شهدت أسعار الذهب هبوطاً مفاجئاً خلال اليومين الماضيين، فبينما كان سعر كيلو الذهب يوم الخميس 81.300 ألف ريال وسعر الأونصة الذهبية 672 دولاراً، تفاجأ تجار الذهب عصر الجمعة أمس الأول بانخفاض سعر الكيلو إلى 78.100 ألف ريال وهبوط سعر الأونصة إلى 647 دولاراً وهي الأسعار التي أغلق عليها سوق الذهب (مساء الجمعة) وذلك في ظل توقعات بأن يزاول السوق نشاطه غداً الاثنين إما بالارتفاع أو الانخفاض في الأسعار.

وكانت الجزيرة قد قامت بجولة أمس الأول في أسواق الذهب بالرياض حيث تلاحظ إقبال كبير من الأسر السعودية والمقيمين داخل سوق الذهب بالثميري وسط الرياض وتنقلت حتى إغلاق السوق في الوقت الذي كانت محلات البيع تكتظ بالمواطنين والمقيمين الذين يرغبون في الشراء وذلك خوفاً من عودة الأسعار للارتفاع مجدداً، ولمعرفة هذه التقلبات المفاجئة في الأسعار التقت الجزيرة مدير سوق الذهب بالثميري صالح بن عبد الرحمن العقيلي الذي قال: الكل يعلم أن السعودية تعتبر من أكبر أسواق الذهب في الشرق الأوسط ورابع أكبر أسواق العالم، وذلك يرجع إلى الإقبال الكبير من المواطنين على شراء الذهب الذي تعتبره الهدية الأغلى التي تقدم لها.

كما أن أسواق الذهب غالباً ما تجد رواجاً أكثر في مواسم قبل اجازات الصيف والأعياد نظراً للهدايا بين الأزواج والآباء وبناتهم، وبالإضافة إلى ذلك فإننا نجد في أسواق الذهب كثيراً من النساء السعوديات يرغبن في بيع ما لديهن لاستبداله بالجديد من أطقم وغيرها مع دفع الفارق، كما أن المقيمين يقبلون أكثر على شراء الذهب الصافي (بدون أحجار) تجنباً للخسارة عند بيعه في بلدهم.

وأضاف أن أسعار الذهب من ناحية الارتفاع أو الانخفاض تتعلق بأشياء أخرى منها أنه مرتبط بارتفاعه في السوق العالمي وأيضاً ارتباطه بدخل الفرد في الداخل وقدرته الشرائية، مؤكداً في هذا الجانب أن سوق الذهب وجد رواجاً أكثر في السنوات الأخيرة مما يقرب من نسبة الربع عن السنوات السابقة حيث كان السحب على الذهب الأصفر والملون أكثر من غيره وذلك بسبب الاستحداثات في المشغولات الذهبية.

مشيراً إلى أن قوة الذهب ليس فقط على مستوى الفرد ولكن أيضاً على المستوى الاجتماعي والدولي لأن القوة الاقتصادية تقاس بمدى المدخرات الذهبية بالإضافة إلى رواج تجارة الذهب السعودي بالأسواق العربية وخاصة مصر، ويقال إن المحلات التي يباع فيها الذهب السعودي أكثر مبيعات من التي تبيع الذهب المحلي المصري، كما أن الذهب يعتبر الملاذ الآمن للاستثمار.

وأوضح العقيلي أنه بالرغم من استمرار ارتفاع أسعار الذهب الأصفر لوحظ مؤخراً في أسواق السعودية حركة كبيرة ملموسة في ظل متطلبات موسم الأعراس حيث سارع العازمون على الزواج إلى شراء الشبكات والهدايا التي تتجاوب مع العادات والتقاليد السعودية.

إضافة إلى انتعاش السوق بسبب شراء المقيمين الذين ينوون قضاء اجازاتهم في بلدانهم مع ذويهم حيث يسارعون إلى شراء المشغولات الذهبية السعودية.

وأضاف أن الأسواق في الوقت الراهن بدأت بالانتعاش بعد انخفاض سعر الذهب حيث مرت الأسواق بركود بسبب ارتفاعه في الفترة السابقة وتقلبات الأسعار، ويسارع المواطنون والمقيمون إلى شراء المشغولات الذهبية التي يحتاجون لها قبل السفر إلى بلدانهم.

كما أن السعوديين قد على أقبلوا على شراء الذهب خاصة الشبكات هدايا الاعراس وبخاصة المقبلون على الزواج بشراء الشبكة التي تعد من أولويات الهدايا لتقديمها إلى العروس حيث تعتبر المرأة السعودية العربية هدية الذهب أغلى هدية تقدم لها.