكة وبولندا
وفقا للإحصاءات الصادرة عن دائرة الإحصاء العام الحكومية البولندية فإن قيمة صادرات بولندا إلى المملكة قد بلغت في عام 2006م حوالي 145.3 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعتبر زيادة بنسبة 46% مقارنة بالعام السابق، بينما وصلت قيمة وارداتها من المملكة إلى أكثر من 146.6 مليون دولار أمريكي وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16% مقارنة بالعام السابق. ووفقا للإحصاءات الرسمية فإن قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال العام 2006م قد ارتفعت بنسبة 46% مقارنة بالعام الماضي.
على الصعيد العسكري
- ديسمبر عام 1990م توجه وفد بولندي رسمي ضم نائب وزير الخارجية ونائب وزير الدفاع ونائب وزير شؤون التعاون الاقتصادي الدولي إلى المملكة حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين بشأن وجود القوات البولندية المساندة على أراضي المملكة أثناء حرب تحرير الكويت. إضافة إلى إبرام اتفاقيات أخرى بين وزارتي الدفاع في البلدين.
على الصعيدين الثقافي والتعليمي:
- سبتمبر عام 1999م قام وفد من وزارة التربية والتعليم العالي ومندوبين عن الجامعات في المملكة برئاسة البروفيسور أسامة الطيب نائب مدير جامعة الملك عبد العزيز بزيارة إلى بولندا تفقد خلالها عددا من الجامعات والمراكز العلمية البولندية.
- يوليو عام 2000م تخرج الشيخ أحمد توماش ميشكيفيتش من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وهو مسلم من أصل تتري، وهو في الوقت الحالي مفتي المسلمين البولنديين، وبذلك يكون أول خريج بولندي من جامعة سعودية.
- فبراير 2003م قام أكثر من 30 مسلما بولنديا بأداء فريضة الحج على ضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله).
- مايو 2002م عقدت ندوات علمية في كل من وارسو والرياض بمناسبة مرور سبعين عاماً على الزيارة التي قام بها الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) لبولندا في عام 1932م.
- يونيو 2003م تزويد مكتبات أقسام الدراسات العربية والإسلامية في جامعة وارسو وجامعة ياغيللونسكي في مدينة كراكوف وجامعة آدم ميتسكيفيتش في مدينة بوزنان وجامعة نيكولاس كوبرنيكوس في مدينة تورون بمجموعة كبيرة من الكتب مهداة من معهد الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
- يونيو 2004م زيارة وفد من وزارة التعليم العالي السعودية برئاسة وزير التعليم العالي السعودي معالي الدكتور خالد العنقري، حيث تم أثناءها الاتفاق على التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين.
تبادل البعثات والمنح المدرسية
على صعيد الطلبة السعوديين يوجود 41 طالباً وطالبة يدرسون وجميعهم من المبتعثين من قبل وزارة التعليم العالي في الجامعات البولندية في كل من مدينة وارسو وكراكوف وبوزنان.
على الصعيد الإنساني:
في نهاية ديسمبر عام 2004م توجهت الطفلتان التوأم السياميان أولغا وداريا ترافقهما والدتهما وطبيبة بولندية إلى الرياض لإجراء عملية فصل أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. وقد أحدث سير العملية ونجاحها صدى واسعاً في جميع الأوساط البولندية، وكان لها أثرها البالغ في زيادة زخم العلاقات البولندية السعودية وتعريف البولنديين بالوجه الإنساني الحقيقي للمملكة خاصة أن المعلومات عن المملكة وقيادتها وشعبها كانت شبه معدومة في الأوساط البولندية. ويمكننا أن ندلل على ذلك بخطابات البريد الإلكتروني التي تقاطرت على السفارة مستفسرة عن المزيد من المعلومات حول المملكة خاصة من الطلبة والشباب البولندي، كما وصلت خطابات من هؤلاء الطلاب تفيد بأنهم يرغبون في إعداد رسائل الماجستير في الاقتصاد السعودي والبنوك الإسلامية ونظام الحكم في المملكة. إلى جانب ذلك تلقت السفارة وبعد نشر صحيفة بولندية لصور الرسوم المسيئة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - رسائل هائلة تشجب وتدين الصحيفة وتعلن تضامنها مع المسلمين، كما ازدادت وتيرة الخطابات والطلبات الواردة من أصحاب الشركات التي يعرضون فيها رغبتهم في إقامة علاقات تعاون مع الشركات السعودية.
ومن جانبه تكفل خادم الحرمين الشريفين مرة أخرى بتمويل جميع نفقات تكملة عملية الفصل الأولى، حيث غادرت الطفلتان ووالدتهما والطبيبة المرافقة بولندا إلى الرياض في بداية هذا العام بهذا الخصوص. كما حضرا اللقاء الكبير الذي أعد للتوائم السيامية، الذين تم فصلهما في المملكة والمنحدرين من مختلف دول العالم، مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، وعادا بعد قضاء حوالي ثلاثة أشهر في المملكة وذلك لأن الدكتور الربيعة يرى أن الوقت لا يزال مبكراً لإجراء العملية التكميلية، حيث إنه يمكن الانتظار لمدة عام آخر، ومن المؤكد أن التوأم المفصول سيعود إلى المملكة في العام القادم - بمشيئة الله - وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - .
بعض نشاطات السفارة في العام الماضي وخلال العام الجاري:
شهد العام الماضي نشاطاً كبيراً للسفارة في مجال تفعيل العلاقات بين البلدين، وذلك من خلال مشاركتها في جميع الفعاليات التي يمكن أن تعود على المملكة بالمنافع الجمة، حيث شاركت في عدة مؤتمرات علمية واقتصادية وسياسية ومنها ما يخص الإرهاب ومحاربته. وقد تواصل النشاط في هذا العام بنفس المستوى. إلى ذلك قامت السفارة بالرد على جميع الاستفسارات الدائرة حول المملكة وتقديم الكتب والمطبوعات المتوافرة لديها لمن يرغب في ذلك، واستجابت لجميع استفسارات وطلبات الشركات وتزويدها بالمعلومات الكافية للجهات المسؤولة في المملكة حسب القطاعات والتخصصات. وستنشر هذه المعلومات في الإحصائيات العامة لنشاط السفارة في نهاية العام.