إعداد - نواف الفقير
أشار عامل من جنسية آسيوية يعمل في محل للفضائيات والرسيفرات لأحد العملاء أن لديه نوعاً من الرسيفرات يفتح التشفير.. طبعاً تفاجأ هذا الصديق بهذا الأسلوب الذي قام به العامل وفي المقابل أصيب العامل بمفاجأة أكبر حينما أجابه العميل بأنه يبحث عن أحد الرسيفرات الخاصة بمجموعة القنوات الإسلامية.
هذا الأسلوب هو غيض من فيض.. في طريق يفترس شبابنا.. ليقودنا في النهاية نحو محيط عرف باسم (إبليس).. نعم هذا الواقع.. هناك عرف بهذا الاسم وهو (شارع إبليس).. استتر بمحتوياته الخارجة عن المألوف بعباءة.. بعيداً بنوعية ما يخبئ حتى عن أعين الرقابة.. وبفريق عمل تنوَّعت مهامه وتعزَّزت بالصلابة... من هنا نريد السؤال لماذا يستمر الوضع هكذا؟....
قبل أن نقرأ القادم نحب أن نشكر جميع من تعاون معنا بهذا الموضوع دون استثناء.. لتتمكّن (الجزيرة) من فتح هذا الباب على مصراعية بكل محتوياته...
في البداية تمكنا من الحصول على بعض الأجوبة لعدد من النقاط المهمة عن طريق بعض العمالة في هذه المحلات... فحينما تم السؤال عن أنواع أجهزة الرسيفرات وجدنا أن للرسيفرات أنواعاً سواء من حيث حجمها وكذلك مزاياها.. وأهم المزايا هي فك تشفير بعض القنوات، وكذلك هناك بعض الرسيفرات تتمكّن من فتح القنوات الإباحية.. وذكر لنا أحد العمالة أن الرسيفرات التي تحتوي على هذه المزايا تتراوح أسعارها من 450 ريالاً إلى 1300 ريال.. عامل آخر تحدث إلينا بعد مفاوضات مطوّلة لإثبات أننا أتينا للشراء لأنه كان متخوّفاً من أن نكون من بعض الجهات الرقابية والتي على حد قول العامل فيما بعد تأتي مرة واحدة من فترة لأخرى.. واستمررنا في الحديث مع العامل لنشتري أحد هذه الرسيفرات ولكن لا نستطيع شراءها بسبب غلائها.. فأشار إلى أن بالإمكان أن نشتري ما يُعرف ب (الكارد) الذي يؤدي نفس الدور الذي تقوم به بعض الرسيفرات.. وأكَّد أن سعر (الكارد) هو بمتناول الجميع، حيث يتراوح سعره من 100 ريال إلى 1800 ريال بحسب المدة الزمنية التي يطلبها المشتري... وسألناه عن كيفية تحديد هذه المدة الزمنية فأجاب أن ذلك يتم من عن طريق الكمبيوتر..
تعجبنا من هذا الكلام ومن هذه التقنية.. وخرجنا من هذا المحل وهو يدخل معنا في محاولات أن نقتني هذا (الكارد) ولكن فشلت محاولاته لأن المعلومات التي نحتاجها في هذا الاستطلاع قد اكتملت.. ولكن أثناء خروجنا تفاجأنا بما شاهدناه أمام هذه المحلات، حيث كان هناك وجود للعديد من العمالة وعلمنا فيما بعد أن هذه العمالة تعمل لصالح هذه المحلات في مجال تركيب الفضائيات ويتم توزيع المال بنسب يتفق عليها المحل والعامل المختص في التركيب.. الغريب في الموضوع حينما قمنا بالتصوير تفرَّقت هذه العمالة وبدأت حالة التذمر والغضب عليهم ولم نستطع إكمال مهمتنا!!
قمنا بالانتقال إلى مكان آخر بعد أن افتضح أمرنا وسألنا عاملاً آخر يعمل في أحد المحلات حول طبيعة المحل فأجابنا أنه قد استأجر المحل من كفيله ويعمل لحسابه الخاص.. وحينما سألناه عن العائد من هذا العمل قال إن دخله الشهري بعد خصم إيجار المحل والفواتير يتراوح بين 1200 إلى 2500 ريال... وأوضح أن ذلك بسبب إقبال المشتري على الأنواع المتطورة من الرسيفرات إضافة إلى قيامه بتأجير عدد من العمالة في مجال التركيب وكذلك تصريف بطاقات التشفير... بعد ذلك التقينا بعدد من ارتادوا هذه المحلات بغرض الشراء، حيث تحدث إلينا سلامة الدوسري حول الهدف من مجيئه قائلاً: أتيت لشراء أحد الأنواع الحديثة من الرسيفرات والسبب أن الرسيفر الذي استخدمه من هذه الأنواع قديم.... خلال حديثنا مع الدوسري شاهدنا أحد الشباب داخل المحل ويبدو أنه من زبائنه استوقفناه لكي نسأله ولكن رفض أن يتحدث إلينا وفي نفس الوقت خرج مع أحد العمالة داخل المحل.. وفيما بعد علمنا أنه قام بشراء (كارد) بقيمة 1300 ريال؟.. التقينا بعد ذلك بخالد النجران الذي علّل وجوده بسبب رغبته في إصلاح جهاز الرسيفر.. وسألناه عن التكلفة فأجاب إصلاح الجهاز مع البرمجة يكلّفه 230 ريالاً..
أوصلتنا هذه الجولة إلى حقيقة أن ثمة استغلالاً، حيث أوضح صاحب أحد محلات الرسيفرات أن الدخل العام للمحل يتراوح بين 40 ألف ريال و70 ألف ريال، وأشار إلى أنه قام بافتتاح فرعين آخرين لهذا المحل..
ونوَّه إلى أن كثيراً من أصحاب هذه المحلات يقومون بتأجيرها للعمالة.. مما يؤدي إلى استغلال هذه العمالة والتحكم بالأسعار، إضافة إلى قيامهم ببعض المخالفات لعل أبرزها بيعهم للبطاقات وغير ذلك.. تبقى لنا أن ندعو أجهزة الرقابة الغائبة.... لمحاصرة هذه التجاوزات من العمالة الهائمة.. لنخرج بعمل نقي.. أمام المواطن والوطن الأبي..