حقَّق الاتحاد أغلى وأجمل البطولات المحلية وأبرزها من حيث القوة لأنه حظي بإعداد إداري وتجهيز فني على مستوى عال سبق النهائي الكبير الذي جمع الاتحاد بالهلال، فبعد وصول العميد للمباراة النهائية كانت آمال وتطلعات الجماهير الاتحادية معقودة على الإدارة واللاعبين أكثر من غيرها، استنفرت إدارة منصور البلوي استنفاراً كاملاً عندما وضع برنامج إعدادي من نوع خاص، فالاتحاد قدَّم في هذا الموسم مستويات متفاوتة وأخذت تتصاعد نحو الأحسن حتى جاء موسم الحصاد وإن كانت هذه المستويات لا ترضي عشّاقه - وهم كثر - إلا أن الفريق الاتحادي استطاع الوصول لجميع النهائيات المحلية للموسم الحالي ما يميز إدارة نادي الاتحاد ويحسب لها بطبيعة الحال أنها استفادت من الأخطاء الماضية سواء الإدارية أو الفنية وخسر معها العميد بطولتين كان الأقرب لتحقيقهما، تأتي هذه الاستفادة من أخطاء الماضي لتدخل مع نفسها ومع جماهير ناديها وكل من كان يراهن على أن صفحة الاتحاد بيضاء للموسم الحالي في تحد خاص وعندما يظهر الطموح فلا شيء يُعجز الإنسان فبدأ الاتحاد تحضيراته وكانت على مرحلتين الأولى في جدة تخلّلها زيارة أطهر بقاع الأرض وما صاحب هذه الزيارة والمرحلة الثانية كانت بمدينة الرياض لأهداف فنية ونفسية وصحية، هذا التخطيط الإداري الناجح ظهرت أماراته على أرضية استاد الملك فهد الدولي عندما كانت العزيمة والإصرار والروح كلها حاضرة في تلك المباراة التي تجلّى فيها العميد، أعتقد أن الاتحاد فاز بالتحضير النفسي الجيد وتطبيق الجمل الفنية التي رسمها المدرب والإصرار وعدم تقبّل الخسارة الثالثة سواء من الهلال أو خسارة النهائي الثالث في موسم واحد عكس ذلك الهلال الذي ظهر متهالكاً عكس ما كان يتوقّع كثير من النقاد والمتابعين والأكيد أن ما مرَّ به الهلال في فترة الإعداد ومن أخطاء فادحة أدت إلى ظهور الزعيم بذلك الذي لا يليق به ويبدو أن الإدارة الهلالية انشغلت بالأخذ والرد في مشاركة المحترف الليبي طارق التايب من عدمها وتأثرت بما طرح في هذا الشأن حتى التايب نفسه لم يكن التايب الذي يعرفه الجميع. أما بالنسبة للجهاز الفني بقيادة باكيتا فبكل تأكيد يتحمّل كل ما حدث للهلال داخل الملعب، فباكيتا معروف بأنه مدرب الطريقة الواحدة وأسلوب واضح ومكشوف للجميع فكان كارثة على الفريق الهلالي بعد عجزه عن التعامل مع أحداث المباراة.
وإحقاقاً للحق فإن الاتحاد تفوّق على الهلال خارج الملعب وداخله وإدارة الاتحاد استفادت من أخطائها عكس الإدارة الزرقاء التي أرادت أن تكحلها فأعمتها بعد أن قرّرت إقامة معسكر خارجي ساهم بشكل واضح في إرهاق اللاعبين وتشتيت أذهانهم خاصة بعد الظروف التي واكبت رحلة العودة وأدت إلى تأخيرها لوقت متأخر من الليل في ليلة المباراة النهائية.
فرصة خاصة
فرحت كثيراً بتحقيق اللقب للفريق الاتحادي من أجل عيون اللاعب الكبير حمزة إدريس الذي قرَّر الاعتزال بشكل نهائي فمن يعرف حمزة إدريس عن قرب ومساهماته الفاعلة مع منتخب بلاده ومع ناديه في تحقيق العديد من الإنجازات لا بد أن يفرح لحمزة ومساهمة اللاعب في تحقيق هذا اللقب مع بقية كتيبة النمور الاتحادية كان مسك الختام للاعب مثل حمزة إدريس الذي كان مثالاً يحتذى في التضحية والإخلاص والوفاء لوطنه ولناديه والجماهير السعودية بوجه عام وجماهير الاتحاد بصفة خاصة تتمنى من إدارة نادي الاتحاد الإسراع في تكريم البرق بالشكل الذي يتناسب مع حجم ومكانة حمزة في قلوب عشاقه وقد وعد البلوي في وقت سابق بإحضار فريق برشلونة الإسباني في اعتزال حمزة وها هي الفرصة مواتية بعد تحقيق الكأس الغالية لتكون الفرحة فرحتين والتكريم سيكون له أيضاً مذاق مختلف.
