قال لي ذات يوم أحد الرؤساء التنفيذيين لشركة أجنبية تعمل في المملكة إنه لا تواجههم أية إجراءات تنظيمية، وإن الأمر على درجة كبيرة من السلاسة حين يصل الأمر إلى كبار المسؤولين!!

وحين التقيت رئيس وكالة الاستثمارات الأجنبية الهولندية في إحدى زياراته للمملكة قال لي إن المملكة يمكن أن تكون مركزاً لوجستياً ومقراً لدعم ومساندة ثلثي تجارة الشرق الأوسط!!

بعد ذلك بأشهر التقيت مستثمراً عقارياً سعودياً في مدينة دبي أخبرني عن مشروع عقاري سياحي يزمع إنشاءه في الرياض ومدى الإحباط الذي أدركه نتيجة الصعوبات التي واجهها المشروع!!

.. ولذا لم أعجب حين قدم زميلنا النشط محمد الشقاء أمس الأول سبقاً صحفياً - كما عودنا - مفاده أن 600 مليار ريال و120 ألف وظيفة يخسرها اقتصادنا الوطني بسبب البيروقراطية!! وأفسد فرحتي بذلك السبق الصحفي التأخر الاقتصادي للوطن والذي يحمله خبر كهذا..

رغم أن البيروقراطية كائن حي يعيش معنا ويزاحمنا كل مساحات الإنجاز والعمل إلا أن دراسة علمية ومن جهة حكومية تكشف عن حجم خسائر كبيرة يتكبدها الوطن بسببها يجب أن لا ينتهي الأمر بها إلى حسرة وخبر!! فليس من المنطقي أن يضطر مستثمر محلي أو أجنبي للوصول إلى أعلى المستويات من أجل تنفيذ مشروع تفرش له السجادات الحمراء في دول أخرى!! فرجال الأعمال الذين تتوزع أعمالهم بين هنا وهناك بسبب وطأتها، والوظائف التي يُحرم منها المؤهلون بسبب قسوتها وأنانيتها ينبغي أن تكون محل نقاش واسع وشفاف ومكاشفة في مجلس الشورى مع كل مسؤول تسبب في حدوث هذه الخسائر، لأن علاج أزمة بهذا الحجم يتطلب المحاسبة عن ما مضى لا مجرد التعاطي مع ما سيأتي!!