نحو المرمى
* في خضم الاحتفالات الاتحادية والابتهاج بمناسبتي حصول الفريق الكروي على لقب كأس خادم الحرمين الشريفين وإعلان منصور البلوي ترشيح نفسه لمدة أربع سنوات قادمة قابلت المشرف على فريق كرة القدم حامد البلوي وكان كعادته في حالة من الغرور والغطرسة تدعو للشفقة فبادرني بقوله: (أشوفك تحمل شعار الاتحاد اليوم)، فاكتفيت بالرد قائلاً: (لي الشرف) وسأزيد على ذلك: أنت لم تعرف شكل الكرة إلا في نادي الاتحاد ومع ذلك حملت شعاره، ويبدو أن الأخ حامد نسي أو تناسى عمله الأساسي عند قدومه لنادي الاتحاد.
* من المؤكّد أن اللاعب محمد نور يعد من أبرز اللاعبين المؤهلين للانضمام لصفوف المنتخب السعودي ولكن لا نعلم السر في عدم استدعائه للأخضر والأسباب الحقيقية هل هي فنية أم إدارية وبقينا في حيرة من أمرنا نتمنى توضيح الأسباب للرأي العام الذي يبحث عن الحقيقة.
* هل يعقل أن تعجز الإدارة الهلالية عن معالجة النجم الموهوب محمد الشلهوب وتجهيزه للمباراة النهائية، فالشلهوب لم يلعب من شهر تقريباً وهي فترة كافية جداً إلا إذا كان الهلال لا يملك أجهزة طبية. وعندما غاب الشلهوب اختفى الهلال في ليلة البدر.
* المرحلة المقبلة للاتحاد تحتاج من منصور البلوي إلى تقليب صفحات الأربع السنوات الماضية والاستفادة منها في تجهيز الاتحاد للمستقبل، فمن السهل جداً الوصول للقمة ولكن الصعوبة تكمن في المحافظة والثبات على هذه القمة، وأتمنى منه بعد قراءة هذه الصفحات طيّها والمضي قدماً نحو مستقبل زاهر لعميد الأندية السعودية.
* يبدو أن خسارة الفريق الهلالي لبطولة الدوري ومن أمام المنافس الاتحاد ستلقي بظلالها على النادي بأكمله ونقول للهلاليين من الظلم جداً أن تحمّلوا رئيس النادي هذا الإخفاق وتنسوا أن محمد بن فيصل رغم صغر سنة وعدم امتلاك الخبرة الإدارية الكافية إلا أنه نجح في انتشال النادي من سقوطه وعاد به مجدداً لمنصات الذهب وكان يجب تكريمه وتقديم الشكر له على ما قدّمه وتحمّل بمفرده أعباء النادي المادية بعد أن تخلّى عنه كثير من أعضاء الشرف.
* في الموسم الماضي حضر الهلال والشباب لمنصات التتويج، واختفت بقية الأندية وفي الموسم الحالي حضر الأهلي والاتحاد وغابت الأندية الأخرى، شيء جميل ورائع تبادل المراكز وتقاسم الذهب.
* غاب النصر العالمي طويلاً وفي هذا الموسم تحديداً لم نسمع عن تحقيق أي إنجاز يذكر، حتى صحيفة (الجزيرة) إنجازاتها فاقت الإنجازات التي حققها نادي النصر في جميع الألعاب، أتمنى من النصراويين أن لا يغضبوا من قول الحقيقة، فالحق يعلو ولا يعلى عليه.
* الاتحاد بحاجة إلى دعم منصور البلوي وعبد المحسن آل الشيخ وإلى فاعلية الفريق أسعد عبد الكريم، وإلى إدارة الخبير أحمد مسعود واتزان ورجاحة عقل اللواء محمد بن داخل الجهني.